السياسية :

استخدمت الشرطة في مدينة ناي بي تاو، عاصمة ميانمار، خراطيم المياه في مواجهة العمال الذين بدأوا إضرابا على مستوى البلاد احتجاجا على الانقلاب العسكري.

ويشارك الآلاف في اليوم الثالث من احتجاجات خرجت في الشوارع مطالبين بالإفراج عن الزعيمة المنتخبة أونغ سان سو تشي وإعادة الديمقراطية.

ويأتي ذلك بعد يوم من أكبر احتجاج تشهده ميانمار منذ أكثر من عقد.

وقال التلفزيون الاثنين إن شعب البلاد يرفض قبول المخالفين الخارجين على القانون، الذين ينبغي منعهم أو إبعادهم.

وجاء ذلك في بيان تزامن مع خروج الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد على الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي.

وظهرت الرسالة من محطة إم آر تي في على شريط على الشاشة خلال بث البرامج العادية، دون أن تُنسب إلى أي جهة.

وقالت الرسالة إنه يجب اتخاذ إجراءات قانونية لمجابهة الأعمال التي تضر باستقرار الدولة والسلامة العامة وسيادة القانون.

وحذر التلفزيون المتظاهرين من أن السلطات ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا هددوا السلامة العامة أو “سيادة القانون”.

وكان الجيش قد استولى على السلطة في الأسبوع الماضي بعد أن ادعى دون دليل أن الانتخابات السابقة كانت مزورة.

الناس في ميانمار يواصلون الاحتجاجات لليوم الثالث.

وأعلن الجيش حالة الطوارئ لمدة عام في ميانمار، المعروفة أيضا ببورما، وسلمت السلطة إلى القائد العام للقوات المسلحة مين أونغ هلاينغ.

ووضعت سو تشي وكبار قادة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، ومن بينهم الرئيس وين مينت، قيد الإقامة الجبرية.

“لن نذهب إلى العمل”

وبحلول صباح الاثنين، تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في ناي بي تاو معلنين الإضراب، كما أبلغت مدن أخرى، مثل ماندالاي، ويانغون، عن خروج أعداد كبيرة، للمشاركة في الإضراب، وفقًا لخدمة بي بي سي بورميز.

ومن بين المتظاهرين معلمون، ومحامون، وموظفو بنوك، وموظفون حكوميون. وسار حوالي ألف معلم من بلدة في يانغون باتجاه معبد سولي باغودا في قلب المدينة الرئيسية في ميانمار.

واستخدمت الشرطة في ناي بي تاو، خراطيم المياه لمواجهة المتظاهرين في محاولة لتفريقهم، كما وردت أنباء عن حدوث إصابات قليلة.

ويظهر أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت المتظاهرين وهم يفركون أعينهم ويساعدون بعضهم البعض بعد غمرهم بالماء.

وقال كياو زيار أو، الذي صور مقطع الفيديو، لبي بي سي إن مركبتين من خراطيم المياه رشتا المتظاهرين “بدون تحذير مسبق” بينما “كان الحشد يتظاهر بشكل سلمي أمام الشرطة”.

وأضاف أنه بحلول ظهر الاثنين، كان الوضع “هادئا تماما”، إذ استمرت الحشود في التجمع، لكن عربات خراطيم المياه كانت لا تزال موجودة.

ولم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع أعمال عنف.

وقال هنين ثازين، وهو عامل في مصنع للملابس يبلغ 28 عاما، لوكالة الأنباء الفرنسية: “هذا يوم عمل، لكننا لن نعمل حتى لو خفضت رواتبنا”.

ويقول جوناثان هيد، مراسل بي بي سي في جنوب شرق آسيا، إن التجمعات الضخمة في عطلة نهاية الأسبوع أعطت زخما جديدا لمن يعارضون انقلاب الأسبوع الماضي، على الرغم من عدم وجود قادة واضحين، في الوقت الحالي، وبدت الاحتجاجات وكأنها مظهر عفوي نظم محليا.

ويبدو أن الشرطة مرتبكة بشأن كيفية التعامل مع الحشود التي فاقت أفرادها عددا، كما يقول مراسلنا.

وسيطر جيش ميانمار في الأسبوع الماضي على السلطة في أعقاب الانتخابات العامة التي شهدت فوز حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بأغلبية ساحقة.

وكانت القوات المسلحة قد دعمت المعارضة، التي كانت تطالب بإعادة التصويت، بدعوى حدوث تزوير واسع النطاق.

وقالت مفوضية الانتخابات إنه لا يوجد دليل يدعم تلك الادعاءات.

وإن الانقلاب نظم في الوقت الذي كان من المقرر فيه افتتاح جلسة جديدة للبرلمان.

وحل الجيش محل الوزراء والنواب، بما في ذلك وزارات المالية والصحة والداخلية والشؤون الخارجية.

كما حظر الوصول إلى فيسبوك، الذي يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، وتويتر وانستغرام، لكن الخدمة أعيدت مرة أخرى بشكل غير منتظم.

لكن تلك الإجراءات لم توقف الاحتجاجات الكبيرة على مستوى البلاد يومي السبت والأحد، وهما اليومان اللذان شهدت فيهما البلاد أكبر احتجاجات منذ ما يسمى بثورة الزعفران في عام 2007، عندما انتفض الآلاف من الرهبان في البلاد على النظام العسكري.
وكالات