آل سعود ..قصة الإلحاد والظلم في الحرم
عبدالوهاب المحبشي*
منذ بناء الكعبة شرفها الله على يد نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، كما ورد في القرآن الكريم: (أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ للطَّائِفِيْنَ وَالْعَاكِفِيْنَ وَالرُّكَّعِ السُّجُوْد)، (وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً للنَّاسِ وَأمْنًا)، فرض في كتابه الكريم كثيراً من الأحكام حول قداسة الكعبة والحرم المكي وأبعد من محيط مكة نفسها، وكذلك أعطى الدين الإلهي حرمة كبيرة للحاج الذي يتجه إلى الكعبة بيت الله للحج، وتناقلت الأجيال في الجاهلية حوالي ثلاثة آلاف سنة بين إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وآلهما وسلم، تناقلت تلك الأجيال رغم جاهليتها حرمة الحرم ومن يَؤُمُّ هذا الحرم..
وبالنسبة للحرم فقد حرّم الله الصيد وقطع الأشجار والقتال في الحرم إلا دفاعاً، وحرم الإخافة وأحكام كثيرة في هذا السياق مفصَّلة في كتب الفقه، كما جعل للحجيج حرمة ولو لم يكن إلا أن يأمر الله أنبياءه الأكرمين بخدمتهم. وتحريم صد الناس عن الحرم، وقوله تعالى: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)، وقوله: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبُهُم الله وَهُمْ يَصُدُّوْنَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُوْنْ)، وقوله تعالى: (وَيَصُدًّوْنَ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ وَعَنِ المَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِيْ جَعَلْنَاه للنَّاسِ سَوَآءً العَاكِفُ فِيْهِ وَالْبَاد)، ثم يقول سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيْهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ)، وهكذا فإن مكانة الكعبة وعظيم قدر المسجد الحرام جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول “إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك دماً ولا يعضد بها شجراً، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فيها فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم” [البخاري: 4295 ]، وحرمة الحرم والمسجد الحرام والحجيج من المعلوم أنه من الدين بالضرورة.
انتهاك حرمة الحرم.. لمحة موجزة تاريخياً
بقيت للحرم والمسجد الحرام حرمة، وللحجيج حرمتهم في جاهلية العرب، حتى جاء الإسلام، ومن أبلغ الآيات والعبر قصة الفيل الذي قصد في ظاهر الأمر هدم الكعبة، وفي باطنه السيطرة على مكة للقضاء على الإسلام في مهده،: لعلمهم بقرب مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك العام، فكان من الآيات أن الله أرسل طيراً أبابيل على جيش أبرهة وفيلته، وكان عبدالمطلب يعبِّر عن إيمانه حين قال لأبرهة (أنا رب إبلي وإن للبيت رباً سيحميه)، ثم أخرج مشركي قريش منها إلى الجبال، وتعلَّق بأستار الكعبة مناجيًا الله سبحانه وتعالى:
يا رب إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبدًا محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
وهي تشهد لعبدالمطلب بالتوحيد مع ما تجلى من الآيات..
ثم بالجملة كل ذلك يعطي فكرة عن عظيم مكانة مكة عند العرب، وقداسة المسجد الحرام، وحمايته، وإكرام الحجيج، وزاد الله الكعبة والمسجد الحرام تعظيماً بعد الإسلام، فلم تنتهك للحرم حرمة حتى حكمِ بنو أمية، وأرسل معاوية بسر بن أرطأة، فسفك دماء الناس في الحجاز واليمن، وأخاف الحجيج، ثم حين استهدف يزيد بن معاوية الحسين عليه السلام في مكة، اضطر الحسين عليه السلام أن يخرج من مكة لعلمه أنهم يبغون قتله غيلة، أثناء الحج، وقال: والله لن أكون أول مسلم تهتك به حرمة الحرم ، أو كما قال.. ثم كانت عادة بني أمية استباحة حرمة الحرم مرةً بعد مرة، فهاجمتها جيوش يزيد بن معاوية سنة 64هـ وكانوا يرمون الكعبة بقذائف المنجنيق مطلية بالزيت، وقد أشعلت فيها النيران حتى احترقت.
فلما هلك يزيد خلال حصار مكة وتوطد أمر ابن الزبير في مكة أعاد بناءها، لكن الجيش الأموي عاد بعد سبع سنين فقاموا بغزو مكة وحاصروها بقيادة الحجاج بن يوسف، ورموها بالمنجنيق حتى احترقت..
