السياسية – وكالات :

يبدو أن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن على وشك الوصول الى البيت الأبيض في خطوة جديدة بعد تمكنه من توسيع فارق الأصوات مع خصمه الجمهوري دونالد ترامب في ولايتي جورجيا وبنسلفانيا الحاسمتين بعد ثلاثة أيام من إغلاق مراكز الاقتراع .

وحاز بايدن على 264 من أصوات المجمع الانتخابي الـ270 التي تتيح له الفوز، فيما حاز ترامب على 214 منها ،بحسب وكالة أسوشييتد برس، الأمريكية.

ويشكك ترامب في نزاهة هذا الاقتراع، ويلوح بخوض معركة قضائية ضد “تزوير” نتائجها دون أن يقدم أي دليل على ذلك.

وعبر بايدن مساء الجمعة عن ثقته بالفوز بعد ثلاثة أيام على الانتخابات، لكن بدون أن يعلن النصر داعيا الأميركيين الى “التلاقي” فيما حذر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من أي اعلان “غير شرعي” بالفوز.

ورغم ان النائب السابق للرئيس باراك أوباما يبدو على وشك الفوز في السباق الى البيت الأبيض إلا ان أي وسيلة أعلام أميركية لم تعلن بعد هوية الفائز.

وقال بايدن في كلمة مقتضبة بعد يوم من الترقب في معقله في ويلمنغتون في ديلاوير، فيما وقفت كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس الى جانبه إن “الوقت حان للتلاقي”، مضيفاً “علينا أن نتغلّب على الغضب”.

كما تعهّد بالتصدّي لجائحة كوفيد-19 من “اليوم الأوّل” له في البيت الأبيض.

وقال بايدن “أعزّائي الأميركيّين، ليس لدينا حتّى الآن إعلان نهائي للنصر، لكنّ الأرقام تقدّم صورة واضحة ومقنعة: سوف نفوز في هذه الانتخابات”، معبّرًا كما في اليوم السابق عن ثقته في نتيجة احتساب أوراق الاقتراع.

وسلّط بايدن (77 عامًا) الضوء على التقدّم الذي أحرزهُ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مذكّرًا بأنّه تجاوز منافسه الجمهوري دونالد ترامب في عمليّة عدّ الأصوات التي لا تزال جاريةً في ولايتَي بنسلفانيا وجورجيا الرئيسيّتَين.

وشدّد نائب الرئيس الأميركي السابق على أنّه سيفوز في هاتين الولايتين، قائلاً “نحن نفوز في ولاية أريزونا. نفوز في نيفادا”.

من جهته، لم يتحدث ترامب خلال نهار الجمعة علنا لكنه اعتبر في تغريدة ان جو بايدن يجب ألا يعلن الفوز “بشكل غير شرعي”. وكتب “يمكنني أنا أيضا ان أعلن ذلك، الاجراءات القانونية بدأت للتو!”.

ويحرز بايدن (77 عاما) حاليا تقدما في بنسلفانيا، الولاية الأساسية التي تعد 20 من كبار الناخبين والتي يمكن أن تمنحه النصر.

ويتقدم بايدن في هذه الولاية بفارق حوالى 29 ألف صوت لكن لم تعلن أي محطة أميركية فوزه في تلك الولاية.

واذا فاز في تلك الولاية الصناعية فسيصبح الرئيس الأمريكي ال46 بغض النظر عما يحصل في عمليات الفرز الأخرى.

وفي بيان نشر ظهر الجمعة، اعتمد ترامب لهجة أقل حدة من اليوم السابق حين تحدث عن انتخابات “مسروقة” لكنه بقي غامضا بالنسبة لنواياه.

– إعادة فرز في جورجيا-

في الصباح أدى فرز الاصوات في جورجيا التي لم يفز بها أي ديموقراطي منذ 1992، الى قلب النتيجة لصالح بايدن لكن الهامش يبقى “ضيقا كثيرا” الى حد انه سيحصل فرز جديد للاصوات.

وعداد أصوات كبار الناخبين بقي عالقا بالتالي على 253 او 264 لبايدن بحسب وسائل الاعلام التي سواء منحته اريزونا ام لا، و214 لترامب.

في أريزونا، استفاد ترامب من تمديد فترة فرز الاصوات.

فقد اقترب فيها مساء الجمعة من بايدن مهددا بتكبيده خسارة 11 من أصوات كبار الناخبين التي كانت منحته إياها وكالة “اي بي” وشبكة فوكس نيوز اعتبارا من الليلة الانتخابية على أساس نتائج جزئية.

– ترامب أكثر عزلة-

وكان الرئيس الأميركي جدّد الاتّهامات بحصول عمليّات تزوير، دون أن يقدّم أيّ دليل عليها.

