السياسية – رصد:

ما كشفته مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الرئيس ترامب رفض بشدة طلبا من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز بغزو قطر، ما هو إلا حلقة في سلسلة التأكيدات على نية السعودية الحقيقية وكافة دول الحصار تجاه قطر، وأن المزاعم التي ساقوها لم تكن إلا ذريعة لتبرير الغزو.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الجيش السعودي أعد خطة عام 2017 لغزو دولة قطر، والاستيلاء على حقل الشمال للغاز الطبيعي في قطر، وهو الأكبر في العالم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن السيطرة على حقل الغاز القطري كانت ستجعل السعودية ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بين ليلة وضحاها.

وأضافت الصحفية أن خطة السيطرة على الحقل كانت جزءا من مخطط أكبر لإنهاء النزاعات الحدودية بين البلدين، وفق ما ذكره مسؤولون أمريكيون وسعوديون.

وقالت إن رؤية ولي العهد السعودي للعام 2030 التي تهدف إلى تصدير الغاز، كانت من الأسباب التي دفعته للتفكير في غزو قطر، وأضافت أن مسؤولين أمريكيين أقنعوا السعودية بأن غزو قطر سيكون بمثابة خرق كبير للنظام الدولي.

وتعاني الرياض من صعوبة استغلال احتياطيها من الغاز الطبيعي وغلاء كلفته مقارنة بمنتجين كبار مثل روسيا، ولطالما تعامل المسؤولون السعوديون مع الغاز بوصفه سلعة أقل ربحية من النفط، رغم أن البلاد تختزن خامس أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم.

وأكدت وول ستريت جورنال أن السعودية وحلفاءها لجؤوا إلى حصار قطر بدلا من خطة الغزو، ففي بداية يونيو 2017 قطعت الرياض وأبوظبي والمنامة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية، وأغلقت المنافذ الحدودية البحرية والبرية والجوية تحت ذرائع واهية تبرر مخطط الحصار أو الغزو.

رفض أمريكي

كما كشفت صحيفة “أ بي سي” الإسبانية، عن مخطط لغزو قطر، وتحدثت الصحيفة عن خطة خطيرة لدول الحصار تمولها دولة الإمارات لاحتلال قطر، ولكنها لم تتلق الضوء الأخضر من قِبل واشنطن. وهذه الخطة تؤكد ما ذكره سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في الولايات المتحدة الامريكية أثناء لقائه مع الرئيس ترامب من أن دول الحصار خططت للتدخل عسكريا في قطر وأنه منع حدوث ذلك، وهو الأمر الذي صرح به لاحقا الرئيس الأمريكي ترامب بأنه تدخل لدى الإمارات والسعودية لمنعهما من القيام بعمل عسكري ضد قطر.

وحسب الصحيفة الأسبانية فإن مخطط الغزو كان يعتمد على الآلاف من الجنود المرتزقة من شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية، التي غيّرت اسمها اليوم إلى شركة “أكاديمي”، وهم يخضعون لتدريبات في دولة الإمارات بهدف غزو قطر. لكن لم تحظَ هذه الخطط بالدعم من قِبل البيت الأبيض.

ووفقاً للصحيفة تم الشروع في إعداد خطط الغزو، بقيادة السلطات الإماراتية، قبل إعلان الحصار الاقتصادي والدبلوماسي ضد قطر من قِبل دول الحصار التي ضمّت كلاً من السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، منذ الخامس من شهر يونيو 2017.

ومن المعروف أن سلطات أبوظبي قد استعانت بخدمات الشركة الأمنية الأمريكية “بلاك ووتر” في عملياتها خلال الحرب باليمن كجزء من مشاركتها في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض، بهدف كبح التمرد الحوثي بالبلاد.

في المقابل، طلبت الإمارات خدمات هذه الشركة للقيام بمهمة أخرى تكمن في غزو قطر. ووفقاً لمصادر رسمية، تم تدريب المرتزقة الأجانب في القاعدة الإماراتية العسكرية في ليوا، الواقعة غرب الإمارات، حيث أكدت المصادر ذاتها أن مرتزقة “بلاك ووتر”، قد قاموا بتدريب نحو 15 ألف مرتزق، معظمهم من كولومبيا وأمريكا الجنوبية، لتنفيذ تلك المهمة القذرة.

تمويل إماراتي لخطة الغزو

كما نشر موقع ميمو الكثير من الإيميلات المسربة، المتبادلة بين العتيبة والدبلوماسي الأمريكي السابق إليوت أبرامز.