تلك الأحداث كانت حُجَّة على أمة الإسلام حين يتجلى حجم انحراف أي حكم في ممارساته التي تصطدم بما لا يختلف عليه اثنان من قيم الإسلام الكبرى التي تعتبر معلومة من الدين بالضرورة، وذلك لأن الحاكم المفسد والمنحرف لا يلبث أن يفضحه الله ويفتتنه ليعلم الناس، ولن يعلم الناس إلا حين تهتك حرمات الله على مستوى قبيح ومقزز وصورة مفضوحة، كي لا يلتبس الحق بالباطل، ولكن الأمة كانت تستكين بعد وضوح إجرام حكامها وبعدهم عن الدين، فيسلطون عليها وتكون المآلات سيئة في الدنيا والدين.
آل سعود
لم يفعل كل حكام المسلمين ما فعله بنو أمية في الحرم حتى جاء آل سعود، ورغم حدوث أحداث في الحرم خلال زمن بني العباس والعثمانيين لكنها لم تكن بحجم ما فعله يزيد والحجاج، حيث هدمت الكعبة على يد الأول ثم على يد الثاني، وفي الحديث آنف الذكر في البخاري قصة تحشيد يزيد على الحرم على يد سعيد بن العاص.. أما آل سعود فقد فعلوا ما هو أسوأ من هدم الكعبة، فكانوا وبدون أي موجب سياسي يهدمون بناءً ويقتلون الحجيج في الحرم وفي خارج الحرم في عدة محطات تاريخية، نوجزها كالآتي:
1 – في زمن الدولة السعودية الأولى فعل آل سعود الأفاعيل من استهداف للحرم المحرَّم وإخافة للحجيج، وحصار مكة المكرمة وتلك قصة يطول شرحها..
2 – في سنة 1340هـ الموافق 1921م ذهب حجاج اليمن لأداء الحج فلما وصلوا إلى تنومة اعترضهم جيش عبدالعزيز آل سعود ، فقتلوهم وهم آمنون، وليس معهم سلاح، وكانوا ثلاثة آلاف حاج يمني، فلم يسلم منهم إلا خمسة أشخاص كانوا في طرف القافلة، فنجوا بأنفسهم هربًا، وسلب القتلة جميع ما كان مع الشهداء من أمتعة ودواب وأموال ولم يَرِفْ لعبدالعزيز آل سعود جَفْنٌ في قتله حجيج الرحمن، وإنما بكل بساطة زعم أن أصحابه اعتقدوا أن الحجاج كانوا غزاة لبلادهم، ولا يخفى دافعهم في السلب ومعتقدهم في التكفير واستحلال الدماء..
3 – ولم يكن هذا فعلهم في شأن أهل اليمن فقط، فقد ارتكبوا مجزرة بحق حجاج الشام فقتلوا منهم مثل ذلك العدد في بادية حوران في الشام، (وقد سمعت مفتي سوريا الدكتور أحمد حسون يذكر هذه القصة على قناة الميادين وتحتاج هذه المادة إلى تحقيق وبحث لتوثيقها للأجيال لتكوين صورة متكاملة)..
4 – في سنة 1343هـ الموافق 1924م استولى عبدالعزيز آل سعود على مكة المكرمة بعد حصارها، واستخدم في قتال أهلها ما قدر عليه من السلاح، ثم بعد انسحاب الشريف علي بن الحسين إلى جدة ألزم أهل مكة أن يعترفوا على أنفسهم بالكفر، وأنهم كانوا كفارًا، وأنهم دخلوا الإسلام على يد عبدالعزيز، وقتل في مكة الآلاف من أهلها..
5 – في شهر المحرم 1400هـ في حادثة قيام جهيمان العتيبي في الحرم المكي داعيًا “أن آل سعود قد أعلنوا كفرًا بواحًا” بولائهم للكفار، ودعا جماعته السلفية المحتسبة إلى الانتفاض ضدهم، وادعى الاعتزاء إلى رجل اسمه محمد بن عبدالله القحطاني، فقام آل سعود بحصار الحرم المكي، وصبوا عليه الغازات الحارقة، ورشوا المحاصَرين فيه، لا فرق بين الطائفتين وغيرهم من جماعة جهيمان، كما ملأوا الحرم بالمياه وكهربوها لقتل مَن بداخله، وشنوا عليه غارات بالطائرات، وقصفوا العاكفين فيه، واستخدموا الإطارات المشتعلة، وكانوا يسقطونها على الناس، ولم يستطيعوا إنجاز العملية بجيشهم السعودي؛ فاستنجدوا بملك الأردن، ثم بالأمريكيين فشاركت قوات من سلاح الهندسة الأمريكية، وتم الاعتماد على شركة فينيل الأمريكية التي مقرها الرياض ولتقوم بتدريب الحرس الوطني السعودي، ثم استعان آل سعود بالألمان وتحديدًا فرقة مكافحة الإرهاب الألمانية، وتبين للألمان أن الجيش السعودي لم يفعل شيئًا ضد جهيمان وجماعته وإنما كان يعتمد على الطيران فقط، وطلب أحد الضباط السعوديين من فهد تخفيف استخدام الدبابات لأنه سيدمر الكعبة، فأجابه فهد “اقطع واخس، إذا خربت الكعبة سنبنيها”، وأخير استعانوا بالفرنسيين، وجاء جنود فرنسيون قادوا العملية ضد المحاصَرين في الحرم فدخلت الدبابات إلى المطاف، وقصفت الطائرات المنارات في سابقة لم تحصل في تاريخ الإسلام، وكان قائد العملية الحقيقي هو الضابط الفرنسي الكابتن بول باريل..
