عيسى محمد المساوى —

وزارة الدفاع السعودية والاستخبارات العسكرية وقاعدة الملك سلمان الجوية ومواقع عسكرية في جيزان ونجران، جميعها كانت أهدافاً لعملية توازن الردع الرابعة التي نفذتها صنعاء في أول ساعات الثلاثاء الماضي بحسب بيان العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم قوات صنعاء المسلحة، وإلى جانب هذه العملية الأوسع والأكبر على الاطلاق في أهدافها ونتائجها لم تنس صنعاء أن ترسل معها تهديدات ملؤها الثقة اتصور أن النظام السعودي المرتعدة فرائصه كما لم يحصل من قبل قد وعاها جيدا وهو يتلقى الضربات المهينة إلى حد كبير، الأمر الذي أجبره على ابتلاع تلك الصفعات المتتالية ومؤاثرة السلامة على أي حماقة جديدة ستكون تبعاتها أشد وأنكى، إنه موقف العاجز حين تعييه الوسائل ولا يجد الناصر والمعين على امتداد رقعة تحالفاته وأدواته سوى مجموعة من الانتهازيين.

صواريخ ذو الفقار وقُدس التي توحي أسماؤها ومواصفاتها بأنها صُممت لاستهداف الكيان الإسرائيلي كانت في صدارة عملية توازن الردع الرابعة التي استهدفت الرياض، وكأن صنعاء تريد أن تقول في رسالة غير مباشرة أن لا فرق بين الكيان الإسرائيلي والكيان السعودي المتحدان في تدمير المنطقة والاستهداف الممنهج لتشويه الإسلام وتصفية القضية الفلسطينية، ويجب أن تتحد القوى الحرة في مواجهتهما، وهنا يجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الرسائل يجعل النظام السعودي مسكونا بفوبيا بالستيات صنعاء التي تعني لرموزه كابوسا يوميا قد يكتب الفصل الأخير في حياتهم.

صفعات متتالية تلقتها السعودية في ضربة نوعية واحدة هشمت وجه المملكة المرهوب منذ النشأة وألحقت دماراً كبيراً بما تبقى من اعتبار ومكانة امبراطورية آل سعود التي لعبت دور الدولة القائدة على مستوى المنطقة لعقود من الزمن وحولها العدوان على اليمن إلى المملكة العجوز المستباحة حدودها وأجوائها وعاصمتها وأهم قلاعها الحصينة.

إن القيمة الحقيقية لاستهداف وزارة الدفاع السعودية وجهاز الاستخبارات العسكرية لا تقاس بحجم الأضرار الماديه والبشرية بل تقاس بحجم الانهيار الكبير للقيمة السياسية والعسكرية لهذه القلاع العتية التي صنعت أسطورة المملكة التي لا تهزم ومكنت النظام السعودي من التحكم بمصير الدول والشعوب العربية، فحين نتحدث عن وزارة الدفاع السعودية نتحدث عن واحدة من أكبر الموازنات العسكرية في العالم وعن احتلال السعودية للمرتبة الثالثة عالمياً في الانفاق العسكري بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين منذ بدء العدوان على اليمن، وحين نتحدث عن جهاز المخابرات السعودية نتحدث عن أسوء جهاز استخباراتي مسئول عن صناعة وتمويل أخطر المشاريع والمؤامرات التي الحقت دماراً هائلاً بدول وشعوب المنطقة خدمة لمصالح قوى الاستكبار العالمي، وما نشاهده اليوم من حروب في المنطقة وسعي حثيث لتصفية القضية الفلسطينية ليس إلا أحد الأمثلة على نوعية المشاريع التي تصنعها وتمولها المخابرات السعودية.

من هنا تبرز الأهمية الكبرى لعملية توازن الردع الرابعة التي كانت عملية نوعية بكل المقاييس تؤسس في تقديري لمرحلة جديدة ستشهد تحولات جذرية سواء على مستوى الصراع مع تحالف العدوان على اليمن أو على مستوى الصراع في المنطقة ككل.

كاتب يمني

رأي اليوم