السياسية – تقرير: عبد الخالق الهندي

تحتفل بلادنا وسائر بلدان العالم غد الجمعة، باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها الذي يصادف الـ 26 من يونيو من كل عام.

اعتماد المناسبة

في عام 1987م، قررت الجمعية العامة تخصيص يوم 26 يونيو يوماً عالمياً لمكافحة المخدرات، لما لها من مخاطر جسيمة تهدد العالم، وتمثل ظاهرة تلقى مقاومة شديدة من الحكومات لمنع انتشارها، وتم اعتماد هذا التاريخ بالتزامن مع ذكرى تفكيك تجارة الأفيون في هومين تاون، وغوانغدونغ، قبل حرب الأفيون الأولى في الصين.

ويهدف الاحتفال العالمي السنوي إلى حث الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم، بزيادة الوعي بالمشكلة الرئيسية التي تمثلها المخدرات غير المشروعة في المجتمع، وتعزيز العمل الدولي لإيجاد مجتمع عالمي خال من المخدرات.

وبحسب تقرير المخدرات العالمي للعام 2019م، فإن 35 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من اضطرابات مرتبطة بتعاطي المخدرات بينما يتلقى العلاج 1 فقط من كل 7 أشخاص في العالم.

شعار المناسبة هذا العام

حددت الأمم المتحدة شعارا للمناسبة أطلقت عليه “معرفة أفضل لرعاية أفضل” ويؤكد موضوع اليوم العالمي لمناهضة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع لعام 2020 على الحاجة إلى تحسين فهم مشكلة المخدرات العالمية، وكيف ستؤدي المعرفة الأفضل بدورها إلى تعزيز تعاون دولي أكبر لمواجهة تأثيرها على الصحة والحكم والأمن.

ويشجع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جميع الأفراد والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص والدول الأعضاء على الاحتفال بهذه المناسبة والمشاركة في حملته على وسائل التواصل الاجتماعي، ويدعوهم إلى الاستفادة من الموارد التي أتاحها لذلك الغرض.

تأثيرات المخدرات

عند الحديث عن مكافحة المخدرات ولا بد أيضا من الحديث عن دور المؤسسات الشاملة لعلاج مشكلة المخدرات والقضاء عليها بسبب أضرارها الكثيرة على صحة الإنسان، إضافة إلى تأثيرها على مظهره وعلاقاته الاجتماعية وحياته الأسرية وأحيانا تسببها في الوفاة لمن يتعاطاها.

حيث تؤثر المخدرات على الجهاز العصبي إذ يفقد المدمن السيطرة على نفسه ومن الممكن أن يصل الأمر لإصابته بالعدوى بالفيروسات مثل الإيدز أو التهاب الكبد الوبائي بسبب مشاركة الآخرين في استخدام الأدوات الملوثة للتعاطي.

كما تؤثر المخدرات على الكبد بسبب تراكمها فيه وعدم قدرة الجسم على التخلص منها مما يؤدي إلى تليف الكبد.

وتؤثر المخدرات أيضا على الحالة النفسية للمتعاطين فقد تظهر عليهم الهلوسة والاضطرابات السلوكية والقلق والاكتئاب والغضب السريع.

وفيما يتعلق بالمرأة الحامل، تنتقل المواد المخدرة من الأم إلى الجنين أثناء الحمل فقد تؤدي إلى الإجهاض أو إلى التشوهات الخلقية وكذلك تنتقل بالرضاعة الطبيعية، مما يجعل الأطفال عرضة للتشنجات العصبية وسرعة الغضب والتهيج.

التوعية بأضرار المخدرات

بعد ذكر الاضرار بالمخدرات لا بد من التوعية للابتعاد عنها وعن تعاطيها وتكثيف التوعية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وألا تقتصر التوعية على اليوم العالمي الذي يصادف 26 يونيو فقط، ولكن يجب أن تمتد إلى كل أيام العام حتى يستطيع المجتمع حماية نفسه من المخدرات وحماية الشباب خاصة من تعاطيها لبناء مجتمع صحي متكامل.

الإمارات ودورها في نشر وتجارة المخدرات في المحافظات المحتلة

تأتي المناسبة هذا العام في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن بسبب العدوان والحصار والاحتلال في المحافظات الجنوبية وعلى رأسها العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن.

حيث عمدت دويلة الاحتلال الإماراتي منذ وصولها إلى المحافظات الجنوبية في العام 2015، إلى نشر كل ما يتعلق بتدمير المجتمع اليمني وخصوصا الشباب، وقد ساعدها في ذلك الوضع  الأمني المنفلت ووجود مرتزقة ومليشيات تستخدمها لتنفيذ كل سياستها الإجرامية بحق الشعب اليمني وخصوصا أبناء المحافظات الجنوبية.

وفي هذا الصدد، تقوم قوات الاحتلال الإماراتي ومرتزقتها بتوزيع المخدرات بكافة أنواعها والأخطر من ذلك أنها قامت مؤخرا بزراعة أنواع من الحبوب والحشائش المخدرة التي جلبتها من دول جنوب شرق أسيا بهدف إنشاء سوق جديد لها لتجارة المخدرات والعمل على تحويل جزء من هذه التجارة من سوقها الدولي دبي إلى العاصمة الاقتصادية اليمنية عدن وذلك لموقعها الهام والاستراتيجي في الخط الدولي.