دعوات غربية خبيثة لـ”أنصار الله”.. أقطعوا علاقاتكم مع طهران تنتهي الحرب
السياسية :
إن العلاقات اليمنية الإيرانية المتميزة، قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين ولقد تميزت هذه العلاقات الاخوية خلال السنوات والعقود الماضية بالمودة والتعاون وخلال السنوات الحرب الست الماضية، أعلنت طهران موقفها المبدئي الرافض للعدوان العسكري والحصار منذ اليوم الأول للعدوان وتقدمها بمبادرة حل سياسي ودعمها لكل الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء العدوان الذي أوجد أسوأ كارثة إنسانية بالعصر الحديث. ولقد كانت الجمهورية الاسلامية الإيرانية من المناهضين والمخالفين للعدوان الذي قامت بها السعودية وعدد من الدول العربية والغربية على أبناء الشعب اليمني ولطالما دعت طهران الدول الغربية لإيقاف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني على اليمن وتقديم المساعدات العاجلة والضروري لأبناء الشعب اليمني الذي بات يعيش على حافة مجاعة لم يشهد لها نظير في العالم كله. كما أكدت طهران خلال السنوات الماضية على استعدادها تقديم المساعدات الضرورية الطبية والغذائية لأبناء الشعب اليمني ولكن دول تحالف العدوان كانت ترفض السماح بدخول المساعدات الإيرانية.
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من التقارير أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا من تحقيق الكثير من الانتصارات في العديد من جبهات القتال وخاصة في مديريات مدينة مأرب وتمكنوا أيضا من شن العديد من الهجمات الصاروخية وبالطائرات دون طيار داخل العمق السعودي وهذا الامر دفع قادة الرياض إلى الاستنجاد بالدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة لإنقاذهم من هذا المستنقع الذي غرقوا فيه بعدما زعمت بأنها لم تقم بجرائم حرب في اليمن وإنما هي تسعى إلى إعادة الشرعية للرئيس اليمني المستقيل “منصور هادي” وتحاول منع تمدد إيران في اليمن وفق قولها وبالفعل قامت تلك الدول الغربية بالتنديد بهجمات “أنصار الله” على المطارات السعودية وتناسوا الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي كل يوم في حق أبناء الشعب اليمني.
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، “تيموثي ليندر كينغ”، إن الولايات المتحدة تستخدم قنوات خلفية للتواصل مع حركة “أنصار الله” في اليمن. وقال “ليندر كينغ”، إن “واشنطن لديها سُبل لتوصيل الرسائل إلى حركة أنصار الله اليمنية، وتستخدم تلك القنوات بشكل نشط للغاية مع تحاورها المباشر مع قيادات الدول الرئيسة المعنية.” وزعم المبعوث الأمريكي أنه قلق إزاء الهجمات التي يشنها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على محافظة مأرب والسعودية، زاعماً أن تلك الهجمات تظهر عدم رغبتهم بالسلام ومتناسياً الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن. ودعا “ليندر كينغ” حركة “أنصار الله” إلى إظهار حسن النية بالابتعاد عن إيران، التي تلعب دورا في اليمن، وفق قوله. وفي وقت سابق، حثت وزارة الخارجية الأمريكية حركة “أنصار الله” اليمنية على وقف توغلهم في مأرب، ووقف كل العمليات العسكرية واللجوء إلى المفاوضات.
وعلى هذا المنوال نفسه، خاطب عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن “محمد علي الحوثي”، قادة الرياض، قائلا “إذا كان لديه حسابات مع جمهورية ايران الإسلامية فليواجهها هو إن أراد ذلك”. وقال “الحوثي” عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر انه “على الملك سلمان أن يعرف اننا نحارب فقط أمريكا التي تقاتلنا بسلاحها من السعودية”. وأشار المسؤول اليمني إلى أن الرياض لا تجرؤ على مواجهة إيران، لذلك تحاول تعويض عدم قدرتها على مواجهة طهران بقتل مدنيين يمنيين.