وأشار الموقع إلى أن العتيبة خلال تلك الرسائل الالكترونية حرض على غزو قطر عسكريا. وأوضح الموقع أنه منذ بدء حصار قطر في الخامس من يونيو 2017، فإن الكثير من الفضائح قد كشفت عن دسائس لم تكف دولة الإمارات عن تدبيرها للنيل من أي شخص أو أي شيء لا ينسجم مع توجهاتها بشأن الأوضاع في الشرق الوسط، أو توجهات حلفائها في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب الاستقرار في المنطقة.

وحسب الموقع طالب العتيبة في إحدى الرسائل أبرامز بضرورة غزو قطر، مشيرا إلى أن السعودية كادت تفعل ذلك هي الاخرى. لكن أبرامز قال: “لم أكن أعلم بذلك. خطير فعلاً!” ثم سأل: “ما مدى صعوبة ذلك؟”.

وأشار العتيبة في رسائله إلى أن عدد سكان قطر من المواطنين يتراوح ما بين 250 إلى 300 ألف نسمة. وأضاف: “أما الأجانب فلن يتدخلوا. فقط تعهد برفع الرواتب، فمن ذا الذي سيقاتل حتى الموت”. وهو بذلك يشير إلى العدد الكبير من العمالة الآسيوية الوافدة في قطر.

ورغم إصرار دول الحصار على أنهم لا يسعون لتغيير النظام في قطر، وأن هذا الخيار لم يكن مطروحا، إلا أن رسائل الإيميلات المسربة تؤكد عكس ذلك تماما، كما أنها تكشف عن وجود شبكة كثيفة من الأكاذيب والدعايات البغيضة التي تغذيها دائرة معادية لقطر داخل واشنطن.

وتظهر الرسائل أن العتيبة كان يسعى لبحث تشكيلة من الإجراءات العقابية ضد قطر، بما في ذلك نقل القاعدة العسكرية الأمريكية في العديد لإجبار قطر على الانصياع لمطالب دول الحصار.

هذه النوايا أكدها ضاحي خلفان، حيث كشف عن السبب الحقيقي وراء قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر لحصار قطر، وهو التمهيد لغزو الدوحة التي تظل حجر عثرة يقف أمام مشاريع دول الحصار بالمنطقة والتي يأتي على رأسها تصفية القضية الفلسطينية والمصالحة مع إسرائيل.

وقال خلفان في احدى تغريداته: “غزو قطر وينتهي كل شيء حتى المصالحة مع إسرائيل”. وبذلك أقر ضاحي خلفان على حسابه بتويتر بأن نية غزو قطر وتهديدها ما زالت فكرة حاضرة لدى دول الحصار حتى بعد أن أفشلتها قطر بالالتفاف الشعبي حول قيادتها.

وتبع تغريدة الخيانة والهذيان بالغزو، تغريدات أخرى في إطار بيع الحق الفلسطيني، قال فيها خلفان: “أعلنها أنا مع السلام الشامل والدائم مع إسرائيل.. وإذا حدث السلام مع إسرائيل وبعد ذلك المصالحة مع قطر.. سأذهب إسرائيل ولن أزور قطر لو قالوا الكعبة فيها”. ليعلن بشكل واضح صهيونته وتفضيل كيان الاحتلال عن بلد خليجي من المفترض أنه شقيق.

وكان خلفان قد كشف أن دول الحصار افتعلت الأزمة مع قطر، لسحب مونديال 2022 منها، وقال خلفان في تغريدة عبر حسابه الموثق على موقع تويتر: “اذا ذهب المونديال عن قطر سترحل أزمة قطر.. لأن الأزمة مفتعلة من أجل الفكة منه”.

تحريض على الغزو

من جانبها كشفت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية أن السعودية كانت قد أوشكت على تنفيذ مخطط غزو قطر، بحسب ما ورد في رسالة إيميل أرسل من حساب سفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة.

وفي سلسلة رسائل إيميل مؤرخة في شهر مايو 2017 جرى تبادلها مع الدبلوماسي الأمريكي إليوت أبرامز، كتب العتيبة يقول إن “غزو قطر من شأنه أن يحل مشاكل الجميع. وإن العاهل السعودي الملك عبد الله كان على وشك القيام بشيء في قطر قبل شهور قليلة من وفاته، في يناير 2015”.

وكان أبرامز يشغل منصب نائب مساعد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وكذلك نائب مستشار الأمن القومي في إدارته. ويشغل الآن موقع زميل كبير لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية. وبعد شهر من تبادل هذه الرسائل عبر الإيميل، أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر عن فرض حصار اقتصادي وسياسي على قطر، بعد اتهامها بدعم “الإرهاب”، وهي التهمة التي ما فتئت قطر تنفيها.

المصدر : صحيفة الشرق القطرية

المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع