السياسية: نجيب هبة

تستمر أوراق العدوان الخاسرة في الانكشاف يوما بعد آخر فبعد انكشاف الأطماع الإماراتية القديمة في جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية .. ها هي جرائم هذه الدويلة المارقة تستمر ولاتقف عند حد.

هذه الجرائم التي لايمكن أن تسقط بالتقادم ولا حتى بتغاضي العملاء والمرتزقة الذين يسهلون لها ارتكابها، تنوعت من العسكرية إلى البيئية إلى الثقافية إلى الجغرافية..

فهاهم حكام مشيخة الشر الإماراتية وبعد تمكين أذيالهم من مرتزقة المجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة على الجزيرة يخططون لإقامة قواعد عسكرية في الأرخبيل ذي الموقع الجيوسياسي الهام عالميا.

اختلاف عملاء العدوان وتضارب مصالحهم وبروز الصراعات فيما بينهم أصبح عاملا مساعدا في كشف تلك المخططات الاحتلالية العدوانية.. حيث كشف أحد مسؤولي حكومة المرتزقة إن الإمارات تخطط لإنشاء قواعد عسكرية في محافظة أرخبيل سقطرى، بعدما أصبحت خاضعة لـ”سيادة إماراتية كاملة”، على حد قوله.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات لمستشار إعلامي في حكومة المرتزقة على حسابه في “تويتر”. وأشار إلى أن “الإمارات تعتزم فصل المحافظة عن اليمن، وإنشاء قواعد عسكرية خلال الفترة القادمة تحت ذريعة حمايتها من قطر وتركيا”.

كما اتهم الإمارات بـ”السعي إلى التحكم الكامل بالمجالين الجوي والبحري للأرخبيل، والاستيلاء على إيراداته وموارده الطبيعية، ونقل ما يلزمها من نباتات ومعادن وأحجار نادرة إلى أبوظبي”.

وعد من لا يملك لمن لا يستحق:

وأشار المستشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، وعد أبوظبي بتسليم جزيرة سقطرى لها في حال دعمه من أجل انفصال الجنوب عن الشمال والوصول إلى مقاليد السلطة، فضلاً عن دعم الانفصال في الأروقة الدولية، إضافة إلى إقناع الدول الكبرى بالانفصال.

وقال إن أبوظبي تعمل على “توزيع الجنسية الإماراتية على بعض المشايخ والشخصيات البارزة في سقطرى كمرحلة أولى”، على أن يتبعها مراحل.

تبادل أدوار :

وفي 19 يونيو 2020، سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى، بعد قتال ضد قوات الحكومة العميلة إثر انسحاب القوات السعودية والحكومية التابعة لتحالف العدوان وذلك في تبادل واضح للأدوار.

هذه الأفعال العدوانية مستمرة ، رغم كل مايبذل من محاولات لاستعادة مسار تنفيذ اتفاق الرياض الذي يبدو أنه الغائب الأبرز عن كل ما يحدث على الأرض.

تهريب أشجار نادرة :

وفي ذات السياق اتهم المستشار الإعلامي في حكومة المرتزقة، المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بتنفيذ خطة لتسهيل عمليات “تهريب” الأشجار النادرة من جزيرة سقطرى إلى الإمارات.

وقال عبر حسابه على “تويتر” ان “الإرهابي رأفت الثقلي (رئيس ما تُسمى بالقيادة المحلية للمجلس الانتقالي في سقطرى) يوجه المليشيات التابعة له بتسهيل دخول وخروج الإماراتيين والتابعين لهم والعاملين معهم من المنافذ”.

وأضاف: “يأتي هذا في إطار خطة لتسليم المنافذ الجوية والبحرية لدويلة الإمارات؛ لتسهيل تهريب الأفراد، وكذلك النباتات والأشجار النادرة، وتهريب سلاح للمليشيات من الإمارات”.

وجزيرة سقطرى، هي كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر ويحتل موقعاً استراتيجياً في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي، قرب خليج عدن.. على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب البر الرئيسي.

وتعد الجزيرة إحدى “أعظم كنوز اليمن في مجال التنوع البيولوجي، إذ تضم مجموعة مذهلة من الحياة النباتية والحيوانية” وفقاً للموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن.

ويشكل أرخبيل سقطرى نظاماً أيكولوجياً بحرياً مستقلاً، ويمتاز بأهمية بيئته الفريدة والتنوع البيولوجي، كما أن الجزيرة تعد من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، وتعد موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة.

وتتنوع الحياة النباتية في سقطرى بشكل مذهل، إذ تضم أكثر من 900 نوع من النباتات  المعروفة في الجزيرة. ولعل أبرزها هي شجرة دم الأخوين، والتي تعرف أيضاً بدم العنقاء

وهي من أبرز معالم سقطرى، وتشتهر بعصارتها الصمغية الحمراء ولها استخدامات طبية متعددة وعُرفت بين القدماء باسم “سينابار”.

وسبق أن حذر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، في أكتوبر الماضي من عمليات نهب منظم تستهدف بشكل أساسي شجرة “دم الأخوين”، وهي تُعرف أيضاً بـ”دم التنين”، وموطنها جزيرة سقطرى فقط.

وصنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” في 2003، سقطرى إحدى المحميات الطبيعية الحيوية، وأدرجتها عام 2008 كأحد مواقع التراث العالمي، بفضل تنوعها البيولوجي الحيوي الاستثنائي.