كتب: المحرر السياسي

ظل التآمر علي اليمن من أولويات الدول الاستعمارية وإسرائيل على مدى سنوات طويلة للسيطرة عليه والتحكم بموقعه الاستراتيجي والمتميز واستغلال ثرواته الطبيعية.

وقد جاء كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العقيد يحيى سريع مؤخراً عن معلومات لتسليم اليمن للعدو الإسرائيلي وعلاقة سلطة الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح بالكيان الصهيوني والتي بلغت عام 2007م مستوى عال من التواصل والتنسيق وتبادل الزيارات.

المسألة تتعلق بمخطط تآمري واسع على اليمن وتمكين العدو الإسرائيلي من تحقيق كامل أهدافه وأطماعه في اليمن والتي لا تقتصر علي باب المندب والبحر الأحمر أو الجزر والساحل  الغربي فقط بل تمتد إلى الجوانب الاقتصادية والثقافية والزراعية والأمنية والعسكرية.

الشيء المؤكد أن الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح قد وقع فريسة بيد المخابرات الأمريكية والغربية التي أصبحت توجهه مع من يعقد التحالفات ولمن يقدم التنازلات والتسهيلات واستباح البلاد وفتحها على مصراعيها أمام قوى الاستعمار وأجهزة الاستخبارات الغربية.

كان علي عبدالله صالح يقود البلاد بعقلية رجل العصابات لا قائد الدولة يحكمه في ذلك الفيد ومصالحه الخاصة التي طغت على مصالح البلاد ومواطنيها، ليس لدية رؤية صائبة لقيادة البلاد ولا إستراتيجية للنهوض والتطور يعمل على تنفيذها، لم يأخذ مصالح البلاد وتقدمها مأخذ الجد، اعتمد في حكم البلاد على العناصر الفاسدة التي تؤثر مصالحها الخاصة على مصالح الوطن ليتمكن من حكم البلاد لأطول فترة ممكنة.

كيّف قوانين الدولة مع أهوائه ورغباته وغذّى النزاعات والصراعات داخل الوطن، دمر كل شيء إيجابي كان قد تحقق، لم يحقق للبلاد طيلة أكثر من ثلاثين عاما أي شيء يٌذكر، وهي مدة زمنية كانت كافية لإحداث نهوض تنموي وتحقيق قفزات اقتصادية كبيرة، سنحت له العديد من الفرص لإحداث نقلات نوعية في مسار العمل السياسي والاقتصادي والتنموي لكنه لم يحسن استغلالها لأنه لا يملك عقل القائد بل كانت تحكمه رؤية الفيد والمصالح الأنانية والشخصية الضيقة.

ارتكب جريمة كبرى بإدارته لليمن بتلك العقلية المتخلفة وبات الوطن اليوم مثخناً بالجراح بسببه وبسبب إدارته الفاشلة، شخص كهذا وبهذه العقلية الضيقة والمتخلفة، هو فريسة سهلة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية التي وقع في يدها وأصبحت توجهه كما تريد الأمر الذي أوصله لتقديم اليمن لقمة سائغة للعدو الصهيوني.

أماط العقيد يحيى سريع اللثام عن حقائق مؤلمة وصادمة لرجل ظل يتخبط باحثاً عن طرق تبقيه في الحكم لأطول مدة ممكنة ولو على حساب وطن بأكمله.

 سبأ