السياسية – وكالات :

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يقول إنّ اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بالأمس “قد يفتح باباً لتحصين الوحدة الوطنية الفلسطينية”، ويشير إلى أنه “قررنا العمل على أنهاء الانقسام الفلسطيني “.

توجه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، للعدو الإسرائيلي بالقول “من أرض لبنان المقاومة لا مستقبل لك على أرض فلسطين”.

وقال هنية في لقاء شعبي في بيروت إن “عقابنا للعدو الذي ارتكب مجزرة صبرة وشاتيلا وغيرها من المجازر لن يسقط بالتقادم”، مضيفاً أن “انتقامنا لن يكتمل من العدو إلا بعودة شعبنا إلى أرضه وطرد المحتل من كل شبر من أرض فلسطين”.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أشار إلى أنّ لبنان “احتضن الجرح والتزم القضية وقدم آلاف الشهداء إلى جانب الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن أنّ اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، أمس الخميس، “حدد أولوياتنا الاستراتيجية وأولها أننا لن نتنازل عن حق العودة”.

وتابع: “لا تنازل عن أي شبر من أرض فلسطين ولا اعتراف بإسرائيل”.

هنية لفت إلى أنه يجري البحث مع الفصائل عن نقاط التقاء من دون المساس بالثوابت، وذكر أنه “نعمل على تحرير غزة والضفة مع باقي الفصائل في هذه المرحلة من دون الاعتراف بإسرائيل”.

وشدد على أنّ المقاومة خيار استراتيجي للتحرير بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة، كما رأى أنه “تحت ظلال أوسلو حصلت كل الموبقات التي قامت بها إسرائيل”.

ونوه هنية إلى أنّ “حماس تعتمد استراتيجية تراكم القوة وتمارس المقاومة في الساحات المتاحة”، مشيراً إلى أن “شعبنا في لبنان مقاوم طالما يتمسك بحق العودة ويرفض الوطن البديل وانحراف بوصلته”.

وقال هنية إنّ اللقاء اليوم كان في بيروت وغداً سيكون في القدس “ولا قوة في العالم يمكنها منعنا من العودة إلى فلسطين”، مضيفاً أن “صواريخنا كان مداها 15 كيلومتراً والآن يمكنها أن تصل إلى تل أبيب وما بعد بعد تل أبيب”.

وتعليقاً على لقاء الأمس، قال هنية إنّ “ما حصل أمس قد يفتح بابا لتحصين الوحدة الوطنية الفلسطينية”، مؤكداً أنه “قررنا أن نمضي في مسار تفعيل المقاومة الشعبية وتشكيل لجنة للعمل على تطوير منظمة التحرير”.

كما ذكر أنه “قررنا العمل على أنهاء الانقسام الفلسطيني وأثني على موقف الأخوة في فتح والفصائل الأخرى”.

رئيس المكتب السياسي لحماس لفت إلى أنه جرى العمل خلال الشهرين الماضيين من أجل الوصول إلى ما صدر عن اجتماع الأمس. ورأى أنّ “مستقبل ودور شعبنا في الخارج استراتيجي في المرحلة المقبلة”.

وأضاف “سنعمل على بناء كتلة صلبة المنطقة لمواجهة المشروع الإسرائيلي”، معتبراً أنه “هناك محاولة لـ”أسرلة” المنطقة .. ولن ينجحوا في ذلك”.

هنية توجه للاجئين الفلسطينيين في لبنان قائلاً “تشرفنا بدخول المخيمات .. وتعطّرنا برائحة دماء شهدائنا”، مؤكداً أنه “سنبقى مع شعبنا الذي يحاول البعض وضعه في مهاوي الردى وعلى طاولة اللئام” “.

كما أشار إلى وجوب توفير “الحياة الكريمة لاهلنا في المخيمات ولقينا تجاوبا وآذانا صاغية ممن التقيناهم من مسؤولين في لبنان”، كاشفاً عن أنه تم الاتفاق على تنفيذ سلسلة مشاريع لتخفيف المعاناة في المخيمات وحماس قررت تقديم مليون دولار في هذا الإطار.

وختم بالقول “أحيّي المقاومة في لبنان التي مرّغت أنف العدو في عامي 2000 و2006”.

يذكر أنّ الأمناء العامين للفصائل الفلسطينيّة عقدوا أمس الخميس اجتماعاً في السفارة الفلسطينيّة في لبنان، شارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من رام الله، وألقى به كل من عباس ورئيس المجلس السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وممثلي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كلمات، شددت بأسرها على ضرورة إنهاء الانقسام لمواجهة “صفقة القرن” ومخطط التطبيع.

وجاء في بيان صادر عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت ورام الله أنه وفي هذه اللحظات المصيرية من تاريخ الشعب الفلسطيني، والتي تتعرض فيها القضية المركزية لمخاطر التآمر والتصفية، وتجريد الشعب من حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، والقدس المحتلة عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وحقهم في العودة إلى ديارهم الذين هجروا منها على أساس القرار 194، “تأتي المؤامرات والمخططات التي تقوم بها حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية الحالية، من خلال صفقة القرن ومخططات الضم، وتمرير التطبيع المجاني الذي رفضه شعبنا بأكمله”.

وأكد البيان أنه في هذا “الاجتماع التاريخي” المنعقد اليوم (أمس الخميس)، ينطلق الفعل الفلسطيني “على قلب رجلٍ واحد”، وذلك “بمبادرة شجاعة ومسؤولية وطنية عالية من الأخ الرئيس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامين للفصائل، للشروع في جهدٍ وطني مبارك يستجيب للرغبة الوطنية الصادقة، وينسجم مع أهدافنا ومبادئنا ومنطلقاتنا التي تحتم علينا الترجمة الحقيقية لإنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة، وتجسيد الشراكة الوطنية الفلسطينية”.