وقال أمام صحافيين في البيت الأبيض “إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونيّة، يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا”.

وبدا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة معزولاً ضمن حزبه، الجمهوري، في ظل ما أطلقه من اتّهامات بأنّه سيكون ضحيّة “سرقة” الانتخابات.

وقال حاكم نيوجيرسي السابق وحليف الرئيس، كريس كريستي، عبر محطة “ايه بي سي”، “لم نسمع الحديث عن أيّ دليل”، محذّرًا من خطر تأجيج التوتّر دون عناصر ملموسة.

وصرّح السناتور ميت رومني الذي كثيرًا ما ينتقد ترامب، أنّ “من الخطأ القول إنّ الانتخابات مزوّرة وفاسدة ومسروقة”.

– التماسات قضائية-

إلا أنّ ترامب حظي بدعم سناتورين بارزين، هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وقال الأخير عبر “فوكس نيوز”، “يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، والناخبون أيضاً على ما أعتقد”.

وقدّم الحزب الجمهوري في بنسلفانيا طلبًا إلى المحكمة العليا الجمعة لوقف احتساب أوراق الاقتراع التي وصلت بشكّل متأخّر في الولاية، وذلك تزامنًا مع تصدّر بايدن للنتائج وتأخّر ترامب.

وطلب الحزب الجمهوري في التماسه، إصدار قرار قضائي عاجل لوقف تسليم آلاف أوراق الاقتراع الواردة عبر البريد بعد يوم الانتخابات والتي يسود ظنّ بأنّها تصبّ في صالح بايدن.

ويطلب الالتماس من المحكمة توجيه أمر إلى مسؤولي الانتخابات في بنسلفانيا لاستبعاد أوراق الاقتراع الواردة بعد يوم الثلاثاء وعدم احتسابها.

-سيناريو رفض ترامب نتائج الانتخابات-

في حال رفض ترامب مغادرة البيت الأبيض،سيتم طرده بحسب صحيفة أمريكية.

وكشفت الصحيفة الأمريكية، الجمعة، عن فرضية رفض الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب نتائج الانتخابات الرئاسية وبالتالي الخروج من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرسمية.

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن مصادر حكومية قولها أن في حال الوصول إلى هذا السيناريو فإن الخدمة السرية هي التي ستخرج ترامب من البيت الأبيض في حال رفض مغادرته بعد إتمام وإنهاء ولايته الرسمية”.

وبحسب المجلة “ينص التعديل الـ20 لدستور الولايات المتحدة، على أن ترامب أو أيّ رئيس آخر يفقد ولايته في 20 يناير ظهراً، إذا حاول البقاء بعد ذلك، فإن الحارس نفسه الذي كان مكلفا بحماية صاحب المنصب الأعلى في البلاد، عليه أن يطرده.

وأشارت المجلة أن هناك العديد من السيناريوهات الافتراضية لما قد يحصل في المستقبل خصوصا في وقت يتصارع فيه الطرفان لكسب المقعد الرئاسي.

وأضافت أنه “رغم أن ترامب لديه طريق ضيّق للفوز في المجمع الانتخابي، إلا أنّه لم يقل أو يشير أبداً إلى أنه سيواصل احتلال البيت الأبيض بعد استنفاد أي طعون قانونية”.

وأوضحت المجلة في تقريرها أنّ “هذا ما يحدث عندما لا يقف الرئيس الحالي ويمرر العصا إلى خليفته”، مشددةً على أنّه “لم يسبق لذلك مثيل في الولايات المتحدة، ولا يوجد تهديد وشيك بحدوث ذلك في يناير المقبل، ولكن هناك خطة قائمة في حال منع انتقال السلطة”.

ويأتي ذلك على خلفية تقدم بايدن على ترامب في بنسلفانيا حيث سيتيح له كسب أصوات الولاية الفوز بانتخابات الرئاسة.

من جهة أخرى قال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تسعى لجمع 60 مليون دولار على الأقل لتمويل الطعون القانونية التي يرفعها ترامب على نتائج انتخابات الرئاسة.

ورفعت حملة ترامب دعاوى قضائية في عدة ولايات خلال التصويت بالانتخابات تزامنت مع مزاعم الرئيس الأمريكي بحدوث عمليات تزوير فيها.

ولن يكون بمقدور ترامب الاقتراب من الحصول على الـ 270 صوتاً في المجمع الانتخابي التي يحتاجها لإعلان فوزه في الانتخابات ما لم يضمن تقدمه في ولايتي بنسلفانيا وجورجيا لذلك فان فرص إعادة انتخابه معلقة بتطورات فرز الأصوات في هاتين الولايتين.