بقلم: سيث جيه فرانززمان

(صحيفة”ذا جورسليم بوست”,الاسرائيلية – ترجمة: انيسة معيض- سبأ)

حذرت منظمات الاغاثة من أن اليمن قد يواجه سيناريو “مرعب” في ظل جائحة فيروس كورونا, فهي واحدة من بين عدة دول في الشرق الأوسط التي يجعل فيها الصراع والانقسام المستمر من المستحيل القيام باختبار وجود الفيروس أو تقديم الخدمات الأساسية لأولئك الذين قد يصابون بفيروس كورونا.

وبلغ مجموع حالات الإصابة في اليمن وليبيا وسوريا 51 حالة فقط يوم الأحد, والدول المجاورة لهم لديهم ما مجموعه أكثر من 150 الف حالة.

ليس من المعقول أن يصل عدد الاصابات في  دولا مثل سوريا الى 25 حالة فقط، بينما يوجد في لبنان المجاورة لديها 600 حالة إصابة, وإسرائيل وتركيا لديها أكثر من 60 ألف حالة اصابة بالفيروس، على سبيل المثال.

كانت ليبيا واليمن وسوريا في خضم  حرب أهلية على مدى فترة طويلة من العقد الماضي, حيث بدأت حروب سوريا وليبيا مع اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011 بينما عانت اليمن من الصراع لعقود, فهذه البلدان مدمرة وفقيرة وتعاني من الانقسام أيضا, حيث تنقسم سوريا إلى ثلاثة أجزاء، تسيطر حكومة دمشق على غرب سوريا وتركيا على الشمال بينما تسيطر القوات الديمقراطية السورية المدعومة من الولايات المتحدة على الشرق, كما يوجد حوالي عشرة ملايين نازح سوري فروا من الحرب واستقروا في الداخل أو في الخارج.

اليمن مقسمة بين تحالف مدعوم من السعودية ويضم الحكومة الرسمية وبين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على المرتفعات في شمال غرب البلد, هناك أيضاً مجموعات منشقة ومتطرفون ومقاتلون ينتمون الى القبائل اليمنية في مناطق أخرى, ويعاني اليمن بالفعل من المجاعة والحرمان, والآن مهددة بتفشي جائحة كورونا, بعد أن سجلت الاصابة الأولى بالفيروس خلال عطلة نهاية الأسبوع.

تقسم ليبيا بين الحكومة المدعومة من تركيا وقطر في طرابلس والجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر المتمركز في بنغازي والمدعوم من مصر والإمارات والسعودية وروسيا وفرنسا, وهناك أيضاً مجموعات متطرفة في ليبيا, مثل فلول داعش وغيرها.

الطريقة التي يتم بها الاختبار والتسجيل أنها اصابة بفيروس كورونا بشكل عام يكون من خلال الحكومات الرسمية لهذه البلدان.

وهذا يعني أنه عندما تسيطر الحكومات على جزء صغير من الدولة، فإنها لا تستطيع اجرى الاختبارات إلا في حدود المناطق التي تسيطر عليها, لكن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجموعات الدولية الأخرى لا تتطرق الى هذا الإجراء وتتجاهل عموماً بقية هذه المناطق من البلد وتتظاهر بعدم وجود حالات فيها.

على سبيل المثال، شرق سوريا، على الرغم من إدارته من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي هزمت داعش وبدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لديها عدد قليل من معدات الاختبار إن وجدت وتفتقر إلى الأشياء الأساسية مثل أجهزة التهوية.

وبالمثل، لا توجد طريقة لإجراء اختبارات رسمية للفيروس في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين في اليمن، حتى مع سريان وقف إطلاق النار.

وبشكل منهجي، هذه البلدان التي تقع في خضم الصراع ليست نقاط ساخنة محتملة للفيروس الذي يتطور بشكل غير متحكم به وسيكون لذلك نتائج سلبية على جيرانهم واللاجئين والمهاجرين.

ومن ناحية، نظراً لأن العالم قد أصبح أكثر عزلة في خضم الوباء وإغلاق الحدود والدفع باتجاه عمليات الإغلاق، فإن هذه البلدان لديها مساحات أقل من الحصول على الدعم أو الاهتمام بالتهديد الذي يلوح في الأفق.

ليس من الواضح كيف ينوي المجتمع الدولي مساعدة المناطق غير الخاضعة للحكم المحاذية لليبيا واليمن كذلك.

وهذا يشمل اجزاء من اراضي الصومال إلى السنغال, حيث توجد هناك الصراعات ومجموعات متطرفة, لكن المناطق المنفصلة مثل أرض الصومال يقولون إنها بحاجة إلى دعم لمواجهة فيروس كورونا, وبالمثل يحتاج السودان وإريتريا إلى الدعم لرصد الحالات المصابة.

ولا توجد حتى الآن مبادرات واضحة من قبل مجموعات المساعدة الدولية للتعامل مع المشكلة, حيث ظل ملايين اللاجئين السوريين بدون إجابات على الاسئلة وعناوين الاخبار هي الوحيدة التي  ترى المشكلة و تتنبأ بها وتصفها بـ “الكابوس” أو الكارثة إذا دخل الفيروس إلى مخيمات اللاجئين المكتظة أو في مناطق غير خاضعة للحكم حيث تكون المجموعات المختلفة في حالة حرب.

وبالنسبة لمسؤولي الصحة العامة، فإن نقص البيانات يعني أيضاً أنه لا يمكن التوصل إلى علاج لحل المشكلة.

ناقشت الإمارات العربية المتحدة ضرورة دعم سوريا في مكافحة الفيروس ولكن ليس من الواضح تماماً كيف سيحدث ذلك, حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن مكافحة الفيروس كورونا يجب أن تعني المزيد من وقف إطلاق النار في هذه البلدان,  لكن خارطة العمل بعد وقف إطلاق النار غير واضحة.

ومن جانبها, تقول السلطات الليبية في طرابلس إنها تسابق الوقت للتعامل مع الفيروس ولكن كيف يمكن أن يشمل ذلك شرق ووسط ليبيا التي لا تسيطر عليها الحكومة.

ولا تبدو مجموعات مثل الأمم المتحدة مهتمة بترتيبات مثل العمل مع شرق ليبيا عبر مصر أو شرق سوريا عبر شمال العراق, وبدلاً من ذلك، يتم التعامل مع هذه المناطق إلى حد كبير كما لو كانت غير موجودة.

*سيث جيه فرانززمان:المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للإبلاغ والتحليل

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.