وهاجم القيادي في حرکة “أنصار الله” اليمنية، السعودية متهما إياها بأنها تعمل بتبعية كاملة للولايات المتحدة. وتساءل “الحوثي”: “لماذا السعودية والولايات المتحدة تشنان حربا علينا؟ من منطلق أننا نحصل على بعض الدعم من إيران؟ إذا كنا بالفعل نتلقى تمويلا من إيران، فليقصفوا على إيران التي تمولنا، بدلا من محاربتنا نحن”. مضيفا: “هذا بالضبط ما قلناه للسعوديين والأمريكيين. إذا كان لديكم حساب تريدون تسويته مع الإيرانيين، فقوموا بتسويته مع الإيرانيين، وليس معنا”. وتابع: “هل ينخفض نفوذ إيران في المنطقة إذا تعرض اليمنيون للقصف؟ هل سيؤدي ذلك إلى إنهاء برنامج إيران النووي؟ أم إلى نهاية برنامج الصواريخ بعيدة المدى؟ لا”.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية في حكومة صنعاء “هشام شرف” أن “صنعاء لا تزال تمد يدها للسلام العادل والمشرف والمرُضي للشعب اليمني وأنها ستتجه للسلام والتسوية السياسية إذا جنح الطرف الآخر له، بما يحفظ أمن واستقرار وسلامة وسيادة الجمهورية اليمنية”. وأعرب عن “تقدير حكومة الإنقاذ الوطني للحكومة الإيرانية على ما تقوم به من جهود لتحقيق السلام في اليمن”. ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله”، “محمد البخيتي”، إن جماعة أنصار الله في محور واحد مع إيران في حرب مفتوحة ضد أمريكا وإسرائيل في المنطقة. وأضاف “البخيتي”، إن “بيان المكتب السياسي لأنصار الله، أكد وقوف الشعب اليمني مع كل أحرار الأمة ضد الطغيان الأمريكي”. وأشار إلى أنه “يعتبر أنصار الله كحركة مقاومة ومحور مقاومة شيء واحد ضد الهيمنة الأمريكية”.
وعلى صعيد متصل، أكدت طهران في العديد من المحافل الدولية، أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقف مع أكثر من دولة صديقة لوضع خطة سلام في اليمن، ترتكز على وقف الحرب ورفع الحصار وبدء محادثات سلام تشمل كل الفرقاء اليمنيين ودول التحالف”. ولفتت، إلى أن “طهران مستعدة دوما لدعم كل المساعي التي تقود للسلام في اليمن، بما في ذلك مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن”. وقبل عدة أيام التقى وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، في طهران المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن “مارتن غريفيث”، وأكد استعداد طهران لدعم أي دور فعال للأمم المتحدة من أجل حل الأزمة في اليمن. وأوضح “ظريف” أن المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة، وليس من خلال الحرب. ومن جهته، أكد المبعوث الأممي أن “رؤية إيران للسلام والاستقرار في اليمن مهمة للغاية”، معتبراً أن “رؤية الأمم المتحدة لحل الأزمة هي من خلال وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الاقتصادية واستئناف المحادثات السياسية”.
لطالما أكدت طهران خلال السنوات الماضية دعمها للحل السياسي في اليمن ودعت كل الاطراف المتنازعة للجلوس على طاولة الحوار للتفاوض وايجاد حلول للأزمة اليمنية ولكن السعودية كانت ترفض جميع المقترحات الإيرانية. وفي هذا السياق، قال “امير عبد اللهيان”: إن “اليمن له حل سياسي فقط، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم الحل السياسي الذي تؤيده جميع الاطراف في اليمن، مشيدا بالدور المهم لأنصار الله وحلفائها في صيانة استقلال اليمن وأمنه. ولطالما دعا العديد من المسؤولين والقادة الإيرانيين إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية التي يعيش شعبها تحت حصار خانق فرضته عليه قوات تحالف العدوان السعودي منذ أكثر من خمس سنوات. إن كل هذه المواقف الإيرانية تؤكد بما لا تدع مجالا للشك بأن العاصمة طهران حريصة كل الحرص على إنقاذ أبناء الشعب اليمني الذي يعيش في مجاعة مدقعة ويؤكد أيضا حرص القادة الإيرانيين على تقديم كل المساعدات الإنسانية لليمن.
وفي الختام يمكن القول إن إيران تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي أعلنتها بصراحة وأدانت العدوان السعودي على أبناء الشعب اليمني الأعزل واعلنت في العديد من المناسبات أنها تسعى لتقديم أنواع المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب اليمني المحاصر ولكن تحالف العدوان وغطرسته منعها من تأدية واجبها الانساني في اليمن.
* المصدر : الوقت التحليلي