بسام أبوشريف*

شبح رابين وشبح شارون يحومان حول سرير بنيامين نتنياهو، الذي كان المستفيد الأول والأكبر من اغتيال رابين وشارون بقرارمن الطغمة التي تحكم اسرائيل فعليا وتتخذ قرارات التوسع والضم والبطش وارتكاب المجازر .

من هي هذه الجهة ؟

لا أحد يعرف هذه الجهة بالاسم والمنصب، لكن الجميع في اسرائيل يعلم بوجودها وبقدرتها على التحكم والحكم، والزام السياسيين والعسكريين بقراراتها، والجميع في اسرائيل يعلمون بأن هذه الجهة عنصرية ودموية الوسائل، ولا تتردد في اغتيال رئيس وزراء يخرج عن الخطوط التي ترسمها، والجميع يعلم أن لهذه الجهة علاقات ذات تأثير فاعل وفعلي مع كبار الضباط الاميركيين، خاصة في اللجان الاستراتيجية في البنتاغون ومع ” نادي المال”، الذي يترأسه روتشيلد ويحظى بعضويته ملك القمار ” لاس فيغاس “، وزوجته مريم .

ولم يحظ نتنياهو بنوم هادئ منذ شهور، فقد كان ومازال قلقه يشكل له سبب الأرق، وتشكل له السيناريوهات التي تطغى على أحلامه ( سواء في النوم أو اليقظة )، أسباب الارتجاف من الرعب والخوف مماسيحصل له، وكي ندلل على ما نقول نشيرهنا الى قاعدة عامة أرساها هؤلاءالحكام الخفيين، وهي : – ” تسقط يهودية اليهودي اذا تنازل، أو أعاد لغيراليهودي أرضا يهودية تم تحريرها “، وترجمة هذا القول صرح به كبيرحاخامات اسرائيل قبل موته عند حائط المبكى وبجانبه نتنياهو، وكان هذا قبل اغتيال رابين .

ومن المعروف أن من صلب العقيدة اليهودية قاعدة تقول بأنه يحرم على اليهودي أن يقتل يهوديا، واسقاط يهودية أي اسرائيلي ينسحب من الأراضي التي احتلت عام1967، سوف يعني أن دمه قد هدر، وأن يهوديا آخر يمكن أن يقتله دون أن يكون مذنبا دينيا .

تساءل البعض عن مسارعة نتنياهوفي الادلاء بخطابات وتصريحات متتابعة، وبأعلى صوت لنفي أي شرط أو مطلب فرضته اتفاقية السلام بين الامارات واسرائيل، وركز تحديدا على موضوع ” الأرض “، وللتذكير :-

– أعلن نتنياهو فور نشر خبر الاتفاق المزمع توقيعه أن ضم الضفة لاسرائيل هو مشروعه الباقي، والذي سيتم بعد الاتفاق مع واشنطن على التوقيت .
– أعلن نتنياهو أنه أجل ضم الضفة بطلب من ترامب، الذي لايرى أن التوقيت مناسب.
– أعلن نتنياهو أن ترامب أبلغه ان ضم الضفة ليس أولوية، وانه سيأتي وقته .
– رغم هذه التصريحات التي حاول من خلالها نتنياهو طمأنة ” الجهة الحاكمة “، بأن تحرير ” يهودا والسامرة “، قادم وأنها ستضم لاسرائيل، وان سيادة اسرائيل ستفرض عليها وعلى الأغوار، لكن نتنياهو وكما يبدو لم يكن مقنعا حتى لأعضاء الليكود، ومن المعروف ان الليكود والمعارضة لايختلفان حول ضم الضفة .

وسربت جهات ” معادية لنتنياهو “، في الوسط السياسي الاسرائيلي أنباء عن ملحق سري لاتفاق الامارات يشير الى انسحاب اسرائيل من بعض الأراضي ” حسب صفقة القرن لابقاء يافطة حل الدولتين منصوبة وليست مرفوعة .
توسع نطاق هذه الاشاعة اجتماعيا حتى سارع نتنياهو الى القاء خطاب يعتبر اذلالا للامارات ( أكثر من الذل الذي لحق بها )، وتقزيما لمحمد بن زايد واستعلاء على شعب الامارات والتعامل معهم كأجراء عبيد لدى الصهاينة ماذا قال بيبي ؟

قال بيبي نتنياهو : –
1- اتفاق السلام مع الامارات لايفرض على اسرائيل أي شرط الزامي، انه اتفاق تعاون وليس اتفاقا على خطة السلام العربية المدفونة .
2- لم تعط اسرائيل أي شيء مقابل هذا الاتفاق .
3- لن تنسحب اسرائيل من أي متر من الأرض مقابل هذا الاتفاق .
4- سنضم الضفة في الوقت الذي نقرره لأن الضم قرار اسرائيلي، ولا علاقة لأي دولة به .

لن يردوا عليه بكلمة، بل سيسكتون ويبلعون الاهانات، ويسيرون كالنعاج لتوقيع الاتفاق المجاني، فهو يعطي كل شيء لاسرائيل ولايعطي حتى الامارات شيئا، لماذا أطلق نتنياهو تصريحات لاتطلق في العرف العادي لتوقيع الاتفاقات ؟

فهو في العرف العادي يجازف بردود فعل من الطرف الموقع على الاتفاق، لكنه كان مطمئنا لعدم اقدام الامارات على الرد الطبيعي، وتركها ترد على ايران التي أدانت، وحذرت من اعطاء اسرائيل موطئ قدم في الخليج على أرض وبحر الامارات .
أقدم نتنياهو على اطلاق تصريحاته كي يبعد عن نفسه خطر التصفية داخليا، فأي اعلان عن نية لانسحاب من أرض فلسطينية محتلة سوف يعطي قرار اعدام لنتنياهو …. لقد قتل رابين لانسحابه الشكلي من أجزاء من الضفة وغزة، وقتل شارون لانسحابه من غزة .

وسيقتل نتنياهو اذا انسحب من شبر من الأرض لذلك استنفر ليدافع عن نفسه، وفضح ما ارتكبته الامارات .

* المصدر : رأي اليوم