حركات الاخوان المسلمين في المنطقة إلى أين؟
خليل العالول*
قضية سقوط بعض حركات الاخوان ألمسلمين وانحرافهم عن خط ومبادئ الاخوان المسلمين المعلن، مثل ما حدث مع حزب العدالة والتنمية المغربي بتوقيعة اتفاقية التطبيع مع اسرائيل وحزب الاصلاح اليمني بالتحالف مع السعودية في حربها ضد اليمن وحزب الاخوان السوري في تحالفة مع السعودية ودول الخليج عرابي المشروع الصهيوني الامريكي في ألمنطقة وفي تدمير سوريا ، وهناك أخطاء استراتيجية أخرى ترتكبها بعض حركات الاخوان المسلمين لا مجال لذكرها، تعود في رأيي لللاسباب ألتالية:
سذاجة بعض القيادات الاخوانية في عدم قدرتهم على التمييز بين الاستراتيجيتين في المنطقة ، الاستراتيجية الامريكية الصهيونية وأتباعها من دول عربية وغير عربية والتي تهدف باختصار على ألمحافظة على أنظمة ألفساد والاستبداد تحت الهيمنة ألصهيو أمريكية على ألمنطقة، والتي أصبحت واضحة بشكل جلي هذة الايام ، والاستراتيجية ألثانية هي استراتيجية الشعوب في ألتحرر من أنظمة ألفساد والاستبداد المرتبطة مع الاستراتيجية الصهيوامريكية، استراتيجية الشعوب التي تسعى ايضا الى حكم الشعب والاستقلال السياسي والاقتصادي ونهضة الامة ووحدتها وبناء قوتها ، وراء هذة الاستراتيجية جميع القوى السياسية الحرة المنبثقة من الشعوب العربية ومن خلفيات فكرية مختلفة، اسلامية أو قومية أويسارية والتي من ألمفروض أن تتوحد في جبهة واحدة لهدف بناء ألبنية ألتحتية السياسية لكل بلد عربي ألتي تعمل على ألمساواة بين جميع مواطنيها والتي يكون صندوق الاقتراع النزية هو من يقرر من يقود ألبلاد لمدة محدودة .
من الامثلة على سذاجة بعض ألتنظيات الاسلامية الاخوانية هو تأيدها للمنظمات الارهابية ( الاسلامية) الي أنشأتها ومولتها دول الخليج بادارة أل سي أي إية لهدف خدمة المشروع ألصهيوأمريكي في ألمنطقة، بعض التنظيمات الاسلامية الاخوانية لم تستطيع ألتمييز بين الاسلام الصحيح الذي يعمل على تحقيق العدالة وبين الاسلام المزيف ألوهابي الذي الذي لا يعترف بابسط الحقوق والعدالة والذي تقودة ألمخابرات الامريكية، المثال ألثاني هو إبتعاد معظم حركات الاخوان المسلمين عن ايران الاسلامية رغم انها تتبنى نفس ألفكر الاسلامي ألتحرري الذي يدعو إلى ألتحرر من ألفساد والاستبداد وضد ألهيمنة ألصهيوأمريكية ويطالب بألاستقلال السياسي والاقتصادي للدول ويعمل على وحدة الامة ، ابتعاد الحركات الاخوانية عن ايران يعود في رأيي لتأثرها بألحملة ألوهابية القوية جدا عن طريق الامبراطوريات الاعلامية الخليجية التي تعمل على زراعة الفتن بين المسلمين لمنع توحدهم وبناء قوتهم لخدة الاستراتيجية الامريكية الصهيونية ، وهناك دول خليجية تعمل على احتواء بعض حركات الاخوان عن طريق الاموال لهدف ابعادهم عن ايران لحساب المشروع الصيوأمريكي وهي حليفة استراتيجية مع أمريكا ألصهيونية وتنسق معها في هذا ألمجال ، المثال ألثالث على سذاجة تفكير بعض القيادات الاخوانية وتأثرها بألبترودولار ألخليجي هو تأييد ألشيخ الكبير ألقرضاوي لحلف الناتو الاستعماري ألصهيوني ألذي يضع مصلحة اسرائيل في الاولوية قبل مصالح دول الحلف الاخري وقال هذا الشيخ لو كان الرسول محمد ( صلعم) موجود لتبع هذا الحلف الاستعماري الذي يمثل الدول الغربية الاستعمارية .
