نصر القريطي —

التغيير سُنَّةُ الله في أرضه “ولن تجد لسنة الله تبديلا”.. علا فرعون في هذه الأرض وطغى حتى ظنَّ أنه لا أحد أكبر منه ونسي أن الله الذي خلقه وخلق كل شيءٍ إنما يملي له ليغرق في غيِّه وأن الله على كل شيءٍ قدير..

ومثله فعل طغاة الأرض في سائر الأزمنة والعصور.. ولم يتعظ الآخرون من الأولين ولم تتعظ الأمم اللاحقة من التي سبقتها.. لكن الله أمدَّ لهؤلاء وهؤلاء وترك لهم الفرصة تلو الأخرى ليراجعوا أنفسهم ويعودوا عن غيّهم وإلّا فإنه سبحانه سيبدِّلُ ما هم فيه في الحياة الدنيا قبل أن يعذبهم على ما اقترفوه في الآخرة.. ولأن هذه هي سنن الله فإنه لا رادَّ لقضاء الله ولكن الظالمين لا يعقلون..

اليوم يبدو هذا السيناريو وكأنه على وشك أن يتكرر فبعد أن أنعم الله على “آل سعود” وآتاهم الملك إذا بهم يعيثون في الأرض فساداً وينشرون الخراب والدمار والفتنة والإرهاب في بلاد المسلمين ويحاربون دين الله بما أنعم الله عليهم من نعمة النفط والثراء الفاحش..

لكن ما يجري اليوم في المملكة يكاد أن يكون صورةً حديثةً للمقدمات التي حصلت لطغاة كل العصور قبل أن يخسف الله بهم ويبدل نعمته عليهم ببلاءٍ جنته ايديهم وأوصلهم إليه جحود النعمة ومغالبة الله في ملكه وسننه..

يقول تقريرٌ حديثٌ لموقع الـ”مونيتور” بأن السعودية ستشهد “تغييراتٍ جذرية” في المستقبل القريب ومن أبرزها نمط عيش المواطن الذي اعتاد العيش في رفاهيةٍ زائدة.

يؤكد الموقع الأمريكي بأن التصريحات الأخيرة لوزير المالية السعودي كانت واضحةً جداً وكانت بمثابة رسالة للمواطنين السعوديين بشأن مستقبلهم الاقتصادي ونمط عيشهم.

يذهب التقرير المطول الذي أعده كبار صحفيي “المونيتور” إلى تقدير أن المستقبل بالنسبة للسعوديين سيكون مختلفاً وأن الشباب السعودي إذا ما كتب لهذه المملكة الاستمرار لن يعيشوا بالطريقة التي عاشها آباءهم وبأن متوسط دخل الفرد السعودي سيكون أقل وأن الواقع سيكون مؤلماً بالنسبة للمواطنين السعوديين.

إذن هذا هو ما يراه الامريكان أقرب الحلفاء إلى السعوديين أما نحن فإننا نرى أن الايغال في دماء اليمنيين وحجم الإجرام الذي تقترفه مملكة الشر بقيادة ولي عهدها محمد بن سلمان وإصرار هذا المهفوف على السير نحو الهاوية سيقود هذه المملكة الشريرة إلى مصيرها المحتوم وهو الانهيار الذي لا بديل عنه.

الأمر ليس تخرصاتٍ فحسب بل هو قراءةٌ لحقائق على الأرض أكبر من مجرد الهبوط الكارثي لأسعار النفط والتأثيرات القاتلة لارتدادات فيروس “كورونا” على الاقتصاد العالمي والسعودي تحديداً..

يضيف تقرير موقع “المونيتور الأمريكي” بأن الارتفاع الكبير لفاتورة الحرب على اليمن هو أحد أهم أسباب التدهور الاقتصادي الحاد في مستقبل المملكة.

ويؤكد التقرير بأن معالجة هذا الأمر غير واردة وأنه لا يوجد سببٌ وجيه للتوقع بتعافي الاقتصاد السعودي في المستقبل القريب لأن الخلل بنيوي متعلقٌ بهيكلية السلطة الحاكمة في السعودية وبالتحديد رأس الهرم فيها.

معالجة الاختلالات القاتلة في الاقتصاد السعودي تتطلب إعادة هيكلة هرم السلطة فيها وبالتحديد ابعاد محمد بن سلمان عن سدة الحكم وهو ما لا يبدو واردٍ في ظلِّ استعداد هذا المهفوف للتضحية بمملكة أبيه وجدّه وبكل الأسرة السعودية الحاكمة مقابل أن يصل إلى عرش أبيه.

ما نراه اليوم من تأثيرات فايروس “كورونا المستجد” في العالم والسعودية تحديداً يؤكد لنا أن لا مستحيل أمام سُنَّة الله في التغيير إن أراد لها الخالق أن تمضي فالعالم الذي حاصرنا وأغلق موانئنا ومطاراتنا ظلماً وعدواناً هاهو اليوم يحاصر نفسه بنفسه ويغلق مطاراته وموانئه مستكيناً بل إن شوارعه وأسواقه التي لم تغلق منذ قرون باتت خاويةً على عروشها فسبحان مقلب الامور ومقدر المقادير..

اليوم تبدو أقدام “مملكة الشر” وهي أقرب إلى “الجرف الهار” الذي دفعها اليه المهفوف “محمد بن سلمان” والسياسات الاجرامية لحكام الرياض المتعاقبين..

بدوره يقول موقع “بلومبيرج” بأن الوضع الاقتصادي في السعودية يتجو نحو الأسوأ بسبب الإغلاق الكلي الذي يشهده اقتصادها.

ويطرح الانكماش الاقتصادي تحديات كبرى أمام خطط محمد بن سلمان للتحول إلى نموذج الاقتصاد التنافسي وفق رؤية عشرين ثلاثين التي صارت أقرب إلى الوهم.

يؤكد التقرير الذي أعده المحللات الاقتصاديين في الموقع الأمريكي بأن الأزمة المالية السعودية مُرشحة لأن تصل إلى مستويات لم تشهدها منذ عقود.

كل ما هو موجودٌ اليوم في صورة “المملكة النفطية الغنية” يعكس مشهداً واحداً يتكرر في كل المجالات وسمته الأبرز العجز والفشل والسير بخطىً حثيثةٍ نحو الهاوية.