السياسية – نصر القريطي :

يتبادل الأمريكان الأدوار فيما بينهم في كل قضية يتدخلون فيها من قضايا الشرق الأوسط..

في بلادنا تمتد الأيادي الأمريكية المجرمة لتساهم وبقوة في قتل اليمنيين وحصارهم جنباً إلى جنب إلى جوار القتلة السعوديين والإماراتيين ثم ترتفع بعض الأصوات في العاصمة واشنطن لتندد بذلك الصمت اللا أخلاقي والتساهل مع القتلة محمد بن سلمان وبن زايد..

في وسائل الإعلام وأمام الرأي العام العالمي يظهر هؤلاء المدافعون عن حقوق الانسان وعن صوت الحرية الأمريكي بأنهم ضد الجرائم المرتكبة في بلادنا لكنهم في الحقيقة يقومون فقط بتبييض صفحة مسئولي الإدارة الامريكية ونسب كل الجرائم لآل سعود وعيال زايد..

ما بين الكونجرس والبنتاجون وسيناتورات الـ”كابيتول هيل” و”مجنون البيت الأبيض” حكاية مجرمي حربٍ يتبادلون الأدوار للرقص على انغام جرائم ترتكب بحق شعبٍ وحصارٍ يطال أمّة..

يحاول السياسيون الأمريكان ايهامنا بأن الجريمة الوحيدة التي ترتكبها واشنطن ومؤسساتها السياسية والعسكرية هي السكوت على احفاد الشيطان وليس التواطئ معهم..

ولكن هذه ليست الحقيقة.. الواقع الساطع كشمس الحقيقة يقول أن الضوء الأخضر لهذه الحرب انطلق من واشنطن وأن السلاح المستخدم فيها أمريكي وأن الطيران الذي يقصفنا أمريكي وأن غرف عمليات العدوان يديرها الأمريكان وأن الغطاء الدولي والأممي الذي يدافع عن جرائم تلك الحرب ويعمل على تبييضها هو أمريكيٌ رسمي..

في أكثر من مناسبةً قفزت الى الشاشات الرئيسية والصفحات الأولى لكبريات وسائل الإعلام العالمية قضية اعتراض الكونجرس على صفقات الأسلحة التي يتم تزويد الرياض وابوظبي بها لأنها تستخدم في ارتكاب جرائم حربٍ في بلادنا لكن ما الذي كان ينتهي اليه الأمر على أرض الواقع..

تمر تلك الصفقات من بين أصابع “سيناتورات الكونجرس” ويضغط مجنون البيت الأبيض وجنرالات البنتاجون على الزر الأخضر لتمريرها..

على أرض الواقع كانت تلك الصفقات تمر بسلاسةٍ بل إن الخارجية الأمريكية كانت تتدخل للعمل على تسريع وتيرة وصولها إلى أيادي القتلة..

على هذا الصعيد كشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية عن أن تقرير المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية خلص إلى أن الوزير “بومبيو” لم يكن مذنباً حينما تدخل لتسريع وتيرة بيع السلاح للسعودية والإمارات اللتان تخوضان حرباً في اليمن منذ ستة أعوام..

التقرير أكد اتباع “بومبيو” لإجراءات وصفها بالمناسبة وفق قانون الطوارئ الأمريكي لتسريع تلك الصفقات التي كان من المعلوم انها ستستخدم في جرائم حربٍ في بلادنا..

يبرر التقرير الرسمي الصادر عن المفتش العام بالخارجية الأمريكية تغافل بومبيو ووزارته عن جرائم الحرب المرتكبة في بلادنا بأن “الخارجية لم تقيّم التبعات الإنسانية لإرسال مزيدٍ من الأسلحة للسعودية والإمارات..

هل هو تبريرٌ للجريمة أم اعترافٌ بها أم جرأةٌ ولا إنسانيةٌ أمريكيةٌ ترفعها واشنطن وسياسيوها في وجه الضحايا الذين يسقطون كل يوم جراء استمرار تلك الصفقات الاجرامية..

بالمقابل قال رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الأمريكي أن ثمة تضليل بشأن تقرير المفتش العام للخارجية عن بيع أسلحة للرياض وابوظبي..

وأضاف السيناتور “إليوت أنجل” أن الكونجرس يأمل بأن يلقي التقرير الضوء عن سبب استخدام حالة الطوارئ لتسريع بيع أسلحة للسعودية والإمارات على الرغم من الانتهاكات التي بات معلوماً أن الرياض وابوظبي تمارسانها في اليمن..

هذه إذن هي لعبة شدّ الحبل التي يتبادلها العسكريون والسياسيون الأمريكان لتبييض صفحات واشنطن في كل جرائم الحرب التي يشتركون فيها من اليمن إلى العراق إلى أفغانستان إلى سوريا وليبيا وكل بقاع الأرض..

يدٌ تضغط على عنق الضحية لتخنقها ويدٌ تعمل على إزالة البصمات الامريكية من مسرح الجريمة وفمٌ يتباكى على الضحايا ويندد بالقتلة الذين لم يعد الأمريكان واحداً منهم في وسائل الإعلام ودهاليز الأمم المتحدة على الأقل..!