السياسية :مجيب حفظ الله

    يفاخر إعلام العدو الصهيوني هذه الأيام بحجم المهرولين نحو التطبيع.. وتقود الإمارات هذا التوجه المشين وهذا الخط الأسود على جبين العرب والمسلمين..

ولأن “أبوظبي” باتت الوكيل الحصري الأول لكل الراغبين في الارتماء في احضان اسرائيل فإن أدواتهم في كل الدول العربية تسير على خطاهم بل وبصورةٍ أكثر خزياً من الإماراتيين انفسهم لأنهم يساقون إلى التطبيع كما تساق البعير..

   من السودان إلى ليبيا واليوم في جنوب اليمن تبدو أذرع الإماراتيين وهي مستعدةٌ ليس فقط للتطبيع مع “كيان الاحتلال الصهيوني” بل وحتى الخروج من دين الله أن أوعز لهم “محمد بن زايد” بأن يفعلوا ذلك..

 دأبت الأبواق الرخيصة للانفصاليين على تلميع الإمارات وكل توجهاتهم في المنطقة لكن أن يصل الحال بهؤلاء للمجاهرة بالتطبيع مع اسرائيل باسم جزءٍ من اليمنيين فإن ذلك خطٌّ أحمر لا يدرك هؤلاء أنه يضع اقدامهم على حافة الهاوية ويسوقهم مبكراً إلى مزبلة التاريخ..

 على هذا الصعيد كشفت صحيفة “اسرائيل اليوم” عن عقد ما وصفته بالـ”اجتماعات السرية” بين ممثلين عن الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتياً وممثلين عن حكومة الكيان الصهيوني..

 خبرٌ مؤلمٌ على الرغم من إدراكنا بأن هذه الأدوات الرخيصة لديها الاستعداد لتقدم على كل شيء فهي باعت نفسها منذ اليوم الأول لـ”بن زايد” ومضت كما يقال شيكاً على بياض لبيع “أبوظبي” كل مواقفها وقيمها وأخلاقيتها..

 في تقريرها الحديث الذي عنونته بـ”صديق سري جديد لـ(إسرائيل) في اليمن” نقلت صحيفة “اسرائيل توداي” عن مصادر متعددة في حكومة الكيان بأن تل ابيب تجري اجتماعات سرية مع من وصفتها بالحكومة الجديدة الموجودة في جنوب اليمن..

  واضافت الصحيفة العبرية بأنه “بينما يعلن ميناء عدن الاستقلال عن اليمن فإنه يلقي بنظرة ودية إلى الدولة اليهودية”..

من الصعب هنا أن نصف كيان الاحتلال الصهيوني بالوقاحة لأن هؤلاء جادون في المضي قدماً في الطريق الذي رسمه “تيودور هرتزل” وقادة الصهيونية العالمية قبل أكثر من قرنٍ من الزمان.. لكن الوقاحة الحقيقية هي التي تصدر عن هؤلاء المرتزقة الذي لا وزن لهم في ميزان المبادئ والثوابت والقيم العرب والإسلامية بل والانسانية..

  تنقل الصحيفة العبرية تغريداتٍ للمدعو هاني بن بريك يمجد فيها اقدام بعض الدول الخليجية على اقامة علاقات تطبيعٍ مع كيان الاحتلال الصهيوني.. بل إن هذا الملتحي يفتح لنفسه أبواب الفتوى على مصراعيها بلا ضوابطٍ أو محددات ويعلن بأن “الإلتقاء بالإسرائليين وعقد الصلح معهم ليس حراماً”..

   من المؤلم أن يتحدث اي فصيلٍ سياسيٍ أو ميليشاويٍّ يمنيٍّ عن التطبيع مع اسرائيل لكن هذا هو سلوك من باعوا أوطانهم للشيطان وأحفاده وليس المقطع الذي يظهر جلوس وزير خارجية المرتزقة بجوار مجرم الحرب “بنيامين نتنياهو” وهم يتبادلون الابتسامات عنّا ببعيد..

  لهؤلاء الأدعياء نقول: أنتم لا تمثلون إلّا أنفسكم الرخيصة التي بعتموها من “الإمارات والسعودية” أما اليمنيون فإنهم على مختلف مشاربهم وانتماءتهم يرفضون كيان الاحتلال بشكلٍ مطلق ولن يأتي بإذن الله اليوم الذي يضعون أيديهم في أيدي مجرمي الحرب الاسرائيليين..