ليلى أحمد *

المدقق بردات الفعل عقب التعرض لطائرة مدنية ايرانية في الأجواء السورية من قبل مقاتلات أمريكية يدرك أن الوجع واحد لدى أطراف جبهة المقاومة الذين يواجهون عدوا شرسا واحدا لا يأبه بأي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية في مواجهة خصومه.

التعرض للطائرة المدنية الايرانية نموذج عن الاوضاع الساخنة هذه الايام، ويبدو أن أذرع جبهة المقاومة في حالة وحدة حال في مواجهة العدو، بعد ان حمّلت الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة مسؤولية تداعيات اعتراض طائرة الركاب في الأجواء السورية.

فصائل المقاومة العراقية بأجمعها أدانت العمل عبر ناطقيها وبياناتها وتعرض رتل امريكي ومعسكر آخر للاستهداف بصواريخ الكاتيوشا، وقد اجمعت البيانات على ان هذا العمل الارهابي يشبه تصرفات قطاع الطرق وعصابات الجريمة
و في هذه الباب استنكر المتحدث باسم النجباء العراق نصر الشمري اعتراض مقاتلات امريكية لطائرة ركاب مدنية متجهة من طهران الى بيروت ووصف هذا العمل بتصرفات قطاع الطرق والعصابات و قال: امريكا تتصرف بمنطق العصابات وقطاع الطرق.

ومن اليمن المقاوم أدان المكتب السياسي لأنصارالله الجريمة الامريكية بأشد العبارات، معتبرا هذا العمل اعتداء سافرا وتجاوزا للاتفاقات الدولية، واعقب البيان قصف مركة على معسكر سعودي في خميس مشيط يعتقد ان به مستشارون أمريكيون.

وفي لبنان أدان حزب الله بشدة “العمل العدواني المتمثل بقيام طائرات حربية أميركية بالتهديد والإرهاب ضد طائرةٍ مدنيةٍ الكثير من ركابها من اللبنانيين معتبراً “ما جرى عملاً إرهابياً وأمراً بالغ الخطورة كان يمكن أن يكون له تداعياتٌ لا يعرف مداها على مستوى المنطقة برمتها، ومن سورية وصف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، تهديد الطائرات الحربية الأمريكية مؤخرا لطائرة الركاب المدنية الإيرانية في الأجواء السورية بأنه جريمة مزدوجة، كما صدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانا مشتركا يدين الجريمة.

خلال العقدين الأخيرين، حققت إيران الكثير لحلفائها المقاومين، حزب الله، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وضاعفت التجربة ضد الامريكيين وعملائهم السعوديين في كل من العراق واليمن.

الشهر الماضي قال قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، ان هزائم أمريكا في سوريا والعراق هي نتيجة المقاومة، منوهاً إلى أن محور المقاومة هو في أكثر حالاته انسجاماً منذ أربعين عاماً.

واضح أن محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، وهزائم الامريكيين من نظرة استراتيجية في لبنان وسوريا وفلسطين نتيجة ا قوة محور المقاومة، وأهم سبب لعداء أمريكا للجمهورية الاسلامية هو أنها اختارت مسير المقاومة ونجحت وتمكنت من التغلب على العقوبات.

يدرك أهل المقاومة اليوم أن للمقاومة والصمود ثمن لكن ثمن الاستسلام أمام العدو أكثر بكثير، وها هي السعودية المستسلمة لأمريكا وتقدم الاموال لها وتتخذ المواقف وفق رغبة أمريكا لكنها تتلقى الاهانة أيضاً ويلقبونها بالبقرة الحلوب.

* المصدر : موقع رأي اليوم