ليزا جاردنر

تتم الانتخابات الديمقراطية عن طريق صناديق الاقتراع، ويبدأ كل حزب يميني أو يساري بتدشين حملاته الانتخابية لترضي فئات المصوتين، تحت وعود سياسية يدافع عنها كل حزب منتخب, وتستند معظم هذه الوعود على النجاح الاقتصادي وزيادة الإنتاج  وتحسين ظروف اليد العاملة، وهذا ما يجذب الناخب المدلي بصوته للمرشحين، وبما يحقق التنمية المستدامة من خلال ما يعرف بالعرض والطلب,  فطالما هناك طلب على المنتج سيكون هناك بلا شك إنتاج.

يختلف الطلب على المنتجات باختلاف الحاجة في كل زمن فمثلاً  تزدهر صناعة الأدوية في زمن انتشار فيروس كورونا وسيكون هناك طلب على الأدوية واللقاحات, وهنا يبرز السؤال الأهم ما هي الصناعات المربحة في عصر الرأسمالية الحالي؟

تحقق صناعة الاسلحة العسكرية الثقيلة وصناعة الإرهاب صفقات مربحة لبيع الأسلحة بين الدول, فمنذ رئاسة  ترامب لأمريكا في ٢٠١٧ ووعده لشعبه بتحقيق الحلم الأمريكي وجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، لم نر إلا أنه أودى ببلده إلى الجحيم، فقد سهل ترامب الحرب ضد العالم العربي واليمن بشكل خاص, وتكرست هذه الهيمنة بشل حركة اليمن وحصارها منذ ٢٠١٥, لتسيطر أمريكا على الموانئ الاستراتيجية والنقاط الإستراتيجية في البحر الأحمر، وطرق مرور السفن، وإخماد ازدهار اليمن الاقتصادي مما يعود بالنفع على السعودية وحلفائها في المنطقه.

إن تعدي السعودية وحلفاءها في المنطقه ضد السيادة اليمنية أدى إلى العديد من الفظائع و انتهاك لحقوق الإنسان حيث أعلنت هيومن رايتس ووتش أن أكثر من تسعين بالمائة من الغارات السعودية ضد اليمن استهدفت منازل سكنية, مدارس، أسواق، مساجد، مستشفيات، وآبار مياه و بترول، وقصفت مصانع وورش أعمال, وقتلت بوحشية آلاف اليمنيين العزل النائمين في بيوتهم.

هذه الغارات أدت إلى تدمير البنية التحتية الركيكة منذ أيام الرئيس الراحل صالح. لتشل ما تبقى منها, وكل ذلك حدث أمام مرأى ومسمع من العالم, ولم يتصدى للقوات السعودية وحلفائها أحد غير المقاتلين اليمنيين في الجبهات ضد العدوان السعودي لاسترجاع السيادة اليمنية.

لقد دعمت أمريكا العدوان السعودي الشرس بجميع الأسلحة الثقيلة ضد اليمن الأعزل الفقير، وقد أكد التقرير العالمي لعام ٢٠١٩ أن التحالف بقياده السعودية استخدم ستة أنواع من الذخائر العنقودية المحرمه دوليا, والتي تم تصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتان اتحدتا مع السعودية ضد اليمنيين.

تقول منظمة العفو الدولية ”من المذهل والمشين حقاً وجود ذخيرة عنقودية بريطانية أسقطت على منطقه مدنية في اليمن”, ليس غريباً  أن تكون اليمن أرضاً مستباحة لابن سلمان المتعطش للدماء مثل “دراكولا العصر” يتغذى من دمائنا نحن اليمنيين ليلاً ونهاراً  وهناك صمت دولي على هذه المجازر الوحشية، فالنظام السعودي الفاجر يستخدم أرباح النفط والحج للاستثمار في هذه الدول، وخاصة في بريطانيا من خلال شراء الأسهم الاستثمارية الضخمة في السوق الانجليزي، إلى جانب شراء العقارات الباهضة الثمن, هناك تقارير تحدثت عن أن استثمارات السعودية في بريطانيا تبلغ ٩٣ مليار جنيه استرليني.

ويقول السيد ديفيد ويرنج المتخصص في العلاقات البريطانية السعودية في جامعة رويال هولواي ”بأنه يتم تمويل عجز الحساب الجاري للمملكة المتحدة عن طريق النقد السعودي الذي يلعب بدوره في استقرار الجنيه الاسترليني في السوق”، وهذه الاستثمارات هي السبب في أن القوى الغربية تغض الطرف عن المجازر التي تقترفها السعودية في اليمن بالإضافة إلى سكوتهم عن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية.

هذه المأساة المستمرة في اليمن لم تكن لتتفاقم إن لم يكن هناك دعم غير محدود لتحالف السعودية من أهم القوى الإمبريالية الحديثة اليوم وأخص بالذكر المملكه المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدمت هذه الحكومات تدفقاً منقطع النظير للأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً لتسليح السعودية وحلفائها ضد اليمنيين، ناهيكم عن المساعدات اللوجستية والسياسية للمملكة الوهابية وكل ما تحتاجه الحكومة السعودية لمواصلة مجازرها في اليمن وطحنها.

لن نقول سلام الله على الرئيس الراحل صالح فهو من تواطأ مع الحكومة السعودية لأكثر من ثلاثين عاماً لإضعاف البنيه التحتية اليمنية وسلب البلاد قوتها الاقتصادية والسياسية بصورة ممنهجة لإضعاف اليمن أمام القوة السعودية المهيمنة في الجزيرة العربية ولنصل إلى ما نحن عليه اليوم من عناء وشقاء, وقد فهمنا بحق هذه اللعبة ونرفض منهج الهيمنة؛ واليوم سيُغرق الطوفان اليمني السعودية ولن نتوقف عن المطالبة بسيادتنا, فهي حقنا الشرعي كيمنيين وسنقف لكم بالمرصاد وسنقاتلكم حفاة حتى تحقيق النصر المبين.