6 – في سنة 1987م في موسم حج 1407هـ وفي ذروة الحرب العراقية على الثورة الإسلامية في إيران قام آل سعود بشن حملة أمنية على الحجاج الإيرانيين، وهم بالآلاف بذريعة هتافهم بشعارات: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، وهم عُزَّل بدون سلاح، فقَتلوا منهم أكثر من 400 حاج إيراني، وجرحوا منهم آلاف، وفعلوا الأفاعيل في مجزرة ليست وراءها أي معركة سياسية أو مبرر في مواجهة حجاج لا يحملون سلاحًا، إلا لمجرد الأحقاد الطائفية، ولإسقاط قداسة المسجد الحرام، وإهدار دم الحجيج، وعدم وضع أي اعتبار لدمائهم..
وقد خَلَّد الأستاذ الشاعر عبدالحفيظ الخزان تلك الفاجعة في قصيدة يقول فيها:
أبادوا ضيوفَكَ تحت النفقْ
فقلت: أعوذ برب الفلقْ
وعدت لنفسي فقلت لها
لهم مثل ذلك فيما سبقْ
أتعني “تنومة”؟ قلت بلى
أما من دماهم تبدّى الشفقْ ؟!
وأهل “العراق” وتلك “منى”
كذا “الفرس” و”الترك” كم ذا احترقْ
ولمّا تصدى لهم منطقٌ
من العالمين ليجلو الطبقْ
تبدّى عقال البعير سدى
يقول القضاء بهم قد غلقْ
رئيس الولايات يتلو القضا
وتلك “الرياض” تقول: صدقْ
“مسيلمة” هاك أحفاده
مليكٌ مفدى يجيد النسقْ
فشقرا تهدي الصليب له
وأخرى تساقيه كأس العرقْ
فآل “نحوسٍ” بغاة الورى
عداة لضيفك يا من خلقْ
فأنقرة تشتكي حالها
و”طهران” تدعو على من مرقْ
و”جاوة” تلبس ثوب الحداد
و”صنعاء” يبدو عليها القلقْ
إلهي فاحفظ دماء الضيوف
من العصبة السوء ممن مرقْ
فأنت الحفيظ وأنت الولي
وأنت المهيمن أنت الأحقْ
وارفق بعبد إليك اشتكى
بحال عبادك عنهم نطقْ
7 – قام آل سعود في سنة 1990م بإطفاء الأنفاق في مكة، وحدث تدافع هائل قُتل بسببه مئات الحجاج، وكانت الحادثة -رغم محاولة آل سعود إظهارها على أنها حادثة عَرَضية وليس متعمدة- لكن معرفة ارتباطات آل سعود واستهدافهم المتعمد للحجيج يظهر أنهم يستهدفون الحجاج بغية جعل الحج مغامرة قد يفقد المسلم فيها حياته، فيقفر الحج، ويكف الحجيج عن التوافد للحج.
8 – في عام 2015م أعلنت مملكة قرن الشيطان حربها على اليمن؛ فقتلت وجرحت عشرات الآلاف في عدوان مستمر حتى الآن “يوليو 2017م”، وكان من أبرز اعتداءاتهم على اليمن منع الحجاج اليمنيين من الحج، وكان السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، قد حذرهم من تسييس الحج، وأن عليهم أن يسمحوا للحجاج اليمنيين، وألا يصدوهم، وأنذرهم -إن صدوا الناس عن الحج- بتعجيل العقوبة، تاليًا قوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيْهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ)، ولكنهم مع ذلك أصَرّوا على منع حجاج اليمن من الحج.
