لماذا يتغنون في الخليج بـ”تل أبيب” برغم لعنات التأريخ البعيد والقريب؟
أحمد الحاج
“خذني زيارة لتل أبيب..أرجوك يالنشمي اللبيب، أنا بدوي ونهجي رهيب !” هذا هو مطلع أغنية اماراتية هزيلة من كلمات عبد الله المهري،وأداء كل من خالد العبدولي ويحيى المهري، تثير ضجة لم تهدأ بعد على منصات التواصل بين معارض ومؤيد، فضلا عن بعض المتحاملين على الأغنية ممن لم يستفزهم مضمونها الجيو السياسي – التخنيعي – المعيب بقدر انفعالهم على اللحن والكلمات ليس إلا ومن وجهة نظر فنية نقدية بحتة، وحقا ما قيل قديما”اذا لم تستح، فأصنع ما شئت”، فيما سخر ناشطون ضد التطبيع من الأغنية متهكمين عليها بالقول”خذني زيارة لتل ابيب..
عدونا الصهيوني بالتطبيع صاير حبيب” ليعقبها فنان اماراتي ظهر في تسجيل وهو يعزف النشيد الصهيوني”هاتيكفاه” على العود وما أدراك ما هاتيكفاه، انه نشيد يفيض كراهية وحقدا وهو من كلمات الشاعر الصهيوني نفتالي هرتس، والحان شموئيل كوهين، وقد تم تبينه كنشيد وطني عند إعلان ما يسمى بدولة اسرائيل عام 1948 ومن ضمن كلماته “أمل الألفي عام أن نصبح أحراراً في أرضنا أرض صهيون وأورشليم!”، ما دفع ساسة صهاينة الى الاشادة بخطوة الشاب الإماراتي تلك والتي كانت تبدو حلما الى قبل شهر من الآن على حد وصفهم، لترد فرقة (أولاد الجويني) الشعبية التونسية الشهيرة بأغنية حملت عنوان” فلسطين فيها رجّالة”، يقول مطلعها “يا بيّاع القضية يا شاري العمالة.. يا عربي يا عربية.. فلسطين فيها رجالة” .
والسؤال الملح هنا هو لماذا يتحمس قسم من الشباب الخليجي المترف خصوصا، وبعض الشباب العربي عموما على زيارة تل أبيب ؟ الجواب باختصار وكما ورد في العديد من التقارير الدولية التي لخصتها لكم هاهنا هو لأن تل ابيب المعروفة بـ” المدينة التي لا تنام “كونها افسد مدن العالم تضم لوحدها مئات المراكز المخصصة للدعارة وأكثر مومساتها روسيات تعمل المافيا التابعة للجالية اليهودية الروسية الكبيرة هناك على جلبهن من موسكو عاصمة القيصر – لابجين – قصدي – بوتين – بغية العمل في البغاء لمدة 3 أشهر وهي مدة الاقامة فيها ومن ثم المغادرة ليؤتى بأخريات بدلا منهن وهكذا دواليك تحت شعار- “متعووودة..دايما” – كما أنه وفي تل ابيب هذه منطقة يطلق عليها “سدوم وعمورة العصر الحديث” تدير شبكتها امرأة تايلندية مهاجرة وتضم 2700 منزل للبغاء معظم مومساتها اسيويات وأوربيات يمارس الرذيلة خلف جدرانها مليون شبقي سنويًا، علاوة على ان تل ابيب التي توصف بـ “المدينة الوردية” هي الوجهة الأبرز فى عموم الشرق الأوسط والعالم للشواذ والمتحولين جنسيا وتحتضن ومنذ عام 1998 مسيرات الشواذ في حزيران من كل عام والى يومنا بحضور عشرات الالوف منهم حتى لقبت بـ “عاصمة الشواذ”حيث الزينة والرايات الوردية وعلم “الريبنو”الخاص بهم ترفع في كل مكان بما فيها مبنى البلدية!
