السياسية – رصد:

بعد مرور 2000 يوم على الحرب في اليمن التى بدأت مارس/آذار من العام 2015، أطلقت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل في اليمن تقريرا رصدت خلاله معاناة الأمهات والأطفال من الوضع المأساوي خلال تلك الفترة.

جرائم ضد المرأة

ووثق التقرير الذي تلقت “سبوتنيك” نسخة منه ما تعرضت له الأمهات والأطفال من جرائم بفعل العمليات العسكرية للتحالف بحق المدنيين، مبينا أن ضحايا العدوان حتى الآن 16978 قتيلا من المدنيين، بينهم ألفان و381 امرأة وثلاثة آلاف و790 طفلا، وإصابة 26.203 مدنى بينهم ألفان و780 امرأة وأربعة آلاف و89 طفلا.

وتطرق التقرير إلى ما ارتكب بحق المرأة جراء الحرب، خاصة بالمناطق الجنوبية، والتي تتعرض لأبشع الجرائم من قتل وتهجير وإفقار وعنف واختطاف واغتصاب، علاوة على الآثار الكارثية جراء استهداف العدوان للقطاع الصحي والذي أدى إلى توقف 60% من المستشفيات والمراكز الصحية، حيث تم تدمير 469 منشأة صحية ومصنع لتصنيع الأدوية ومصنعين للأوكسجين، بالإضافة إلى تدمير 97% من المعدات والأجهزة الطبية.

تفشى الأمراض

ورصد التقرير إحصائيات عن الأمراض المتفشية بسبب العدوان من سوء تغذية وتشوهات جنينية وإجهاض حيث بلغت نسبة إصابة الأطفال بسوء التغذية 47% وسوء التغذية الحاد 9%، وتسببت الحرب في انتشار الكوليرا والتهابات السحايا الدماغية والدفتيريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض، نتيجة استخدام الأسلحة والقنابل المحرمة دوليا.

تدمير البنية التحتية

وأوضح تقرير منظمة انتصاف أن عدد الجرحى المعاقين جراء غارات الطيران بلغ أكثر من ألفين و181 جريحا، إضافة إلى أنه تم تدمير أكثر من ثلاثة آلاف و652 مدرسة ومنشأة تربوية، كما تم استهداف كل مقومات الحياة من منشآت خدمية واقتصادية وبنى تحتية، حيث دمر على مدى ألفي يوم 565 ألف و973 منزلا، و176 منشأة جامعية وألف و375 مسجدا.

ووفقا لتقرير منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، دمر طيران العدوان 365 منشأة سياحية وستة آلاف و732 حقلا زراعيا و15 مطارا و16 ميناء و304 محطات ومولدات كهرباء و537 شبكة ومحطة اتصال و2098 خزانا وشبكة مياه و392 مصنعا.

رصد وتوثيق

من جانبها قالت نهى جحاف المدير التنفيذي لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل بصنعاء، إن منظمة انتصاف هى منظمة حقوقية للمرأة والطفل أولويتها في هذه المرحلة هو رصد و توثيق وإخراج تقارير وبيانات وأدلة  للجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان، سواء كانت جرائم قتل مباشر مثل قصف الطيران والقذائف والقنابل العنقودية أو القتل الغير المباشر عبر الحصار الذي تسبب في تأزم و معاناة المرأة و الطفل.

وأضافت لـ”سبوتنيك”، لدى منظمة “انتصاف” فريق من خلاله يتم متابعة الجرائم والانتهاكات أول بأول “الرصد والتوثيق” وكذلك يعمل الفريق على مواكبة الأحداث والتقارير الحقوقية الدولية من المنظمات الحكومية والغير حكومية التابعة للأمم المتحدة، وقياسها مع ما يتم ارتكابه من جرائم في اليمن، ومن خلال القياس يتم تقييم ..هل تقوم هذه المنظمات بعملها بالشكل الصحيح أم لا، فإن حدث وقامت بتزييف الحقيقة حينها تقدم انتصاف الأدلة والإحصائيات الحقيقة والوصف الدقيق للواقعة.

وتابعت جحاف، يعمل فريق المنظمة أحيانا بعمليات الرصد والتوثيق بالتعاون مع الجهات الحكومية للحصول على الإحصائيات الدقيقة، كون هذه الجهات الحكومية لها تواجد في الميدان أكثر من المجتمع المدني مثل وزارة الصحة و التعليم.

وأشارت المدير التنفيذي، فيما يتعلق بالجرائم  التي يرتكبها الطيران فإن منظمة انتصاف تتابع كل جريمة بشكل مباشر إن كانت في صنعاء و وإن كانت في المحافظات الأخرى فيتم ذلك با التعاون مع المراكز والمنظمات المحلية الموثوقة والمصرح لها للحصول على تكملة للمعلومات، ويعمل الفريق على جمع و رصد و توثيق الجرائم التي ترتكب بأكبر قدر من المعلومات مع وصف كامل للواقعة.

أهداف التقرير

أما عن الانتهاكات التي تحدث للمرأه والطفل من “اغتصاب و اختطاف” في المناطق التي لا تسيطر عليها صنعاء قالت جحاف، تواجه المنظمة بعض العراقيل العديدة و لكنها إن أخذت رصد لأحد الانتهاكات عبر وسائل الإعلام تتابع الأمر إلى إن تصل إلى الحقيقة فيتم تثبيته و الإدانة بهذه الجريمة.

ولفتت المدير التنفيذي إلى أن تقارير المنظمة الحقوقية يتم توجيهها إلى المنظمات الدولية الحقوقية الحكومية والغير حكومية و كذلك لوسائل الإعلام المحلية والخارجية.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، إذ تقول إن ما يقرب من 80% من إجمالي السكان -أي 24.1 مليون إنسان- بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.

وتقود السعودية، منذ 26 مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، التي سيطرت عليها جماعة أنصار الله “الحوثيين” أواخر عام 2014.

* المصدر : وكالة سبوتنيك الروسية

* المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع