السياسية – تقرير: عبد الخالق الهندي

يترقب الأفغانيون وسط آمال عريضة التوقيع الذي وصف بالتاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان نهاية فبراير الماضي لإنهاء نحو عقدين من أعمال العنف في البلاد.

وسبق الاتفاق المرتقب هدنة معلنة في كافة الأراضي الأفغانية دخل حيز التنفيذ اعتبارا من أمس السبت، كشرط أولي للتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق التاريخي في العاصمة القطرية.

وتهدف الهدنة الجزئية أو ما سميت “تخفيض العنف” إلى إثبات حسن نية طالبان قبل التوقيع مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من البلاد مقابل ضمانات أمنية.

ومن المتوقع أن يفضي الاتفاق إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل البلاد، بعد ما رفضت  حركة طالبان طوال 18 عاما التفاوض مع السلطة الحاكمة التي وصفتها بـ”الدمية” التي تحركها واشنطن.

مصدر في “طالبان” باكستان رجح أن تبدأ هذه المفاوضات في العاشر من مارس المقبل.

وينتشر ما بين 12 و13 ألف عسكري أمريكي في أفغانستان حيث خاضت واشنطن أطول حرب في تاريخها، كما تنتشر قوات لدول أجنبية أخرى في اطار تحالف دولي في هذا البلد.

وأنفقت واشنطن أكثر من ألف مليار دولار في هذه الحرب التي قتل فيها أكثر من 10 آلاف مدني أفغاني منذ 2009، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى اهتماما لافتا لتوقيع هذا الاتفاق الذي سيتيح له بحسب مراقبون إعلان النصر وتحقيق وعد رئيسي بالانتخابات يتمثل بسحب جنوده من أفغانستان.

مسئول كبير في الإدارة الأمريكية أكد للصحافيين الشهر الحالي قبل الإعلان الجمعة عن هدنة جزئية وخطط لمحادثات سلام لاحقة بين الأفغان وانسحاب للقوات الاميركية أن “الفضل في ذلك يعود للرئيس”.

ويحظى الانسحاب من أفغانستان دعما قويا في الولايات المتحدة، بعد عقدين من الزمن لم يسفرا عن هزيمة طالبان في حين تتعرض القوات الأمريكية لخسائر لا معنى لها.

وأصدر كلا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وطالبان، الجمعة، بيانين أكدا فيهما أنهما اتفقا على توقيع الاتفاق في الدوحة.

وقال بومبيو “بناء على تطبيق ناجح لهذا التفاهم، يتوقّع أن يمضي التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان قدما”.. مضيفا أن المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية “ستبدأ بعد وقت قصير” على ذلك.

فيما أشارت طالبان إلى أن الأطراف المتحاربة ستخلق “وضعا أمنيا مناسبا” قبيل التوقيع على الاتفاق.

وكتب المتحدث السياسي باسم “طالبان” سهيل شاهين في تغريدة على “تويتر”: الاتفاق” سيعني رحيل “جميع” القوات الأجنبية من أفغانستان.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع طالبان منذ أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق تسحب بموجبه آلاف الجنود مقابل ضمانات أمنية من “طالبان” وتعهّدا بعقد محادثات سلام مع حكومة كابول.

الهدنة الجزئية التي بدأت السبت أعلنها الرئيس الأفغاني أشرف غني في خطاب متلفز وقال إن “خطواتنا المقبلة بشأن عملية السلام ستعتمد على تقييم أسبوع خفض العنف، كما ستبقى قوات الأمن الأفغانية في وضع دفاع نشط خلال هذا الأسبوع”.

لكن مسئولا رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أكد أن أي انسحاب “سيكون مشروطاً”.

من جهته، أشاد المجتمع الدولي بإعلان الهدنة، وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إلى أنه يفسح المجال أمام تحقيق “سلام دائم” في أفغانستان، بينما اعتبرته موسكو “حدثا مهما” من أجل السلام.