اليمن والهذلول ونتفلكس والإلحاد.. وصوت إنهيار مملكة الرمال
السياسية – رصد:
يعتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان الثروة المالية الضخمة التي يتربع عليها كفيلة بإخراس جميع الاصوات في العالم، التي قد ترتفع احتجاجا على ممارساته الدموية في اليمن وضد معارضيه في الداخل، وزاد من قوة هذا الاعتقاد وجود شخصية في غاية الجشع في البيت الابيض الامريكي لا تعترف بوجود أي مقدس في الحياة سوى “المال”، الامر الذي زاد من دمويته وتعطشه للدماء دون اي رادع.
العالم – كشكول
اعتبر إبن سلمان وقوف الرئيس الامريكي دونالد ترامب في وجه العالم ودفاعه عنه في جريمة القتل البشعة التي نفذها في اسطنبول عندما قطع اوصال الصحفي السعودي جمال خاشقجي واذابتها وحرقها، بمثابة الضوء الاخضر في ان يتمادي في تكميم افواه معارضيه واعتقالهم وقتلهم وتعذيبهم دون رحمة، ورفض كل الحلول الوسط لوقف المأساة الانسانية في اليمن والتي تجاوزت كل الحدود، واضعا هدفا واحدا وحيدا امامه هو استسلام الشعب اليمني لارادته واعادة اليمن الى الحظيرة السعودية.
الفظائع التي ارتكبها ابن سلمان خلال السنوات الخمس الماضية، اثبتت ان المال لن يمسح آثار جميع جرائمه ولا يمكنه شراء جميع الناس بالمال، حيث اخذت ثغرات سياسته تتسع يوما بعد يوم، وكلما خرج من حفرة وقع في اكبر منها، وهو بذلك يدفع بالسعودية الى الدخول في نفق مظلم، لن يكون بمقدورها الخروج منه الا بعد ان يدفع ال سعود ثمنا باهظا.
خلال الساعات القليلة الماضية كانت السعودية في صدر اهتمام الصحافة العالمية وخاصة الامريكية التي اخذت ترصد فظائع وفضائح ابن سلمان، فقد كشف المدير التنفيذي لشركة نتفلكس العالمية، ريد هاستينغز، أن السعودية سمحت بعرض أفلام الشذوذ والخلاعة وتعليم الجنس، مقابل حذف حلقة تضمنت انتقادات لابن سلمان بسبب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقال هاستينغز في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” إن شركته اتخذت قراراً بإزالة حلقة من البرنامج الحواري الشعبي” باترويت آكت”، الذي انتقد ابن سلمان استجابة لطلب من الحكومة السعودية التي زعمت أن البرنامج ينتهك قوانين البلاد.
وأكد هاستينغز أن السعودية وافقت مقابل ذلك على عرض برامج معروفة بالمشاهد الإباحية، بما في ذلك مسلسل “كوير آي” الذين يتناول مشاكل عامة للمثليين جنسياً والمسلسل الكوميدي ” تعليم الجنس” الذي يحتوي على مشاهد إباحية ومسلسل ” اورانج إز ذا نيو بلاك” وهو مسلسل معروف يضم العشرات من اللقطات الإباحية داخل سجن للنساء.
حتى محاولة ابن سلمان استغلال قمة مجموعة العشرين التي من المقرر ان تعقد في الرياض، بدعم من ترامب، لتبييض صفحته تحولت الى كابوس له ، حيث بدات الصحافة الغربية والامريكية التي تنتقد دعم ترامب للسياسة الدموية لابن سلمان، فقد دعا جاكسون ديهل في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست” قادة مجموعة العشرين ألا ينسوا أن هناك ناشطات نسويات “تركهن ابن سلمان ليتعفنّ في السجون السعودية، محذرا القادة من ان ولي العهد السعودي ، يحاول ومنذ عامين استعادة مكانته كزعيم صاعد على المسرح الدولي رغم تورطه في جرائم الحرب باليمن وقمعه الوحشي للمعارضة داخل المملكة.
واضاف ان على القادة مساءلة أنفسهم من اليوم وحتى ذلك المؤتمر، هل سيمنحون ابن سلمان البراءة في الوقت الذي تقبع فيه لجين الهذلول في سجن الحائر سيئ السمعة، الذي يبعد عن الرياض، مقر المؤتمر 25 ميلا.
المعروف ان الهذلول كانت تعيش في المنفى واختطفت في آذار/مارس 2018 في الإمارات وأعيدت قسرا إلى المملكة.، وأفرج عنها لفترة قصيرة وأعيد اعتقالها في 15 أيار/مايو 2018 مع عدد من الناشطات، ونقلن إلى مراكز اعتقال سرية بدون معرفة مكانهن لأشهر، وتبين لاحقا أن عددا منهن تعرضن للتعذيب، ومن بينهن الهذلول التي تم تجريدها من ملابسها وانتهكت جنسيا وضربت وتعرضت للصعقات الكهربائية ومورس عليها أسلوب الإيهام بالغرق، وأشرف على تعذيبها سعود القحطاني، أكبر مستشار لابن سلمان، وهدد باغتصابها وقتلها.
حتى محاولات ابن سلمان لإغراق المجتمع السعودي بالرذيلة لإشغال الشباب بالخلاعة والمجون، انقلبت ضده حيث بات المجتمع السعودي يقترب من حافة الانفجار لبروز ظواهر اجتماعية خطيرة مثل الالحاد والتسيب والانحلال الأخلاقي، وهي ظواهر يقف ابن سلمان وراء الترويج لها، فقبل ايام اثارت فتاة سعودية تدعى أمل بنت نورة الأسمري غضب العديد من مستخدمي موقع تويتر في السعودية عندما نشرت تغريدة مسيئة للنبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وللقران الكريم، وهو ما اعتبر من نتائج سياسة ابن سلمان في دفع المجتمع السعودي نحو الانحراف والالحاد والاتفلات المجتمعي والديني.
الكوارث العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نزلت بالسعودية في عهد ابن سلمان، رغم انه لم يحكم سوى خمس سنين فقط، جعلت المراقبين يسمعون صدى تداعي أركان مملكة الرمال، الذي اقامها جد ابن سلمان على جماجم المسلمين في الجزيرة العربية.
* المصدر : قناة العالم
* المقالة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع