السياسية – تقرير هناء السقاف:

لا يزال النظام السعودي وكما عهدناه منذ احتلاله لجزيرة العرب بمساعدة أعداء الاسلام يستهدف ابناء اليمن وأراضيه، عدوان على مر الزمن منذ اعلان اقامة الدولة السعودية وتسميتها بالمملكة العربية السعودية وهي بعيده تماما عن العروبة والقيم الانسانية والدينية وكان اخر عدوان ولا زال قائم  ما يسمى” بالتحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن”.

هنا سنتناول في هذه الزاوية القليل من العداء السعودي على المغترب أو المقيم اليمني والإجحاف في حقه داخل المملكة في حين انه لم يكتفي بمحاربته داخل وطنه وتشريده واغترابه بل تسلط عليه خاصة في المهن البسيطة بعد قرارات السعودية لمعظم الأعمال فيما اضطر كثير من العمال اليمنيين إلى العودة لبلدهم  وهو ما فاقم مأساة كثير من العائلات في ظل الوضع الكارثي باليمن.

يقول الوكيل المساعد لشؤون المغتربين علي المعمري في حديث لـ”السياسية” ليس جديدا أو مستغرب على السلطات السعودية هذا العمل المشين باستهداف اليمنيين في أراضيها  لمزيدا من الضغط والإذلال للمقيم اليمني  ومحاولة تشويه صورته أمام الرأي العام السعودي وغيره ونشر الكثير من الصور الكاذبة عبر الإعلام السعودي ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف المعمري أحيانا يتم تنزيل مقاطع فيديوهات لحالات شاذة يتم تعميمها على أنها سلوك عام لليمنيين رغم معرفة الجميع بما يتمتع به المغترب اليمني من اخلاق عاليه وأمانه وحسن سيرة وسلوك في كل بلدان المهجر وليس في السعودية فقط.

وأوضح الوكيل المساعد” ان استمرار منهجية السلطات السعودية في محاربة كل ما هو يمني نابع عن حقد في نفوسهم وشعورا بالنقص أمام اليمني الذي يعمل بجد وأمانه ويتعامل بأخلاق رفيعة بعكس المواطن السعودي الذي يعرف الجميع مدى اتكاليتهم على الغير، والكثير من المواطنين والمقيمين في السعودية يعرفون جيدا مدى مايتمتع به اليمني المقيم من إخلاص وأمانه وهناك القليل ممن ينجر مع الإعلام السعودي في تشويه صورة اليمني المقيم.

ويؤكد علي المعمري بقوله “إننا في وزارة شؤون المغتربين نستهجن ونستنكر مثل هذه الامور التي تقوم بها السلطات السعودية وإعلامها تجاه المغترب اليمني ومحاولة استهدافه والتقليل من شأنه رغم أنه من كان له الفضل في نهضة السعودية في مجال البنية التحتية منذ عقود من الزمن ويشهد للمغترب اليمني كل منصف بذلك وهذا الاستهداف يأتي استكمالا للعدوان السعودي على اليمن وكل ما يمت لليمن ارضا وإنسانا بصله.

تشير التقديرات إلى أن عدد اليمنيين في السعودية يتراوح بين  1,5 مليون ومليوني مهاجر يمني، ومن هنا تبدأ  سياسة استهداف السلطات السعودية لهم أو ما تبقى منهم من خلال المس بسمعتهم وبث الكراهية والحقد في نفوس المواطنين السعوديين الذين لا يزال البعض يتعاون أو يتعاطف مع هذا الشعب وسنبدأ مما تم تداوله مؤخرا في وسائل الإعلام السعودية الايام الماضية عن مقتل الشيخ مسفر القحطاني أحد أكبر زعماء قبيلة قحطان في عسير وتلفيق الجريمة لمغترب يمني ادعت السلطات هناك أنه طاهي طعام يعمل لدى الشيخ.

ورفض ناشطون تلفيق التهمة  للمقيم اليمني.. معتبرين أنها محاولة للتغطية على تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصفية الشيخ مسفر، فيما اتهم معارضون سعوديون ولي العهد السعودي  بالوقوف خلف مقتل القحطاني.. نافيين صحة المعلومات التي تداولتها بعض وسائل الاعلام السعودية، حول اتهام طباخ يمني كان يعمل لديه، في ارتكاب الجريمة. واعتبروها “مجرد تظليل للرأي العام السعودي لذر الرماد في العيون وأبعاد التهمة عن النظام القمعي في المملكة.

ومن الملاحظ هذه الفترة ايضا انتشار العديد من مقاطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي لشبان يسيئون التصرف في عدة أوجه سواء على الصعيد الاخلاقي و الاجتماعي و الإنساني أو حتى الجنائي ليعلن بعد ذلك انهم يحملون الجنسية اليمنية في استهداف ممنهج لخلق رأي عام يبدأ بعد ذلك بسيل من الشتائم والسب والمطالبة بترحيل اليمنيين من بلدهم.

حتى موسم الرياض الترفيهي لم يسلم اليمنيون منه فمعظم المخالفات التي حدثت فيه أو الأحداث التي سلطت عليها الأضواء عليها كان لهم النصيب الاكبر فمؤخرا اصدرت  محكمة سعودية بإعدام رجل قالت إنه يمني ينتمي لتنظيم القاعدة بتهمة طعن أعضاء في فرقة استعراضية خلال تقديمهم لعرض في مدينة الرياض في نوفمبر الماضي، حسب وسائل إعلام سعودية.

في خضم  ذلك، أوضح وكيل وزارة حقوق الإنسان حميد الرفيق لـ “لسياسية” أن السعودية كما يعلم الجميع بنت اقتصادها على أكتاف مئات الآلاف من العاملين المغتربين اليمنيين ورغم كل ذلك النجاح التي وصلت إليه السعودية من العمالة اليمنية من المغتربين إلا أنها لم ترع الجميل بل سعت وبكل شراسة في عام 1990 بارتكاب عقاباً جماعياً بطرد مليون مغترب يمني بسبب تأييد النظام في صنعاء للغزو العراقي للكويت، ومن بقى من المغتربين اليمنيين فرض عليهم قانون الكفالة والتي تعد نوعاً من انواع الاتجار بالبشر والتي تأتي مخالفة لكل قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

وقال الرفيق إنه منذ 26 مارس 2015م، يتعرض المغتربون اليمنيون بالسعودية لانتهاكات جسيمة حيث تقوم  السلطات السعودية بمعاملة  اليمنيين بطريقة مهينة وغير إنسانية ولا أخلافية، ومؤخراً قامت السعودية بتلفيق قضايا لعدد من المغتربين اليمنيين تتعلق بقضايا  أخلاقيه واجتماعيه وجنائية، وسعت إلى بث الحقد لدى مواطنين سعوديين ليطلبوا بعدها بترحيل المغتربين من السعودية، بحجة تلك الأعمال الملفقة ضدهم أو بحجة سعودة الوظائف والاستغناء عن اليمنيين.

وأكد الوكيل المساعد” ان لدى وزارة حقوق الإنسان آلية وطنية لاستقبال شكاوى وبلاغات كل الافراد الذين انتهكت حقوقهم حتى وإن كانت في خارج الوطن والقيام بمخاطبة الجهات الرسمية كوزارة الخارجية بشأن اتخاذ ما يلزم لدى السعودية ، ومخاطبة المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة كالمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة الهجرة الدولية للقيام بمسؤولياتهم في حماية المغتربين من اضطهاد وتعسف السعودية في حق المغتربين اليمنيين.

ووجه حميد الرفيق نصحه للمغتربين بأن لا ينسوا انهم يمنيون يعتزون بيمانيتهم وألا ينذلوا أو يتهاونوا من ابتزاز وقذارة أعمال السعوديين وسلطة السعودية في حقهم ، وأن عليهم أن يعودوا إلى وطنهم لحمايتها من دنس الكيان السعودي الغاصب لكل ثروات بلادنا وخيراتها ومنها الكرامة التي يريدون منا أن ننزعها ونتخلى عنها، وعليهم ان يقوموا بمخاطبة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية كالمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة الهجرة الدولية العاملة في السعودية أو في اليمن أو في دولة أخرى  لاتخاذ الإجراءات الدولية في حق السعودية ومواطنيها.

واسرد في عدة نقاط معلومات حول هذا الموضوع أهمها:

أولا: أن هذه الممارسات التي اقدمت عليها السعودية  تعد مخالفةً لاتفاقيه “الطائف” 1934 واتفاقية “جدة” 2000م والذي ثبت فيها بأن  يحظى اليمني بحقوق تضمن له حرية الدخول والحركة والعمل في السعودية.

ثانياً: أن هذه الاعمال لا تخدم السعودية في الدرجة الاولى بل تخدم امريكا والكيان الصهيوني اللذان اوعزا للسعودية الاستغناء عن المغتربين اليمنيين بأي شكل من الاشكال حتى ولو بالإساءة إلى أخلاقهم وأعراضهم أو ما شابه.

ثالثاً: يريدون من ممارستهم لهذه الاعمال البشعة في حق المغتربين اليمنيين الضغط على قيادة الثورة وحكومة الانقاذ الوطني ويحاولون بهذه الطريقة الوصول إلى انتصارات لم يستطيعوا تحقيقها بالعمليات والهجمات العسكرية.

رابعاً: تريد السعودية تشويه سمعة أبناء الشعب اليمني المغتربين لديها بحيث ينتشر السخط الكبير والواسع مما يؤدي إلى فقدان الكثير منهم لأملاكهم وأموالهم دون انصافهم من السعودية وهذا ما حدث لكثير من القضايا التي سمعناها ووصلت إلينا والتي توضح بأن عدد من الكفلا السعوديين ينهبون المغتربين ولا يعطونهم حقهم من الاموال التي ادخارها لدى كفيله.

وبهذا وبما تم ذكره ولم يذكر في التقرير فإن النتيجة هي واحده أن آل سعود سيستمر حقدهم على الشعب اليمني إلى أن تنتهي ولايتهم وتسلطهم على الأمة العربية والإسلامية حتى وأن حاول إخفاء شعلة كراهيتهم برماد المحبة والسلام المزعوم لأبناء اليمن الشقيق كما يسميه في المحافل الدولية فما يظهر للعيان هو خلاف ذلك في جميع النواحي، ولربما  لو كانت قضية الصحفي جمال خاشقجي لم يتم كشف الجناة فيها وفضحهم لكان النظام السعودي اتهم فيها يمنيين والصق تلك الجريمة بهم وشن حملة تحريض عليهم.