9 – في ذات العام 2015م الموافق ذو الحجة 1436هـ، وفي حادثة مروعة في العشر منه سقطت رافعة عملاقة في صحن الكعبة فقتلت عشرات الحجاج وجرحت آخرين، وأحدثت رعبًا هائلاً وخصوصًا أن آل سعود يتعمدون إبقاء كل معدات البناء دائمًا في كل مكان من محيط المسجد الحرام والكعبة واستمرار العمل والإنشاءات في علو عشرات الطوابق دون مراعاة لوجود ملايين الحجيج، في تصرف مقصود يَنِمُّ عن ضيقهم بتوافد الحجاج، ورغبتهم في أموال الحجاج دون الحفاظ على أرواحهم.
10 – في ذات العام 2015م الموافق يوم عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1436هـ حصل تدافع هائل ومتعمد في منى بدون أي مبرر منطقي يفسر ذلك التدافع، وتعامل آل سعود مع الفاجعة بكل سخرية واستهزاء بدماء الشهداء الحجاج الذين بلغوا أربعة آلاف وجرحى آخرين، فظهرت الجرافات وهي تجرف جثث الحجاج كما لو كانت نفايات من القمامة ولم يتم إسعاف الحجاج لحظة التدافع، رغم إمكان ذلك، وظلت القضية غامضة، وتم التعامل مع جثث الحجاج بإهانة بالغة، وللأسف كانت مواقف الدول الإسلامية متهادنة بدماء أبنائها عدا موقف مرشد الثورة الإسلامية السيد خامنئي الذي استشعر أن إيران وحجاجها الذين استشهد المئات منهم كانوا هم هدف أحداث هذا التدافع، وبالأخص مع وجود رموز في الدولة استشهدوا، رغم سعة المكان المخصص للجمرات بشكل يستحيل معه التدافع..
وانزعجت السعودية من نبرة إيران العالية، وتشَفَّى مطاوعتها في شهداء إيران، وظهروا علانية يقولون إنهم إلى جهنم، وهذا يكشف مدى استحلال هؤلاء المجرمين لدماء المسلمين وأنهم لا يؤتمنون على الحج وعلى دماء المسلمين..
ونشبت أزمة بين إيران والسعودية كانت أبرز أسبابها دماء الحجيج الإيرانيين المهدورة..
تلى هذه المجزرة في يوم العيد إحداث حريق بعد انتهاء الموسم بأيام في مستشفى أسعف إليه جرحى حادثة منى، وجثث الضحايا، للإجهاز على كل أدلة الجريمة وحجم الكارثة ما عزز من عمدية الجريمة، وأنها مدبرة بشكل واضح. وبالأخص عندما تم استثمار الحادثة في العام التالي 2016م في ذي الحجة 1437هـ، عندما تعاقدت مملكة آل سعود مع شركة إسرائيلية لإلزام جميع الحجيج بأن يضعوا شريطًا إلكترونيا ليتسنى مراقبة كل حاج، وماذا يفعل لضمان أمن الحج، وهو في الحقيقة تسليم كامل لإدارة الحج للشركات الإسرائيلية بحيث يكون كل الحجاج تحت أنظار اليهود وتحت رحمتهم، وعُرضة لأن يكونوا ضحايا لكل مؤامراتهم..
إن سياسة التطفيش المتعمد للمسلمين لمنعهم من الحج تجلت في ارتكاب عدة أساليب لا يجيزها الدين، ولم يسبق أن مورست من قبلها، نذكر منها على سبيل المثال كتلخيص لبعض ما ورد وإثراء له:
– إحداث الفجائع والحرائق والضحايا لترهيب المسلمين من الحج، وبشكل متعمد.
– استغلال موسم الحج والعمرة لاصطياد المطلوبين لأمريكا وإسرائيل، أو قتل من لا يمكن خطفهم (حوادث خطف العلماء الإيرانيين مثالاً).
– رفع أسعار الحج بشكل خيالي ووضع شروط تتعلق بتحديد عدد الحجاج لكل دولة بشكل لا مبرر له إلا العمل على تنغيص الحج وصعوبة التمكن منه.
– تحويل مكة المكرمة إلى أبراج هائلة وكتل إسمنتية لا شيء فيها من الروحانية واستحضار العبادة، بل تقديم الأبراج بديلاً عن الكعبة؛ لتصبح مكة مدينة سياحية يقصدها الحجاج لغرض السياحة لا لغرض العبادة.
– تدمير كل ما يشد إلى تاريخ مكة الإسلامي من آثار ومزارات ومعالم تاريخية وطمس آثارها بشكل متعمد سيجعل مكة مدينة جافة لا يشعر المسلم بأي روحانية فيها.
