السياسية – متابعات :

احتاجت السعودية لنفسها ليوم واحد فقط لتخطو خطوتها الجريئة بعد ليلة أمطرت فيها مدنها وموانئها بصواريخ ومسيّرات يمنية.. خطوة ممزوجة بالجرأة والخذلان حين استنجدت بعدوتها “تركيا” لإسعافها من شبح الحرب في اليمن والذي يطارد الملك وولي عهده منذ ست سنوات.

كشفت مصادر يمنية وأخرى سعودية النقاب عن تفاهمات سعودية تركية جديدة بشأن اليمن، أغاظت ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وأضافت المصادر ان التواجد التركي لن يكون بثقل تواجده في ليبيا وإنما دعماً لوجستياً وتدريب وتوفير مسيّرات تركية لردع الصواريخ والمسيرات اليمنية التي قهرت سلطات آل سعود.

إستنجاد الرياض بأنقرة مسار أشبه بإستمالة الامارات والسودان ومصر وصولا الى هزيمتهم على يد انصار الله ما قد يقلل من هامش التفاؤل بتكرار التجربة التي تلوح ارهاصاتها بالحديث عن حل سياسي في اليمن، دعت إليه واشنطن مسبقاً ورحبت به دول العدوان.

يتحدث ولي العهد السعودي عن سعي بلاده على انتهاج السياسة سبيلا لإنهاء الحرب في اليمن والذي اطلق بيده شرارتها قبل ست سنوات بالتمام، كاشفاً بشكل غير مباشر عن إحداث إنقسام في صفوف تحالف العدوان الذي تقوده بلاده مع الحفاظ على الغوص في التفاصيل.

قد يُستغرب ان يكشف طرف عن انشقاق في صفه، لكن الأشد لفتا للانتباه بُعد المسافة بين واقع الإستراتيجية الجديدة للرياض وبين الواقع الميداني الذي تربع على عرشه الجيش اليمني واللجان الشعبية ولا يخفى عن الرأي العام العالمي.

يتصرف الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن وخارجه بأريحية لا تشي بأي ضغوط تمارس عليهم. ها هم قد طالوا أكبر عاصمة في الخليج الفارسي وموانئها النفطية ويتحدثون عن المزيد وطائرات دون طيار يتوعدون بها الرياض وأبوظبي معاً.

قبل ست سنوات قال السعوديون ان القضاء على حكومة انصار الله لن تطول واليوم يقولون ان من هدفهم هو الحل السياسي برعاية اميركية وأممية وهو ما يتناقض مع أهداف الرياض من الحرب أو بشكل آخر الإعتراف غير المباشر بالهزيمة.

يقول مراقبون للشأن اليمني ان الحل السياسي الذي تحدثت عنه واشنطن ورحبت به دول العدوان يقتضي العدول عن العدوان والحصار إلى طاولة التفاوض والخلاص للرياض من التردي بين الخيارات السيئة والأسوء.

في المحصلة، بفضل ثرواتها، لا تُحاسب الرياض على ما سببته لنفسها ولليمنيين في تلك الحرب الغبية وهو الوصف الذي استخدمه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطالبا بن سلمان بوقفها والسعي لحل سياسي.

وهنا يبقى السؤال يطرح نفسه، هل بجعبة الرياض فعلا اوراق تقربها من هدف انهاء العدوان كما تقول وتسعى؟

* المصدر : العالم – ماجد الشرهاني