مجيب حفظ الله —

تستمر الإمارات في لعبتها التآمرية المفضوحة في الموانئ والبحار اليمنية.. من عدن إلى سقطرى الى الساحل الغربي إلى الجزر اليمنية في البحرين “العربي والأحمر” تمتد يد التخريب الإماراتية الساعية للتمدد اللا مشروع على حساب التاريخ والجغرافيا..

ليست حادثة واحدة أو معركة واحدة التي تشعل أبوظبي نيرانها عبر أذرعها التي تدعمها بدءاً بتوظيف الإخوان ولاحقاً العمل على ضربهم والتخلص منهم مروراً بالانفصاليين في المجلس الانتقالي الجنوبي وصولاً إلى توظيف أسمرة والقاعدة الإماراتية في مدينة عصب الإريترية للعمل على زعزعة الأمن في جزر البحر الأحمر.

آخر فصول الفوضى الخلّاقة التي تمارسها أبوظبي في بلادنا تأتي هذه المرة من حليفها الأفريقي “أسياس أفورقي” الذي تحركه كيفما تشاء مقابل سراب الوعود وحفنة من تراب الدراهم..

تناقلت وسائل الإعلام الدولية خبراً شذَّ عن خط سير ما يجري هذه الأيام في المنطقة وبدا وكأنه يسبح عكس تيار الأحداث الإقليمية.

هجومٌ اريتريٌ سافرٌ على جزيرة حنيش اليمنية واختطافٌ جماعيٌ دولي لمئات الصيادين بصورةٍ استفزازية ولا أخلاقية.

الاعتداء الاريتري هذه المرة يأتي بإيعازٍ وتمويلٍ إماراتي لهذا النظام الذي لم يتعلّم على الإطلاق درس تسعينيات القرن الماضي الذي استعدنا فيه السيادة اليمنية عبر التحكيم الدولي الذي اثبت يمنية كل الجزر التي اعتدت عليها اسمرة آنذاك.

اليوم تمارس اريتريا دوراً لا أخلاقي ويسمح “أفورقي” لنظامه أن يكون مرةً أخرى بندقيةً في يد حكام الخليج مقابل سراب الوعود.

تؤكد “وكالة الأناضول التركية” أن الموجة الجديدة من العدوان الاريتري على السيادة اليمنية يـأتي بتوجيهٍ وتمويلٍ إماراتي كامل.

يقول محللون سياسيون أن أبوظبي تسعى عبر ضرب الاستقرار في جزر البحر الأحمر إلى خلق بيئةٍ غير مستقرةٍ تبرر حالة السطو المسلح الذي تحاول أبوظبي أن تسرق عبره جزيرة سقطرى.

قد تكون هذه العبارة غير دقيقةٍ لفظياً لكنها سرقةٌ حقيقيةٌ مكتملة الإركان تلك التي تمارسها الإمارات على أرض الجزيرة الفريدة التي تستحق بحق أن تضاف بكل جغرافيتها وتاريخها وطبيعتها لعجائب الدنيا السبع.

مسارعة أبوظبي لقيادة وساطةٍ للإفراج عن سبعة جنود إريتريين تم القبض عليهم في المياه الإقليمية اليمنية أو فوق أرض جزيرة حنيش الكبرى يؤكد أن كل هذه الهجمة البربرية الاريترية الجديدة تم الاعداد لها في غرف عمليات العدوان في أبوظبي وبمباركةٍ سعوديةٍ رخيصة.

ويبقى السؤال الأبرز المطروح على هذا الصعيد إلى أين يمكن أن تصل أسمرة ومن وراءها أبوظبي في هذه المعركة السيادية التي تظهر فيها حكومة الفار هادي التي تصف نفسها بالشرعية وهي متفرجةٌ كليَّةً على ما يجري في سماءنا وبحورنا وجزرنا؟.

هل سيكتفي هؤلاء بالمناوشات والمشاكسات واختطاف الصيادين أم أن مخططاتهم قد تجاوزت هذه المرحلة إلى الاحتلال الجبري المباشر الذي يحلمون به منذ عقود؟.

الإجابة على هذا التساؤل هي التي ستحدد طبيعة المعركة ومن هم الأعداء الحقيقيين في هذا الجزء من المياه الإقليمية اليمنية.

أسالت سقطرى لعاب حكام الإمارات وأوهمتهم أمانيُّهم وأضغاث أحلامهم بأن “جزيرة الكنز” يمكن أن تكون الإمارة الثامنة في ضمن سلسلة كنتوناتها التي تشكل منها الاتحاد الإماراتي.

لكن الجغرافيا والتاريخ والقيم والأخلاق وكل مبادئ العروبة والإنسانية والإسلام نقول لهؤلاء أنتم صغارٌ حينما تقفون أمام سقطرى الأرض والإنسان.