السياسية:

تحولت إدارة أزمة البرنامج النووي الإيراني إلى كابوس بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت يستعد فيه لانتخابات جديدة. 

وقرر الكنيست الإسرائيلي نهاية العام الماضي حلّ نفسه وإجراء انتخابات مبكرة بعد فشل الحكومة في تمرير الميزانية، وستكون الانتخابات هي الرابعة في غضون عامين.

ويشير استطلاع رأي داخلي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بشأن أداء نتنياهو في منصبه، يغطي مجموعة من القضايا من إيران إلى الجائحة، في إلى سوء إدارة في العديد  من الملفات، ولكن البرنامج النووي الإيراني تحديداً يتحول إلى كارثة بالنسبة لنتنياهو.

فلقد صرح نائب رئيس الموساد المنتهية ولايته، للصحيفة بالقول: “المحصلة هي سوء إدارة كلٍّ من فيروس كورونا والمسألة النووية”. 

وأقرَّ رجل الموساد، الذي لعب دوراً محورياً في عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني التي ينظر لها الإسرائيليون بإعجاب، بأنَّه اتضح أنَّ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران كان خطأً.

وتنقل الصحيفة عنه قوله: “كان اتفاقاً سيئاً. لكنَّ موقفنا اليوم أسوأ. فالإيرانيون يخصبون اليورانيوم بوتيرة سريعة”. يمثل هذا خروجاً كبيراً عن الموقف الرسمي الذي روَّج له نتنياهو، لكن يمكن سماع نفس الرأي من مسؤولين كبار آخرين تقاعدوا من المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية في العامين الأخيرين. يشير الكثير منهم إلى أنَّ نتنياهو ببساطة مدير سيئ.

حاولت وزيرة حماية البيئة غيلا غمليئيل (من حزب الليكود) الأربعاء 3 مارس/آذار، إنعاش الجبهة الإيرانية في مؤتمر صحفي غريب نوعاً ما، ادَّعت فيه أنَّ التسرب النفطي الضخم الذي لوَّث شواطئ إسرائيل الشهر الماضي، فبراير/شباط، تسبَّبت به ناقلة نفط ليبية أبحرت من إيران. وأضافت غمليئيل أنَّ طهران تقف خلف الحادث، الذي وصفته بـ”الإرهاب البيئي”.

هناك فقط مشكلة واحدة صغيرة مع فرضيتها: لا البحرية ولا استخبارات الجيش ولا أي هيئة استخباراتية إسرائيلية يشاطرونها هذا الاستنتاج. في الواقع لم يكن لديهم علم مسبق بما كانت غمليئيل ستقوله. وحتى الخبراء في وزارتها نأوا بأنفسهم عن تصريحاتها، حسبما ورد في تقرير  لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

أمل نتنياهو في ملف العلاقات الخليجية

وفي ظل وجود مجال محدود للمناورة بشأن إيران، قد يحاول نتنياهو تركيز بقية حملته الانتخابية على الجانب الإيجابي: النجاح السياسي الدبلوماسي الكبير في هذه الولاية، أي اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب.

في ظروف أكثر ملاءمة، كان نتنياهو على الأرجح سيضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للكشف أخيراً عن العلاقات السعودية الإسرائيلية، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قام نتنياهو بزيارة سرية إلى المملكة العربية السعودية والتقى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو.

وكتب كاتب الرأي بصحيفة The New York Times الأمريكية توماس فريدمان، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الأسرة السعودية الحاكمة، هذا الأسبوع أنَّ انضمام المملكة إلى اتفاقات أبراهام قد يحدث تحولاً في الوضع الاستراتيجي في المنطقة. 

وأشار إلى أنَّ الرياض قد تقوم بهذا بشرط افتتاح سفارتين: واحدة في القدس الغربية وأخرى في القدس الشرقية (للفلسطينيين). ويعتقد فريدمان أنَّ هذه الخطوة بحد ذاتها يمكن أن تبقي حل الدولتين حياً.

إحدى المشكلات هي أنَّ ولي العهد غارق في مشكلاته. فهو بالكاد أخرج نفسه بكدمات خطيرة، من تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

نحب نتنياهو

ذكر مصدر متصل بالعائلة المالكة السعودية لتليفزيون i24NEWS الإسرائيلي أنهم يراقبون عن كثب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ويأملون ألا تتغير حكومة إسرائيل.

وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن السعودية تعرف وتقدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتدعم سياساته فيما