السياسية – متابعات :

قال الناطق باسم جماعة “أنصار الله” في اليمن، محمد عبد السلام، اليوم الأربعاء 3 مارس/آذار، إنهم تواصلوا مع مسؤولين أمريكيين عبر سلطنة عمان.

وأشار الناطق باسم “أنصار الله” في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، إلى أنهم لم يلتقوا المسؤولين الأمريكيين في سلطنة عمان، بل تواصلوا معهم عبر الجانب العماني.

وتابع الناطق باسم “أنصار الله”، بقوله: “نعتبر أمريكا رأس العدوان على اليمن، وأبلغنا المسؤولين الأمريكيين أننا سنواجه العدوان والحصار بقوة”.

وتطرق عبد السلام في تصريحاته إلى الانتقادات التي تطال معاركهم في مأرب، بقوله: “مأرب هي ضمن المعركة ضد العدوان ونعتبرها جبهة عسكرية، ومنطلقا للاعتداءات على المحافظات المجاورة”.

وقال المسؤول الحوثي عن اللقاء: “الذي حصل تواصل عبر الأخوة العمانيين فقط، لم يكن هناك تواصل مباشر”، موضحا: “أبلغناهم برؤيتنا للحل في اليمن، وأن العدوان والحصار طالما استمر فسنواجه ذلك بكل قوة”.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصدرين مطلعين، قولهما إن مسؤولين أمريكيين كبارا عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة “أنصار الله” اليمنية في سلطنة عمان، مع سعي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.

وأضاف المصدران أن المناقشات التي لم يعلن عنها أي طرف جرت في مسقط في 26 من فبراير/شباط، بين المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.

ويتفاوض السعوديون والحوثيون بشكل مباشر وتحت رعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من عام بهدف التوصل إلى هدنة.

وقال مصدر إن اجتماع مسقط كان جزءا من سياسة “العصا والجزرة” الجديدة التي يتبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن الشهر الماضي وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية.

وألغى بايدن أيضا قرارا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، عقوبات جديدة على اثنين من قادة الحوثيين العسكريين، متهمة إياهما بجلب أسلحة من إيران وتنظيم هجمات، بعدما كثفت الحركة الهجمات على السعودية وصعدت هجوما على مأرب باليمن.

والتقى ليندركينغ مع عبد السلام في مسقط، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، بعد اجتماعه مع مسؤولين من السعودية والأمم المتحدة في الرياض.

كما زار الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر خلال جولته في المنطقة. ولعبت الإمارات دورا رئيسيا في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن.

وذكر المصدران أن ليندركينغ طالب الحوثيين بوقف هجوم مأرب وشجع الحركة على الدخول بجدية في محادثات مع الرياض بشأن وقف إطلاق النار.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن ليندركينغ يعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين كبار في المنطقة والتقى خلال جولته مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن جريفيث.

وقال المتحدث لوكالة “رويترز”: “لن نصدر تعليقات على كل مناقشاته”.

وتسعى السعودية في محادثات وقف إطلاق النار إلى الحصول على ضمانات بشأن أمن الحدود وكبح نفوذ إيران. وقال المصدران إن مستوى التمثيل السعودي في المحادثات الافتراضية ارتفع في الآونة الأخيرة، إذ أن السفير السعودي لدى اليمن، محمد الجابر، يتحدث حاليا مع عبد السلام.

ولم يرد الجابر على طلب للتعليق لوكالة “رويترز”.

وتريد الرياض إقامة منطقة عازلة داخل اليمن على طول الحدود. ويريد الحوثيون إنهاء الحصار على ميناء الحديدة اليمني ومطار صنعاء.

وقال مصدر إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيتم إحالته إلى مبعوث الأمم المتحدة جريفيث للتجهيز لمحادثات سلام أوسع نطاقا تشمل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التي تدعمها السعودية، والمتمركزة حاليا في عدن.

وتحول تركيز الحرب صوب منطقة مأرب المنتجة للغاز، حيث قُتل المئات في هجوم للحوثيين، في أشد المعارك فتكا منذ عام 2018.

وتحدثت تقارير، اليوم الأربعاء، عن اشتباكات عنيفة حول مأرب ومدينة تعز، التي تدور حولها أيضا معارك شرسة.

كما اتهم عبد السلام، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة، بالسعي لإطالة أمد الحرب في اليمن ومفاقمة أزمة الشعب اليمني.

وقال عبد السلام، عبر حسابه على تويتر، اليوم الأربعاء، تعليقا على فرض واشنطن عقوبات على اثنين من قادة جماعة أنصار الله، “أكثرت واشنطن من التصريحات عن السلام ثم ذهبت إلى ما تدعيه فرض عقوبات”.

وأضاف عبد السلام، قائلا: “هي إذن تدين نفسها بنفسها بأنها ليست في وارد وقف العدوان وفك الحصار عن اليمن وأنها وراء إطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية”.

وأمس الثلاثاء، أعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على القائدين العسكريين في جماعة “أنصار الله”؛ منصور السعدي وأحمد علي الحمزي.

وقالت الخزانة الأمريكية، في بيان، إن “منصور السعدي الذي يشغل منصب رئيس أركان القوات البحرية للحوثيين، هو العقل المدبر لهجمات مميتة ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتلقى تدريبات مكثفة في إيران، كما ساعد في تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن”.

وأضافت أن “أحمد علي أحسن الحمزي، قائد القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي اليمنية المتحالفة مع الحوثيين، بالإضافة إلى برنامج الطائرات دون طيار، حصل على أسلحة إيرانية الصنع لاستخدامها في الحرب الأهلية اليمنية، وتلقى تدريبات في إيران”.

ووفقاً لبيان الخزانة الأمريكية: “قامت القوات البحرية للحوثيين مرارا بزرع الألغام البحرية التي تضرب السفن بغض النظر عن طابعها المدني أو العسكري، ونفذت القوات العسكرية التابعة للحوثيين بقيادة اللواء أحمد علي الحمزي ضربات موجهة بطائرات دون طيار”.

* المصدر : Sputnik عربي