تل ابيب بالعبري، أو” تل الربيع” بالعربي والتي اقتبست اسمها من عنوان كتاب الفه منظر الصهيونية والأب الروحي لها اليهودي النمساوي” تيودور هرتزل “هي وجهة مثالية ومثيلية تفوقت على نظيراتها من الوجهات العالمية الاخرى لكل الباحثين عن المتعة المحرمة والرذيلة والفسق والفجور بكل أنواعه مع تعاطي المخدرات والخمور والقمار الى جانب الجنس الانحرافي الحيواني، وفيها حي تخصص بتجارة المخدرات وترويجها وتعاطيها يطلق عليه اسم حي”النبي شعنان”ولك أن تتصور، ذاك أن إهانة الانبياء والرسل وهم أشرف الخلق هو ديدنهم، فتوراتهم المحرفة فضلا عن تلمودهم المزيف يغصان بقصص الطعن بالأنبياء والرسل حاشاهم وبطريقة يعف اللسان عن ذكرها وسنفرد لها مقالة خاصة قريبة بمشيئة الله، يقع هذا الحي بالقرب من محطة قطار تنقل المدمنين والمتعاطين يوميا من والى حي آخر مشابه للمخدرات في مدينة اللد، ومع أن القمار محرم في اليهودية الا أن هناك عشرات المواقع المخصصة للعب القمار بأنواعه لجلب السياح من عشاق الروليت والبلاك جاك وقمار الآلات ونحوها للحصول على نسبة كبيرة من الأرباح ومعلوم أن الصهاينة”هم عباد الذهب والدولار وقصة شايلوك البخيل المرابي في ملحمة شكسبير- تاجر البندقية -أشهر من نارعلى علم”، حتى أن جمعية “الفطام من القمار” اليهودية كانت قد كشفت في وقت سابق عن أن 7 % من الاسرائيليين يقامرون بأموالهم،وان 60 % من هؤلاء المقامرين وهم من العمال والموظفين يمارسون الاختلاس والسرقة من مؤسساتهم لتغطية خسائرهم الفادحة من جراء القمار الذي يندر أن يربح فيه أحد منذ اختراع اللعبة حول العالم ونهاية المقامر الحتمية على الدوام هي الافلاس والإدمان وتمزق العائلة والطلاق وكثرة الدائنين والسجن ،كل ذلك بعد بيع – الورا والكدام -، أما عن شواطئ هذه المدينة الفاجرة التي تفوقت حتى على مدينة باتيا التايلندية وتيجوانا المكسيكية ولاس فيغاس الاميركية زيادة على ميامي بيتش الاميركية ايضا وريودي جانيرو البرازيلية ووووو” المنامة “، نعم المنامة البحرينية المصنفة رقم 8 بين أفسد المدن في العالم في تجارة الجنس، حيث تكثر في تل ابيب وسواحلها الفنادق والبلاجات والنوادي الليلية الحمراء الصاخبة والحانات والمراقص والعري والتعري والسكر والعربدة – وطك اصبعتين للصبح – على أصوله وما خفي كان أعظم، ولذلك يسعى بعض الشباب العربي المغرر به من المترفين العاشقين للايدز والهربس والسيلان والسفلس وربما للشذوذ الجنسي كذلك زيارة تل ابيب، وهات يا بابي فلوس الرحلة بالعملة الصعبة كاملة وجيب!
وفي خضم ذلك الغثاء المفصلي كله عليكم أن لا تستغربوا من تغير المواقف هذه الأيام حيث تشهد عموم المنطقة حاليا ضغطا دوليا هائلا وغير مسبوق حل محل الضغط الاقليمي الذي تراجع كثيرا بعد أن كان يتسيد الساحة والى وقت قريب، وتشهد المنطقة هذه الأيام حراكا محموما لتغيير قاعدة التحالفات والمواقف والبيانات جملة وتفصيلا غير آبهة بنظرة الشعوب ولا استيائها حيال تراجع بعض الانظمة الحاكمة عن مواقفها المتصلبة السابقة والتي كانت بمثابة حلم وردي لبعض الشعوب وأمنيات في زمن الخيبة والإحباط والخذلان، لأن احدا لم يعد يثق بأحد بعد النكسات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي أعقبت ورافقت كورونا مع انهيار أسعار النفط والغاز وتوقف حركة الملاحة والتجارة وانهيار اسعار صرف العملات المحلية أمام الدولار وتدهور السياحة وزيادة معدلات البطالة والجريمة المنظمة والهجرة إلى الخارج، مقابل زيادة وتيرة المناورات والتحركات والتحالفات العسكرية وحركة الاساطيل الحربية بشكل غير مسبوق، ولأن أحدا لم يعد مستعدا للتضحية بنظامه ومستقبل بلاده اكراما لعيون أحد على الاطلاق وإن كان حليفه الى وقت قريب مهما توهم بأن حليفه الذي يحبه ويتغنى به صباح مساء لن يتخلى عنه بتاتا، ولعل ممن سيغير مواقفه وتحالفاته بما يثير الاستغراب لدى – أصحاب النظرة الاحادية – هي ” تركيا وقطر وسورية الاسد والسودان” ولا استبعد مطلقا من دخول قطر والسودان وعُمان في التطبيع مع الكيان علنا على الطريقة الاماراتية “أو بقاء بعضها خارج التغطية الاعلامية العلنية لتكون بمثابة جهاز تنفيس لقدر الضغط العربي الذي شارف على الانفجار، اذ يجب ان يظل القدر سليما خشية تشظيه في الوقت الحالي، وبمعنى ادق يجب ان تظل هناك دولة خليجية واحدة على الاقل تغرد خارج سرب التطبيع – ظاهريا فحسب-للتنفيس عن الشارع العربي المحتقن ومواصلة زعم دعم القضية الفلسطينية خوفا من ضياع البوصلة بما لا تحمد عقباه، كما لا استبعد من اعلان اتفاق قريب جدا بين مصر وتركيا مقابل تهدئة الاجواء بينهما لاسيما اعلاميا ولو بغلق كل القنوات التي تبث ضد مصر من اسطنبول، مقابل الكف عن مهاجمة اردوغان في الإعلام المصري، كل ذلك بالتزامن مع سحب القوات التركية من ليبيا، وتقييدها أو تحجيمها في سورية مع التخلي عن كثير من المواقف المتصلبة والمتشنجة السابقة وبوتيرة متسارعة، ووحده الشارع العربي الغاضب من التطبيع والتركيع والترقيع القادر على تغيير جل تلكم المعادلات أو الحد من جنوحها إذا ما ظل هذا الشارع بفعل الشرفاء الثابتين على مبادئهم ومثلهم وقيمهم ودينهم على قيد الحياة ..والحرية !اودعناكم اغاتي
كاتب عراقي
رأي اليوم