إثيوبيا تتجاهل مفاوضات سد النهضة وتعلن استمرار بنائه
السياسية:
في أحدث تطور للأزمة المستمرة منذ سنوات، أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، امس الأربعاء ، إصرارها واستمرارها في بناء سد النهضة وتعبئة مرحلته الثانية، وذلك بغض النظر عن المفاوضات الجارية مع مصر والسودان.
حيث قال المستشار القانوني بالخارجية الإثيوبية، إبراهيم إدريس، إنه من حق إثيوبيا بناء السد وفقاً لاتفاق مبادئ سد النهضة الذي تم توقيعه بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم في العام 2015، مؤكداً أن بلاده ستمضي قدماً في بناء السد وتعبئة المرحلة الثانية منه، رغم المحاولات المصرية والسودانية التي قال إنها “غير مقبولة”.
يشار إلى أن إثيوبيا تُصرّ على بدء الملء الثاني لسد النهضة، في يوليو/تموز المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، حفاظاً على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.
وساطة رباعية دولية
بينما أعلنت مصر، مساء الأربعاء، تأييد مقترح السودان بتشكيل وساطة رباعية دولية، لحلحلة مفاوضات أزمة سد “النهضة” المتعثرة منذ سنوات.
إذ قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن بلاده تؤيد المقترح الخاص بتشكيل رباعية دولية تشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوسط في مفاوضات السد.
وأضاف شكري، خلال لقائه مع منسق خلية العمل المعنية برئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الإفريقي ألفونس نتومبا، بالقاهرة، أن المقترح من شأنه “معاونة الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) على تطوير آلية المفاوضات ودفع المسار التفاوضي قدماً للوصول إلى الاتفاق المنشود في أقرب فرصة”.
كما أشار إلى حرص بلاده على إطلاع الكونغو الديمقراطية (ترأس الاتحاد الإفريقي في دورته الحالية)، على آخر التطورات الخاصة بملف سد النهضة، لرعاية الاتحاد الإفريقي لمسار المفاوضات، معرباً عن تطلع بلاده إلى مساعدة الكونغو على التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد يراعي مصالح الدول.
يذكر أن وزير الري السوداني ياسر عباس أعلن قبل أيام اعتزام بلاده إجراء “اتصالات دبلوماسية وسياسية” لدعم وساطة رباعية بشأن سد النهضة الإثيوبي، من خلال إشراك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بجانب الاتحاد الإفريقي.
اتهامات إثيوبية لمصر والسودان
جدير بالذكر أن إثيوبيا اتهمت دولتي مصر والسودان، يوم 5 فبراير/شباط 2021، باتخاذ مسار يعطل مفاوضات “سد النهضة”، التي تقول إنها تسعى إلى إنهائها، مُحمّلةً القاهرة والخرطوم مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء تلك الأزمة المستمرة منذ سنوات طويلة.
وأكد سيليشي بيكيلي، وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، أن بلاده غير معنية بفشل الأطراف في التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة خلال الجولات الـ7 الماضية التي كان يرعاها الاتحاد الإفريقي، مُعلناً عن تقدم في أعمال البناء بنسبة 4.05% خلال الأشهر الـ6 الماضية.
فقد اكتملت أعمال بناء سد النهضة بنسبة 78.3%، فضلاً عن أن الأعمال المدنية والهندسية في السد وصلت إلى 91%، وستبدأ عملية الملء الثاني للسد خلال الأشهر القليلة المقبلة، طبقاً لما أورده بيكيلي الذي أكد أن الأداء الذي تم تحقيقه في هذا المشروع، خلال الأشهر الماضية، هو الأسرع منذ بناء السد.
فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات
يأتي ذلك بعدما فشلت الجولة الأخيرة من مفاوضات السد، إثر إعلان الخارجية السودانية، الأحد 10 يناير/كانون الثاني، فشل التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول “سد النهضة”، مؤكدةً أن الخرطوم لن تواصل المفاوضات، في الوقت الذي عبَّرت فيه وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن أسفها لوصول مفاوضات سد النهضة إلى “طريق مسدود”.
حينها أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، آنذاك، عن تقديم بلاده اشتراطات إلى الاتحاد الإفريقي للعودة إلى مفاوضات “ذات جدوى” في ملف سد النهضة، ملوحاً بأن الخرطوم لديها “خيارات” أخرى.
بدوره قال وزير الري السوداني ياسر عباس إنه لا يمكنهم الاستمرار في “هذه الحلقة المفرغة من المباحثات بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية”، مشدداً على أن “المفاوضات انتهت إلى الفشل”.
كانت الإدارة الأمريكية أعلنت، في فبراير/شباط 2019، التوصل إلى اتفاق حول آلية عمل سد النهضة، وقَّعت عليه القاهرة بالأحرف الأولى، وامتنعت إثيوبيا بدعوى انحياز واشنطن إلى مصر، إثر جولات من المفاوضات جرت بواشنطن.
لكن المفاوضات تعثرت مجدداً بين الدول الثلاث، وهو الأمر المستمر منذ نحو 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
عربي بوست