من الامثلة الاخرى على سذاجة بعض القيادات الاخوانية هو ثقتها في امريكا ، حيث كانت ألقيادة الاخوانية ألمنتخبة في مصر بعد انتفاضة الشعب المصري عام 2011 تعتقد ان الدول الغربية بقيادة أمريكا تدعم ألحكومة ألمصرية المنتخبة برئاسة د. محمد مرسي ، في الحقيقة كانت الدول الغربية تعمل لاسقاطها وهي من كانت وراء الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي ، هي كانت توهم القيادة الاخوانية أنها معها ، وهي التي كانت تُوجة ما سمي جبهة الانقاظ الوطني برئاسة د.محمد البرادعي الذي رفض بألمطلق الحوار مع الحكومة المنتخبة ، هل يُعقل أن جبهة وطنية ترفض الحوار مع أول حكومة منتخبة من الشعب المصري في تاريخ مصر.
السبب الثاني في سقوط بعض الاحزاب الاخوانية يعود في رأيي لاختراق هذة الاحزاب والحركات وخاصة بعض قياداتها من قبل أجهزة مخابرات الدول التي تعمل فيها، هذة الدول تستخدم حركات الاخوان المسلمين لدعم أنظمتها السياسية لتعطي صفة شرعية عليها بأنها تدعم الحركات الاسلامية وأنها دول ديمقراطية تسمح بألانتخابات وتسمح بوجود أعضاء في برلماناتها لاعضاء من الحركات الاسلامية ، وفي نفس الوقت هذة الانظمة الاستبدادية تتحكم من خلال أجهزة مخابراتها في عدد ونوع أعضاء برلماناتها بحيث تكون حركات الاخوان المسلمين وغير الاخوان المسلمين مفعول بة وليس فاعلا، برلمانات هذة الدول ليست اكثر من ديكور كما قال أحد أعضاء هذة البرلمانات ، أجهزة مخابرات هذة الدول العربية تستطيع نفكيك هذة الحركات الاسلامية وإضعافها إذا شعرت بنمو هذة الحركات وخطرها على النظام السياسي كما حدث بعد إنتفاضات الشعوب العربية وصعود حركات الاخوان الى الحكم ، قامت بعض الانظمة بتفكيك الحركات الاسلامية واضعافها وفي بعض الدول الاخرى ألتي كانت تحتوي حركة الاخوان وتستخدمها لصالح ألنظام أعلنت الحرب عليها واعلنت أن حركات الاخوان ألمسلمين خطر عليها مثل ألخطر الايراني واتهمتها بألارهاب مع أن هذة الدول هي التي تدعم ألمنظمات الارهابية ( الاسلامية).
الرشاوي المالية التي يتلقاها بعض قيادات الاخوان المسلمين من دول الخليج لاحتوائها والسيطرة عليها ، خير مثال على ذلك حزب الاصلاح اليمني الذي تتلقى قياداتة رواتب مرتفعة من قبل السعودية ماذا يعني ذلك، ليس سرا أن السعودية هي العدو الاول لانتفاضات الشعوب العربية ألمطالبة بحكم الشعب والقضاء على الفساد والاستبداد.
يوجد أيضا أخطاء استراتيجية ترتكب من قبل بعض حركات ألاخوان ألمسلمين وأيضا من أحزاب أخري يتم احتوائهم واستخدامهم من قبل الانظمة العربية الاستبدادية غير المنتخبة عن طريق الاختراق وشراء ألذمم وزرع الفتن والنزاعات بين الحركات والاحزاب الوطيفة بقصد إضعافها وإبقائها تحت هيمنة ألنظام باستخدم نظرية فرق تسد.
أعتقد أنه حان الاوان من حركات الاخوان ألمسلمين التي نكن لها كل الاحترام لانها تشكل الاغلبية الشعبية في كل الدول العربية ولكن لللاسف لا زالت في ضياع لللاسباب التي ذكرناها ، حان الاوان لهذة الحركات أن تفرز نفسها عن الحركات الاسلامية ألمشبوهة والمصنوعة من الدول الاستبدادية والتي تخدم ألمشاريع ألصهيوأمريكية ، كما هو مطلوب من حركات الاخوان المسلمين إعادة ألنظر في سياساتها واستراتيجياتها وتحالفاتها بحيث تكون بشكل واضح في الصف المعادي للمشروع الصهيو أمريكي في ألمنطقة لان ذلك ضروري وملح لتقوية الحلف المعادي للهيمنة ألصهيوأمريكية على ألمنطقة.
* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع