السياسية:

 

يقول الاديب العربي حنا مينا  الذي رحل عن دنيانا في 21 اغسطس الجاري في حوار اجراه معه الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة لصحيفة فلسطين الثورة  في عام 1975 وتعيد صحيفة رأي اليوم نشره : “عندما تنشب المعارك، بين الشعوب وأعدائها من المحتلين، يصبح الإنسان في قلبها تصبح هي أيضاً في قلبه. تصير رؤيا أساسية، لأنها أساس الواقع الذي يعيشه. وفي هذه الحال، ليس من كاتب أو فنان أو إنسان بقادر على أن يكون خارج الإطار، وأن تمر به معارك الحرية وهو في محترفه أو مكتبه أو برجه العاجي. شعوب العالم وقفت ضد النازية التهلرية. ويسمى الناقد (غالي شكري) أدب الحرب، بأنه “العناد الروحي الثقيل الذي يملك وحده صياغة وجدان المقاتل” وهذا “العتاد الثقيل”، كان له شأن كبير في المقاومة وفي النصر، الذي تحقق على النازية، حتى أن تاريخ الحرب العالمية الثانية، لا يمكن، بأية حال، فصله عن تاريخ الأدب الذي كتب خلالها. وقد منح أدب المقاومة في الحرب، من خلال (ايليا إهرنبورغ)، الكاتب السوفياتي، أرفع الأوسمة وأكبر التقدير. ففي 21 اغسطس 1942، وجه قائد الفرق السوفياتية المدرعة، والأمر اليومي التالي الى فرقته: “نظراً للشعبية الواسعة التي يتمتع بها الكاتب ايليا إهرنبورغ في أوساط الجنود، وللأهمية السياسية الكبرى، التي تمثلها مقالاته المتألقة بالصمود والشجاعة وحب الوطن والاستهانة بالموت، واستجابة لرغبة منظمة الشبيبة في الفرقة، فإن الأوامر، قد صدرت بتسجيل اسم الكاتب في (لائحة الشرف) في الفرقة، في الفوج الأول المدرع”. وهذا التكريم لأدب المقاومة في زمن الحرب، وباختصار لأدب الحرب، سنجد تعبيراً آخر له للشاعر السوفياتي سوركوف: (أخلص شهادة يحصل عليها الكتاب من قرائهم في زمن المعركة، هي هذه القصاصات، التي توجد في جيب سترته (قصاصة مكتوبة بالدم)، وإن هذه تحمل قصيدة لأحد الشعراء، هذا الواقع هو أروع شهادة بالنسبة لإنسان يكتب من أجل وطنه).

رأي اليوم