السياسية : نصر القريطي:

حينما يقتلنا الإماراتيون والسعوديون فإنهم يقتلوننا بأسلحةٍ أمريكيةٍ وغربية.. لا نتحدث فقط عن ترسانة الأسلحة التي اشترتها ممالك الشر طيلة قرنٍ من الزمان وكدستها في مخازنها بل نقصد الاسلحة التي لا تزال واشنطن والعواصم الغربية تمد بها الرياض وابوظبي في اصرارٍ عجيب على الايغال في دماء اليمنيين..

كل جرائم الحرب التي يرتكبها بحقنا “أحفاد الشيطان” تكون أداة الجريمة فيها امريكية أو بريطانية أو فرنسية أو اسبانية أو كندية أو غيرها اشترتها السعودية والامارات من احدى العواصم الغربية..

لا يقتصر الأمر فقط على بيع الأسلحة الغربية للقتلة فحسب بل إن عملية اختيار تلك النوعية من الاسلحة وصواريخ الموت تتم بعرضٍ من جنرالات الحرب الأمريكان والغربيين بل هم من يوجهونها من غرف عمليات العدوان التي يديرونها في الرياض وابوظبي..

 

تضعنا هذه المعادلة اللا أخلاقية أما تساؤلٍ مهم “من هم القتلة الحقيقيون للشعب اليمني..!”

وللاجابة على هذا التساؤل لابد أن نعود إلى الصحافة الأمريكية والغربية التي تكشف لنا كل يوم عن تورط واشنطن والعواصم الغربية في صفقات اسلحة جديدة يعلم العالم أجمع بأنها في طريقها إلى أيادي مجرمين متمرسين في ارتكاب جرائم حربٍ ضد الانسانية في بلادنا..

لا يكتفي الأمريكان والغرب بتصدير أسلحة الموت للقتلة بل إنهم يضيفون تطوعاً تعاليم ترشد القتلة لأقصر الطرق لانهاء حياة المدنيين الأبرياء.

“جرائم حربٍ تحت الرادار” تحت هذا العنوان العريض تناولت تقريرٌ استقصائي دنماركي الدور الغربي في قتل اليمنيين والممارسات اللا انسانية التي تنفذها قوى العدوان على بلادنا وعلى رأسها الحصار القاتل الذي تفرضه الرياض وأبوظبي على موانئنا ومطاراتنا ومنافذنا البرية برعاية امريكية غربية كاملة..

التقرير الاستقصائي الهام الذي اعدته مؤسسة “دان ووتش” للصحافة الاستقصائية بالتعاون مع القناة الدنماركية الثانية ومؤسسة “لايتس هاوس” الهولندية أكد ان الكثير من العواصم الغربية استمرت في تصدير الاسلحة للسعوديين والاماراتيين على الرغم من صدور الكثير من قرارات تعليق تصدير الاسلحة في عددٍ من العواصم الغربية بسبب جرائم الحرب الموثقة التي يرتكبها العدوان في بلادنا..

يعرض التقرير الغربي المشترك أدلةً ووثائق تم تصنيفها على أنها سرية وصوراً لتقارير جويةٍ وتقارير اماراتية متلفزة عن دور شركات أمريكية وغربية في مساعدة الرياض وابوظبي في قتل اليمنيين وحصارهم..

في الحقيقة لا يحتاج الأمريكان والغرب لأدلةٍ تثبت تورطهم في جرائم الحرب التي ترتكب في بلادنا لكن مثل هذه التقارير التي خُطَّت بايديهم ومن عواصمهم وبادلة موثقة تؤكد كلها أن من يقتلنا ليس السعوديون والإماراتيون فحسب بل إن واشنطن ولندن وباريس وكل العواصم الغربية شركاء مع سبق الاصرار والترصد في كل جرائم الحرب التي ترتكب في بلادنا..

تقول صحيفة “نيويورك تايمز” بأن مصنعي الأسلحة الأمريكية وفروا للرياض وابوظبي فرصة لقتل المزيد من اليمنيين..

وفي احدث تقاريرها على هذا الصعيد تؤكد الصحيفة الأمريكية شراكة ادارة ترامب في جرائم الحرب المرتكبة في بلادنا ليس فقط عبر إدارة غرف عمليات العدوان ولكن عبر الاصرار على الاستمرار في امداد مجرمي الحرب السعوديين والإماراتيين بأسلحة قتلٍ نوعية وتحديد اهدافها المدنية بدقة..

تشير الـ”نيويورك تايمز” لقيام العديد من السيناتورات بمحاولات متكررة لايقاف نزيف صفقات الاسلحة الأمريكية التي توجه لقتل اليمنيين لكن الإدارة الامريكية تصر على المضي في ابرام تلك الصفقات بل ان “مجنون البيت الأبيض استخدم الفيتو أكثر من مرة لعرقلة تلك الجهود..

لا تساورنا الشكوك على الاطلاق في شراكة الأمريكان والغرب في جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان في بلادنا منذ خمسة أعوام لكن توثيق الصحافة الامريكية والغربية لهذه الجرائم يضع الضمير الانساني العالمي امام اختبارٍ حقيقيٍ وهل ما زال على قيد الحياة أم أن الموت السريري الذي عاشه الضمير العالمي طيلة خمسة أعوامٍ من الاجرام بحق اليمن واليمنيين قد انتقل لمرحلة موتٍ محقق..