– إغراق مكة في موسم الحج وغيرها ببضائع هائلة كلها من تصنيع شركات إسرائيلية أو أمريكية بحيث لا بديل للبضاعة الأمريكية والإسرائيلية.
– التعامل المهين والمسيء والاستعلائي من قبل كل منظومة النظام السعودي من أعلى مسؤولية إلى أصغر جندي أو مطوِّع، ما يَنِمُّ عن تكبر على جميع المسلمين دون استثناء، فضلاً عن إهانة وإذلال جميع المسلمين المخالفين لهم وتكفيرهم باستمرار.
– فتح المجال لإسرائيل وأمريكا للتحكم في شؤون الحج بذريعة التأمين عامًا بعد عام وبشكل مستفز لمشاعر المسلمين.
– تعمد نشر الإشاعات بخطورة الأمراض في موسم الحج وذلك بالحديث عن أنفلونزا الخنازير حينًا وأيبولا حينًا والكوليرا وكورونا مؤخراً.
– العمل على تسييس الحج والعمرة بشكل أوتوماتيكي وتعمد منع المسلمين من القدوم إلى الحج والعمرة من أي دولة بمجرد اختلاف آل سعود مع تلك الدولة، أو وجود نظام لا يروق لآل سعود في دولة ما، فمباشرة يتم منع الحجاج من تلك الدولة من أداء مناسك الحج.
وقد قام آل سعود في هذا السياق منذ ست سنوات حتى الآن بمنع أبناء الشعب السوري من الحج، وتلاهم أبناء اليمن منذ عام 2015م، 1436هـ، عقب شن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وحتى الآن، كما منعت أبناء الشعب الليبي من الحج قبل حوالي تسع سنوات، وقبلها مرات، كلما كان ينشب خلاف بين القذافي وملوك آل سعود.
وهاهم اليوم منذ سنتين يمنعون الشعب الإيراني من الحج على خلفية افتعال الإشكالات وعدم الإنصاف في مسؤوليتهم عن ضحايا مجزرة منى وإعلانهم العداء لإيران بوضوح، وكانوا قد اتخذوا نفس الإجراء تجاه العراق في فترة ماضية، وحتى في مواجهة الحجاج القادمين من قطاع غزة في إحدى المراحل.. وهم الآن يمنعون المواطنين من دولة قطر من العمرة، وربما سيمنعونهم من الحج هذا العام.
إن ما سبق مجرد أمثلة على التصرفات التي تؤدي إلى غاية واحدة هي منع الناس من الحج.
جدير بالذكر أن الحوادث والمجازر المروعة كانت تحدث تباعًا في عهد فهد بن عبدالعزيز، وبالشكل الذي يوحي بتعمدها خصوصًا أن فترة عبدالله بن عبدالعزيز (2005 – 2015م) خلت تقريبًا من أي أحداث، وإن تجدد تلك المجازر في حق الحجيج في عهد سلمان (شقيق فهد) يدل على وجود أصابع وراء المجازر كانت تتعمد وقوع المجازر، ولم تجد فرصتها في عهد عبدالله كون الأمراء السديريين أقرب لليهود أكثر من غيرهم، ولهذا فكل ما سيفعله اليهود في بيت المقدس ستجده في موسم الحج حاضرًا في الحرم بشكل أو بآخر.
النهاية
آل سعود يتعمدون استحلال كل ما حرَّمه الله في الحرم، وهذا الفعل سيجلب عليهم العذاب ويعجل بزوالهم.
يقول الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي- رضوان الله عليه (ولهذا كانت جريمة كبيرة جدًّا عندما قتلوا العشرات من المسلمين في عام 1407هــ، السعوديون وقع منهم تلك المجزرة الرهيبة جدًا، قتل فيها أكثر من أربعمائة شخص، والله قد حرم قتل صيد حمامة، جعل لها حرمة، حرَّم صيدها، وهؤلاء قتلوا أربعمائة، ولهذا ترى من بعد ما عاد قامت لهم قائمة؛ لأن الله قال (وَمَنْ يُرِدْ فِيْهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ)، تدهورت دولتهم من ذلك اليوم إلى الآن، ولا تتوقع لها أن تنهض، لا تتوقع لها أن تنهض على الإطلاق إلى الأفضل، إنما انحطاط إلى أن تتلاشى وتنتهي بخزي وعذاب أليم، عذاب نفسي، والله أعلم ماذا سيكون من أنواع العذاب، قضية ليست محط اجتهادات ولا تأويلات على الإطلاق..). الدرس السابع من دروس رمضان الكريم – الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي.
وصلى الله وسلم علي سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
* المصدر : الثورة نت