خطة أمريكية إسرائيلية لضرب حزب الله والحشد الشعبي
بسام أبو شريف*
يتبادر للذهن سؤال له معنى كبير، وهو : لماذا يتحدث ويكتب الاسرائيليون بالحاح حول تنامي قوة حزب الله الصاروخية ؟، وتتكاثر كذبات نتنياهو المخابراتية حول مواقع محددة يستخدمها حزب الله في بيروت تارة لخزن السلاح والصواريخ، وتارة اخرى لصناعة تجميع الصواريخ الدقيقة، وبغض النظر عن الحقائق التي لايعرفها الا بعض قادة حزب الله يتضح لنا أن هنالك جوقة كبيرة تبدأ في واشنطن وتنتهي في تل ابيب عرجت خلال نباحهاعلى حكام الجزيرة والخليج، وتعزف هذه الجوقة لحن تخويف العالم من ارهاب حزب الله الذي تتنامى قوته، وتدعو لضربه تارة كتنظيم ارهابي وتارة اخرى كامتداد لايران، ووصلت الحملة الى حافة التحرك العملي باعلان سلمان بن صهيون من على منبر الأمم المتحدة هدف التحالف الثلاثي ” الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي “، وهو نزع سلاح حزب الله.
وماذا يعني هذا التعبير الذي يسمع من خلاله نبرة مؤدبة ؟
انه يعني شن حرب اجرامية ضد حزب الله ستطال المدنيين، والبنية التحتية في لبنان الذي ينوء بالهموم ويصرخ من ألم الأزمات، ومن الواضح أن اشارة بدء الهجوم التي أطلقها الملك سلمان من على منبر الأمم المتحدة لايعني حزب الله في لبنان فقط، بل تعني حزب الله بشكل عام أي محور المقاومة، ويشمل العراق واليمن وسوريا وفلسطين، وبدأت معركة التحالف الصهيوني في اليمن والعراق وسوريا وحاولوا جر لبنان عندما توقعوا أن يثير حزب الله أزمة حول التفاوض لترسيم الحدود البحرية للبنان لتحديد موقعه النفطي والغازي، وتحاشى حزب الله الوقوع في هذا الكمين، وأعلن حليفه نبيه بري أن المفاوضات ستتم تحت اشراف الأمم المتحدة ومن خلالها، وعادوا للمحاولة مرة اخرى باقتراح رفع مستوى التمثيل في المفاوضات الى مرتبة وزير – أي وزير اسرائيلي مقابل وزير لبناني تحت مظلة الأمم المتحدة مما يتيح للقوى المعادية استخدام هذا الوضع لتمييع جريمة التطبيع ولقاءات السودان الخيانية .
أما على صعيد اليمن، فقد شنت هجمات همجية على بيوت المدنيين في الحديدة جنوبا وشرقا مما أنزل بالمدنيين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وتحت ستار هذا القصف الجوي والمدفعي حاولت قوات التحالف القذر أن تتقدم كرد على تقدم قوات اليمن في مأرب .
وفي العراق بدأت المعركة مباشرة بعد خطاب الملك سلمان باعلان واشنطن آلية لاغلاق سفارتها في بغداد، واستمرت التمثيلية بطلب رئيس الحكومة العراقية من واشنطن عدم اغلاق السفارة فكان جواب واشنطن تقديم لائحة بأسماء مطلوبة لأنها ارهابية، وتقصف المواقع الاميركية ويقول مصدر موثوق ان اللائحة هي عبارة عن لائحة بأسماء قيادات الحشد الشعبي لتنظيمات ثورية تنادي بخروج القوات الاميركية، وطلبت واشنطن من الكاظمي اعتقالهم وملاحقتهم، وبدأ الهجوم بقصف مقر لقائد أحد ألوية الحشد الشعبي، أي أن واشنطن أشعلت النار بين الحشد، وهو قوة رسمية نظامية حسب الدستور، وبين قوى الأمن التي تتحكم واشنطن بعدد من كبار الضباط فيه .
وفي سوريا عززت القوات الاميركية وجودها في الشمال الشرقي، وعلى الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، وذلك لاعطاء حماية لتنظيم تموله السعودية من عشائر وقبائل تلك المنطقة، ووزعت واشنطن المهام العدوانية ضد سوريا شعبا وحكومة وجيشا على تركيا واسرائيل، والعملاء من العصابات في ادلب ” النصرة والجيش الحر … الخ “، وراحت تركيا تبتز سوريا، وتعطل مفاوضات اللجنة الدستورية، ولاتنفذ اتفاقات وقعت في روسيا وتعهدت فيها تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية، ووسعت عدوانها على العراق وارمينيا وأشعلت التوتر في شرق المتوسط، كل هذا تم ويتم بتنسيق بين انقرة وواشنطن وتل ابيب .
وبدأت محاكمة مسؤولي حماس في السعودية، ولا أشك أن أحكاما جائرة ستصدر عن محاكم صورية، وسيعلق الملك سلمان التنفيذ لابتزاز قيادة حماس .
لكن الدور الأخطر على الجبهة الفلسطينية، هو الاستجابة لطلب ترامب ونتنياهو ” تجفيف مصادر م ت ف المالية “، وهذا يعني تجميد قرارات القمم العربية المتتالية حول الدعم المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا ماجرى .
من ناحية اخرى شددت دول الخليج والسعودية اجراءاتها حول المبالغ المحولة من الأفراد الذين يعملون في الخليج والسعودية لأهلهم في فلسطين كنوع من الحصار الخانق لاستكمال التقنين في التحويلات الرسمية التي أقرتها القمم العربية ….. ماذا ينتظر معسكر المقاومة بعد اعطاء سلمان اشارة بدء الحرب على محور المقاومة ؟؟
خذوا منا خلاصة التجربة التي امتدت 53 عاما، لابد من القيام بما لايتوقعه العدو وهذا يتمحور فقط حول نوعية المقاومة الى قلب معسكر العدو، لاتسمحوا للعدو بأن يشن الحرب خارج ملعبه بل عليكم أن تنقلوا الواجهة الى وسط ملعبه، ولاتنتظروا ظرفا ترونه مناسبا .
الضرب في ملعب العدو غير وارد في برامج حواسيبهم وما لايتوقعه العدو، هو محطم لبرامج الحواسيب …. ووراء العدو في كل مكان، فالعدو يشن هجومه تدريجيا ويقضم الضفة الغربية تدريجيا، وعلينا ألا نسمح بذلك .
* رأي اليوم
* المقال يعبر عن رأي كاتبه