في اليوم الدولي للمرأة: التكافؤ بين الجنسين في المناصب العليا قد لا يتحقق قبل 30 عاما
السياسية :
يحيي العالم اليوم الدولي للمرأة في وقت عصيب تفاقمه جائحة كوفيد-19، شهد خلالها زيادة العنف ضد النساء والفتيات، وانحدار عشرات الملايين من النساء إلى الفقر المدقع مع خسارتهن لوظائفهن بمعدلات أسرع من الرجال. يلقي ذلك بظلال ثقيلة على الجهود المبذولة لتحقيق المساواة في التعليم والعمل والأجور، وغيرها من المجالات.
موضوع اليوم الدولي للمرأة لعام 2021 هو “النساء ودورهن القيادي: تحقيق مستقبل متساو في عالم تسوده جائحة كوفيد-19”. ويحتفي اليوم الدولي بالجهود الكبيرة التي بذلتها، ولا تزال تبذلها، النساء والفتيات حول العالم للتعافي من جائحة كـوفيد-19، ومن أجل رسم مستقبل يتسم بمساواة أكبر.
وفي حدث افتراضي لإحياء هذا اليوم، قالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بومزيلي ملامبو-نوكا، إن ثمّة إنجازات ينبغي الاحتفاء بها، حيث تولت النساء مناصب عدّة، مثل رئاسة منظمة التجارة الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي.
لكنّها أضافت قائلة: “إلا أن هذا ليس الوضع المعتاد، فقد شغلت النساء في عام 2020، كمتوسط عالمي، نسبة 4.4% من رؤساء مجالس الإدارة، و16.9% فقط من مقاعد مجالس الإدارة، وشكّلن 25% فقط من البرلمانات الوطنية، و13% فقط من مفاوضي التوسط في محادثات السلام”.
تكافؤ لن يتحقق قريبا
وإلى جانب ذلك، ثمّة 22 بلدا فقط في الوقت الحالي تشغل فيه امرأة منصب رئيسة دولة أو حكومة و119 بلدا لم يسبق أن كان فيه سيّدة قائدة. وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة: “وفقا للمسار الحالي، لن نشهد تكافؤ الجنسين في المناصب العليا قبل عام 2050”.
ومن أجل تغيير المسار، دعت السيّدة ملامبو- نوكا إلى إرادة سياسية لدعم تمثيل النساء بصورة نشطة ومتعمدة، على أن يضع الزعماء غايات نحو تحقيق التكافؤ بين الجنسين بما في ذلك التعيينات بالنسبة لجميع المناصب التنفيذية على جميع مستويات الحكومة، كما حدث في البلدان القليلة التي حققت المساواة بين الجنسين في مجالس الوزراء.
وقالت: “لا يحقق أي بلد الرخاء دون إشراك النساء. ونحتاج إلى تمثيل للمرأة يشمل جميع النساء والفتيات بكامل تباينهن وقدراتهن، وعبر جميع الأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.
فتيات يبدعن في أفغانستان
وشاركت في الحدث الافتراضي سمية فاروقي، عضوة فريق روبوتات الفتيات الأفغانيات، حيث كانت تبلغ من العمر 17 عاما في 2020 عندما طوّرت هي وفريقها نموذجا أوليا لجهاز تنفس صناعي منخفض التكاليف لدعم النظام الصحي في بلدهنّ.
وأشارت سمية فاروقي أن المهمة لم تكن سهلة، إذ لم يتوفر المال الكافي وكانت هناك عوائق أمام الحصول على القطع اللازمة للمشروع. ولذلك استخدمن قطعا من السيارات.
وأوضحت أن الفتيات لسن بحاجة لأن يكنّ عبقريات إذا أردن النجاح كمهندسات أو طبيبات أو باحثات أو خبيرات في الرياضيات. “ما تحتاج إليه الفتيات هو الفرصة المتساوية في الدراسة. نحتاج إلى حرية التجربة والتعلم لكي نكون مبتكرات”.
وأضافت قائلة: “في هذا اليوم، أود أن أقول لكل فتاة أن تؤمن بنفسها، وتثق بقدراتها في التعليم والعلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وألا تستسلم وتفعل كل ما بوسعها”.
النساء يلعبن دورا مهما خلال الجائحة
وفي كلمته المسجلة، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن البلدان التي لديها قيادات نسائية، كانت على مدار العام الماضي من بين الدول التي عانت من عدد أقل من الوفيات ووضعت نفسها على المسار الصحيح للتعافي.
وأوضح أن 70% من العاملين في المجال الصحي والرعاية في الخطوط الأمامية نساء – وكثيرات منهن من الفئات المهمشة عرقيا وإثنيا، وفي أسفل السلم الاقتصادي.
وقال: “ومع ذلك، رغم أن النساء لعبن دورا مهما خلال الجائحة، شهدنا تراجعا في التقدم الذي تحقق بشق الأنفس في مجال حقوق المرأة. هذا التراجع يضرّ بالنساء والفتيات قبل كل شيء، ولكنّه أيضا يضرّ بالجميع، وبكل عملنا من أجل السلام والازدهار”.
وحثّ على أن يكون للنساء حق متساو في التحدث مع السلطة بشأن القرارات التي تؤثر على حياتهن. “هذه هي الطريقة التي سنضمن بها أن تكون القرارات شاملة وتعكس احتياجات جميع السكان”.
وشدد الأمين العام على أن المساواة في القوة لن تتحقق من تلقاء نفسها. إذ لا يزال هذا العالم يهيمن عليه الذكور، وتابع يقول: “نحن بحاجة إلى العمل معا برؤية وتصميم لتحقيق المساواة. يجب أن نضع قوانين وسياسات لدعم النساء في المراكز القيادية، بما في ذلك وضع تدابير خاصة وحصص ذات غايات طموحة، وبذل المزيد من الجهود لتعيين النساء في المناصب العليا”.
قوانين تمييزية تؤثر على النساء والفتيات
من جانبه، ركز رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، على حقيقة أن ثلثيّ الأميين البالغين في العالم في عام 2021 هم نساء، وأن الفجوة الرقمية تهدد بتخلف المزيد من النساء عن الركب.
وقال: “النساء يتحملن العبء غير المتناسب للرعاية غير مدفوعة الأجر، وما يسمّى بالمناوبة الثانية للكثير من النساء اللائي يعملن في المنزل بسبب الجائحة”.
وقال إن 2.5 مليار فتاة وسيدة يتأثرن بالقوانين التمييزية، ولذا ينبغي منح الفرصة لقادة المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق المرأة للمشاركة في صنع القرار على جميع المستويات وإنهاء العنف ضد النساء في السياسة والحياة العامة.
ودعا جميع الدول الأعضاء إلى ضمان الاستقلالية الشخصية للنساء، وضمان المشاركة المتساوية للمرأة في صنع القرار والسياسة، وضمان سياسات مراعية للمنظور الجنساني للمرأة، والمساواة في الأجور والوصول إلى سوق العمل، ووضع حدّ لإفلات مرتكبي العنف القائم على النوع الاجتماعي من العقاب.