(السياسية) مجيب حفظ الله:

يقول “بروس ريدل” كبير مستشاري مركز الشرق الأدنى للدراسات بأن السعودية ودول الخليج هي أكثر الاقتصاديات خسارةً نتيجة الآثار الكارثية لجائحة الكورونا على الاقتصاد العالمي.

ويشير المستشار السابق لأربعة رؤساء أمريكيين في أحدث قراءاته للواقع السعودي بأن الخيارات باتت محدودةً في وجه ولي عهد المملكة وأن طموحاته التي بدأ بها حكمه صارت مجرد أحلام يقظةٍ ورديةٍ عليه أن يفيق منها.

يضيف في مقالةٍ نشرها “مركز بروكينجز” للدراسات الاستخباراتية بأن على السعودية التي تواجه أزمة اقتصادية خانقة أن تعمل على تخفيض نفقاتها العسكرية وأن تعيد حساباتها في الحرب التي تعصف باستقرار المملكة والتي أقحمتها فيها السياسات المتهورة لـ”بن سلمان” وإلا فإن على الرياض أن تواجه مجموعةً من المصاعب التي لن تكون قادرةً على التحكم في آثارها.

في السياق ذاته أكدت صحيفة“جون أفريك” الفرنسية إن “بن سلمان” بات مضطرا لمراجعة طموحاته الفرعونية في ظل أزمة كورونا وانهيار أسعار النفط والاستمرار بحرب اليمن العبثية مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه بات على السعوديين تهيئة أنفسهم للتعرف على مبدأ التقشف الذي كان غائبا عن هذه المنطقة من العالم في السابق.

وترى الصحيفة الفرنسية في نفس الوقت أنه على الصعيد الداخلي فإن الضغط المالي المتزايد على العائلات السعودية من شأنه أن يطفئ نجم محمد بن سلمان الذي وعد بالكثير غير أنه بات واضحا عدم قدرته على الإيفاء بما وعد به في السابق كما يقول الباحث في معهد العلوم السياسية بباريس ستيفان لاكروا.

يؤكد كبير مستشاري مركز الشرق الأدنى للدراسات بروس ريدل بأن الاحتياطات النقدية السعودية قد انخفضت بواقع الثلث نتيجة السحب منها في الحرب التي تقودها الرياض في بلادنا بواقع 500 مليار دولار من أصل 750 مليار دولار..

هذه الأرقام التقديرية تبدو غير دقيقةٍ فواقع الحال يشير إلى أن الانخفاض أكبر من ذلك بكثير وهو ما دفع الأسرة السعودية الحاكمة للإعلان عن اجراءات اقتصادية قاسية بحق المواطن السعودي ليس آخرها الغاء بند غلاء المعيشة من رواتب الموظفين ومضاعفة ضريبة القيمة المضافة وقطع الدعم وفرض إجراءات تقشف ستضر بالفقراء بالدرجة الأولى.. لا يستبعد الكاتب في مقالته بالمركز الأمريكي ظهور اضطرابات خاصة بعد رفع حظر التجوال في المملكة.

بحسب “المعهد الدولي لأبحاث السلام” في ستوكهولم فالسعودية هي خامس دولة في الانفاق الدفاعي في العالم لكن هذا الانفاق الكبير لم يؤمن لها الجيش القوي القادر على تنفيذ سياسات المملكة الدفاعية..
يؤكد الباحث الأمريكي بأن أداء الجيش السعودي في الحرب مع الحوثيين كان سيئا جدا رغم المليارات التي أنفقت عليه وأن هذا كل ما انفقته المملكة على هذا الجيش ذهب سدىً.

تشير كل التقارير الدولية إلى أن السعودية في طريقها إلى الانحسار الاقتصادي وأن حالة الترف التي عاشها المواطن السعودي لعقود ستصبح ذكرى من الماضي الذي لن يعود.