نصر القريطي:

مسرحيةٌ لا إخلاقية ولا إنسانية نظمتها مملكة الشر في عاصمتها الرياض برعاية أممية.. هذه هي خلاصة “مؤتمر المانحين الافتراضي” الذي نظمته السعودية والذي قدم تعهدات بمليارٍ وثلاثمائة مليون دولار تلبية للاستجابة الانسانية في بلادنا التي حددتها الامم المتحدة بأكثر من اثنين مليار وأربعمئة مليون دولار..
لا تقولوا أننا متشائمون وأننا نرفض كلما يأتينا من عواصم الشر الخليجية حتى الخير منها ان حصل..
هذا المؤتمر أكد منذ ساعة ولادته ما ذهبنا اليه من أنه لن يكون افتراضياً من حيث التنظيم فقط بل يبدو أن مخرجاته ستكون افتراضية ايضاً..
بُعيد يومٍ واحدٍ من تنظيم المؤتمر الافتراضي للمانحين الدوليين في العاصمة السعودية سارعت كلٌّ من واشنطن والرياض للتأكيد بأنهما لن يقوما بتقديم المنح المالية اللتا تعهدتا بها لليمن مباشرةً أو لمن يسمّونها بالحكومة الشرعية..
إذن ستمارس الرياض وواشنطن لعبةً لا أخلاقية ببيع الوهم للواهمين وتصويره أمام العالم كله على انه الأيادي الأمريكية والسعودية البيضاء في بلادنا..
عبر ما تسميه الرياض “مركز الملك سلمان للإغاثة” ستمارس السعودية لعبتها اللا انسانية في اقامة مؤتمراتً والادلاء بتصريحات صحفية بين الفينة والأخرى تستعرض فيها ارقاماً ليست موجودةً على أرض الواقع لحجم مساعداتٍ غير حقيقي قدمته لليمن واليمنيين..
الأمر ليس تخرصاً منّا وليس مجرد اتهامات.. هذا ما حصل فعلاً اثناء هذا المؤتمر حيث نقلت “وكالة الانباء السعودية” عن زير خارجية المملكة قوله بان بلاده منحت اليمن منذ بدء الحرب التي سمّاها بالأزمة أكثر من ستة عشر مليار دولارٍ كمساعدات مالية وتنموية..
يكذبون الكذبة ويسوقونها ثم يكونوا أول من يصدقها.. هذا هو ملخص وحقيقة الأيادي البيضاء للعدوان في بلادنا..
ينقل موقع “الميادين نت” عن مصادر خاصة به في الامم المتحدة بأن الرياض وواشنطن لم يكتفيا بالكشف عن أنهما لن يقدما المساعدات الافتراضية اللتا تعهدتا بها بصورةٍ مباشرةٍ بل اشترطت العاصمتين على الامم المتحدة في حال استلامها مساعدات المانحين الدوليين أن لا تستخدم في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء..
هذه هي “انسانيتهم الانتقائية” التي تجزأ حتى الوهم الذي تستعرض به أمام العالم كله حتى وهو لا يزال مجرد تعهداتٍ لفظيةٍ وقبل ان يصبح حقيقة على الأرض..
هكذا تدير واشنطن والرياض والأمم المتحدة برامجها الانسانية المزعومة وتستخدمها كأدوات ترغيب وترهيب لكسب من تريده في صفها ومعاقبة من لا ذنب لهم سوى انهم خرجوا عن دائرة مخططاتها..
صورةٌ أخرى من صور الوهم الذي اجتمع بائعوه في الرياض ولكنه هذه المرة يحمل وجهاً أكثر قبحاً من كل الوجوه.. أنه الوجه الإماراتي..
لم تخجل ابوظبي من حضور مؤتمر المانحين الافتراضي والاكتفاء بتوزيع ابتسامات وزيرتها المفوضة التي كل ما اتت من اجله هو القيام بمسرحيةٍ سخيفة لاحتضان طفلها الذي فاجأها بالظهور من خلفها أمام شاشات المؤتمر..
تؤكد “وكالة الصحافة الفرنسية” ان الامارات التي حضرت المؤتمر وكان لها كلمة القيت فيه لم تقدم دولاراً واحداً لخطة الاستجابة الانسانية التي طرحتها الأمم المتحدة..
موقفٌ غير مستبعدٍ من “عيال زايد” فهم المتصهينون الذي يستنسخون كل ممارسات العدو الصهيوني ويحاولون السير على خطاها..
بالعودة الى تصريح وزير خارجية العدو السعودي فعن اي 16 مليارٍ يتحدث هذا الكذوب.. ملياري دولار هي المبلغ الحقيقي الذي وضعته الرياض كوديعةٍ في بنك عدن والذي صرفته حكومة المرتزقة بنظر الرياض ما عدا ذلك لم تقدم السعودية شيئاً لليمنيين غير الحرب والموت والدمار..
لعل “بن سلمان” وزبانيته يقصدون قيمة صواريخ وقنابل الموت التي ضربوا بها اليمن وهنا سنذكرهم بأن قيمتها تجاوزت هذا الرقم بكثير..
ما جرى في الرياض كان حقاً مسرحيةً افتراضيةً لا انسانية ولا اخلاقية اجتمعت فيها عواصم العدوان على بلادنا ووقف فيها المجتمع الدولي والأمم المتحدة كـ”شهود زورٍ” تحت مظلةٍ اسمها “سراب المانحين”.