بسام أبو شريف*

كوشنر العميل الصهيوني المكلف بتصفية قضية فلسطين باستخدام قوة ونفوذ الولايات المتحدة يصول ويجول في المنطقة، وهدف كوشنر بعد أن أعلن عن انتصاره بتطبيع علاقة دولة الامارات مع اسرائيل الى دفع أنظمة خليجية وغير خليجية للانضمام للركب السائر ضد المصلحة العربية العليا وقضية الامة العربية الأساسية، وهي اغتصاب الصهيونية لأرض فلسطين.

وفلسطين هي واسطة العقد ، فهي التي تربط دول المغرب العربي بدول المشرق، وهي التي تمكن العربي من السفر برا من أقصى بلاد العرب على الأطلسي الى اوروبا وروسيا وايران وحتى الصين، ولذلك بذل الصهاينة كل الجهد والمال اللازم ليشتروا بعد عام 1948، تلك المساحة التي مكنتهم من قطع هذا الطريق بنوا فيها ميناء ايلات ، وضربوا بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد، وتخاذل من باع الى أدنى مستوى الخيانة بسد تلك الطريق، ومن ناحية ثانية “العصفور الثاني”، ايجاد موطئ قدم على خليج عربي كامل هو خليج العقبة ومنه للتحكم “الآن”، بالبحر الأحمر عبر مضائق تيران التي تنازل عنها السيسي لمن سهل على اسرائيل الهيمنة عليها وعلى باب المندب من خلال الهيمنة على عدن وقاعدة سوقطرة العسكرية.

كوشنر يريد أن يمرر صفقة القرن، وأن يضغط على السلطة من خلال الدول العربية ، وليس من خلال البيت الأبيض، والغطاء الجديد الذي يريد طرحه كوشنر أن “على الدولة السائرة في ركاب الصفقة التصفوية”، أن تنشد وبأعلى صوت نشيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن بامكان الدول السائرة في الركب أن تزين الكلام حول الدولة كما تشتهي، وذلك للايحاء بأن الاتفاقات مع اسرائيل لاتعني التخلي عن فلسطين ، وكان ترامب بصفقته قد قال نفس الكلام تغطية لتصفية قضية فلسطين، وقد تحدث هو الآخر عن دولة للفلسطينيين.

والسيد كوشنر تماما كالسيد نتنياهويظن أن العرب قطيع من “البغال”، لا يفهمون ولا يعرفون ولايبحثون ولا يدرسون، ونتنياهو يضيف الى ذلك (كما تحدث عن العلاقات مع الامارات)، ان العرب لا عقول لهم “فقد أعلن أن العقل اليهودي والمال الاماراتي سيمكنان المنطقة من التقدم”، طبعا هذا الكلام سخيف لأن الوقائع تدحض كل هذه الحروب الاعلامية والنفسية والعرب يعرفون أنفسهم، ولهذا يتصدى الفلسطينيون للصهاينة منذ مئة عام ومازالوا لأنهم يعرفون من هم الصهاينة، وماهي أهدافهم، أما أن الفلسطينيين لم ينتصروا عليهم فهذا شأن آخر لأن قوة اسرائيل ليست اسرائيلية بل اميركية، وما تدعيه من تقدم تكنولوجي هو اميركي وليس اسرائيليا، والفلسطينيون يعرفون تماما مستوى الاسرائيلي علميا وتقنيا وعقليا لذلك تجد أنه في المجالات العلمية المتاحة للعرب في دولة اسرائيل المتفوقون هم العرب “خاصة في ميدان الطب”، والهندسة والبناء.

الاوركسترا التي يقودها ترامب تنشد منذ يومين سيمفونية تمسك الدول السائرة في ركاب صفقة ترامب حول التمسك بالحقوق الفلسطينية، وبخاصة “الدولة المستقلة”، وبحث كوشنر مطولا مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حفل اتفاق سلام السلطة الاماراتية مع اسرائيل في واشنطن، وخرج موقف رسمي من العائلة الحاكمة يتحدث عن التمسك بالحقوق الفلسطينية، واقامة الدولة المستقلة.

الوحيد الذي ذكر القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، هو الشيخ عبدالله بن زايد، ولا أدري ان كانت تلك زلة لسان، لكن المعزوفة تجنبت كليا الحديث عن الدولة أي دولة؟.

ترامب قال بالدولة أي دولة دون الصفة ودون الأغوار ودون القدس ودون دولة !!!! اسم ويافطة، ونهب للأرض واستعباد للبشر، وهنا نشير الى أن الرئيس محمود عباس “ابو مازن”، التقط ذلك منذ اللحظة الاولى ، فقد ضغط كوشنر على محمد بن سلمان ليضغط أو (يستخدم المعونة للشعب الفلسطيني أو للقيادة الفلسطينية أداة ضغط ) ، على السلطة للعودة للمفاوضات مع اسرائيل!!، ابو مازن أجاب على ذلك بقوله : ” نحن مستعدون على أساس قرارات الشرعية الدولية ، الثوابت الفلسطينية ، الشرعية الدولية تحدد في 242 انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها في حزيران عام 1967 ، وقرارات تتعلق بالقدس وقرارات اخرى ” .

لانريد من ذكر هذا أن نرحب … كلا بل نريد أن نشير الى أن الوعي لما يخطط موجود .

اجتماعات القيادة ؤدت على ذلك هذا الشكل الجديد لطرح نفس المؤامرة باسم جديد لن يمر على شعبنا ، فنحن نرى يوميا الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا ونرى هدم البيوت ، ومصادرة الأراضي ، والتوسع في الأغوار ، لقد أعطى كوشنر الضوء الأخضر لنتنياهو بأن يسرع بالتوسع الاستيطاني ، ومصادرة الأرض كما يريد دون أن يسمي ذلك ، ضم الضفة وما تقدمت به اسرائيل في الواقع ، هو ضم الضفة عبر أبشع وسائل القمع العنصرية والفاشية الاسرائيلية .

لاشك أن الجميع شاهد اليوم ذلك الفيديو للمسن الذي نجا من قبضات الجنود المتوحشين الذين اعتدوا على مواطن يبلغ 72 سنة من العمر ، وعلى طفل يبلغ 8 سنوات لأنهما يدافعان عن أرضهما ويرفعان علم فلسطين …. قلوبنا امتلأت ، والشعب يغلي ، وسيجد الشعب طريقه …وسيخترع سلاحه ، وسيطرد الغزاة مهما طال الزمن .

* المصدر : رأي اليوم