السياسية:

قالت وحدة الإعلام في الجيش في ميانمار إن السلطات وسعت المناطق التي فرضت فيها قيودا على التجمعات، لتشمل أجزاء أخرى من البلاد الثلاثاء، بعد أن واجه محتجون الشرطة في بعض المدن في جميع أنحاء الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

وتشمل المناطق التي حظرت فيها التجمعات العامة لأكثر من خمسة أفراد وفُرض فيها حظر التجول، المركز التجاري ليانغون، والعاصمة ناي بي تاو، وكذلك بعض المدن في منطقة ماغوي، وولاية كاشين وكايا، ومون وولاية شان، بحسب ما أوردته صفحة فيسبوك الخاصة بوحدة المعلومات العسكرية.

واستخدمت الشرطة في ناي بي تاو الرصاص المطاطي خلال مظاهرة تحدى المحتجون فيها محاولات إنهاء الاحتجاجات التي تتواصل منذ أيام.

واستخدم الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في ماندالاي. واعتقل بعض المتظاهرين هناك.

ونظم مئات الآلاف من الأشخاص مسيرات في العديد من البلدات والمدن في جميع أنحاء ميانمار – على الرغم من الحظر المفروض على التجمعات لأكثر من خمسة أشخاص في بعض الأماكن.

وحذر القائد العسكري مين أونغ هلاينغ الاثنين من أنه ليس هناك أحد فوق القانون، ولكنه لم يوجه تهديدا مباشرا للمتظاهرين.

وذكر التلفزيون الرسمي في ميانمار، المعروفة أيضا باسم بورما، عقب خطابه أنه “يجب” اتخاذ إجراءات لمجابهة من يخالفون القانون.

كيف تطور التصعيد مع المحتجين؟

قال مراسل بي بي سي في ناي بي تاو إن الشرطة بدأت باستخدام خراطيم المياه أول الأمر قبل أن تطلق النار على الحشود التي تجمعت الثلاثاء.

النشأة والعيش تحت الحكم العسكريلماذا حدث انقلاب في ميانمار الآن وما الذي سيحدث لاحقا؟

ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد السكان قوله إن الشرطة “أطلقت في البداية طلقات تحذيرية في الهواء مرتين، ثم أطلقت الرصاص المطاطي على المتظاهرين”.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المحتجين صمدوا في وقت سابق أمام وابل المياه الذي أطلق عليهم ورفضوا التراجع.

وكان بعضهم يهتف “أوقفوا الديكتاتورية العسكرية”.

وانضم ضابط شرطة إلى المتظاهرين في ناي بي تاو، بحسب ما قاله مراسل خدمة بي بي سي البورمية. ووردت تقارير أخرى عن عبور ضباط الخط الفاصل للمشاركة في المظاهرات، حينما دعا متظاهرون الشرطة إلى الانضمام إلى قضيتهم.

ويواصل المتظاهرون، في مدن أخرى عبر ميانمار، التجمع في حشود كبيرة في عدة أماكن.

وتظهر مقاطع فيديو الشرطة وهي تطلق خراطيم المياه في مدينة باغو.

وكانت الشرطة قد بدأت حملة قمع باستخدام خراطيم المياه لمواجهة مئات المتظاهرين المناهضين للانقلاب في المدينة، الواقعة في جنوب البلاد.

وشهد الاثنين تجمع المعلمين والمحامين وموظفي البنوك وموظفي الحكومة في مدن في جميع أنحاء البلاد.

وأفادت تقارير بوقوع إصابات قليلة لكن لم ترد أنباء عن حدوث عنف.

ويقول نيان تشان آي، مراسل بي بي سي في يانغون، إن رهبانا بوذيين، وأفرادا من الأقلية المسلمة، وبعض كبار لاعبي كرة القدم، ونجوم السينما والموسيقى انضموا أيضا إلى الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، ويضيف أنه من المتوقع أن تصبح أكثر تنظيماً مع مرور الأيام.

كيف يرد الجيش؟

ألقى الجنرال مين أونغ هلاينغ الاثنين أول خطاب متلفز له منذ حدوث الانقلاب الذي وقع قبل أسبوع. وأصر فيه على أن الاستيلاء على السلطة كان أمرا مبررا بسبب “تزوير أصوات الناخبين”، واتهم اللجنة الانتخابية بعدم التحقيق في المخالفات التي حدثت في قوائم الناخبين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

أونغ سان سو تشي: إيقونة الديمقراطية الضائعة في ميانمار بين حصار الجنرالات وأزمة الروهينغاكيف تغير رأي الغرب في زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي؟ – الاندبندنت

وقالت مفوضية الانتخابات إنه لا يوجد دليل يدعم ادعاءات التزوير على نطاق واسع. وكان حزب الزعيمة المنتخبة أونغ سان سو تشي قد فاز في الانتخابات بأغلبية ساحقة.

ووُضعت سو تشي، وكبار قادة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، ومن بينهم الرئيس وين مينت، رهن الإقامة الجبرية بعد اعتقالهم.

ووعد الجنرال مين أونغ هلاينغ بإجراء انتخابات جديدة تشرف عليها لجنة انتخابات جديدة “مُعدلة”، وقال إن الجيش سوف يسلم السلطة للفائز.

وقال أيضا إن حكمه سيكون “مختلفا” عما كان موجودا فعليا خلال فترة فرض قبضة الجيش على السلطة لفترة استمرت 49 عاما، وانتهت في 2011.

وتحدث عن تحقيق “ديمقراطية حقيقية ومنضبطة”، وهي عبارة أثارت استهزاء بعض معارضي الانقلاب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلنت نيوزيلندا الثلاثاء أنها ستعلق جميع الاتصالات الرفيعة المستوى مع ميانمار، كما فرضت حظر سفر على قادتها العسكريين.

وأضافت مسؤولة رسمية أن برامج المساعدات النيوزيلندية في ميانمار بلغت قيمتها حوالي 42 مليون دولار نيوزيلندي (أي ما يعادل 30.5 مليون دولارأمريكي) بين عامي 2018 و2021، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وهذه هي الخطوة الدولية الأولى لعزل الجيش في ميانمار منذ استيلائه على السلطة في 1 فبراير/شباط.
وكالات