صنعاء تستعدّ لجولة جديدة: عائدون لمساندة غزة
السياسية – رصد || رشيد الحداد*
بالتزامن مع تصاعد مؤشرات عودة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أميركي، أنهت صنعاء كلّ ترتيباتها العسكرية لجولة ثانية من المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أن إيقاف الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والإمعان في إطباق الحصار عليه من جميع الجهات، يمثّلان تصعيداً خطيراً سيدفعها إلى التدخل. وفي حين قلّلت من إمكانية خروج قمة القاهرة بموقف عربي موحّد في هذا الشأن، أكّدت صنعاء أن انتهاك حكومة بنيامين نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتحضير الاحتلال لعدوان جديد على الشعب الفلسطيني في القطاع، ستكون لهما عواقب وخيمة.
وأكّدت مصادر مقرّبة من حكومة صنعاء، لـ«الأخبار»، أن الأخيرة لا تزال تراقب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأن قرار استئناف العمليات البحرية والجوية ضد العدو اتُّخذ بالفعل، وينتظر شارة البدء من حركات المقاومة الفلسطينية. كما أكّدت استمرار التنسيق بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من جهة، وحركة «أنصار الله» من جهة أخرى، متوقّعة أن تشمل عمليات الجولة الثانية القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، في حال مشاركة واشنطن في العدوان على غزة أو ضد محور المقاومة.
وأرجعت ذلك إلى أن عودة الحرب إلى غزة ستكون هذه المرة بقرار أميركي بعد انكشاف خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب، والرامية إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وكان المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، اعتبر في بيان، أن منع الكيان دخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى قطاع غزة، مؤشر إلى عودة العدوان، مؤكداً أن الحركة وقواتها على جهوزية كاملة لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، والرد على أي تصعيد إسرائيلي - أميركي بتصعيد عسكري مماثل. كما دعا المكتب القمة العربية المنعقدة في القاهرة إلى الخروج بموقف موحّد إزاء جرائم الاحتلال بحق الغزيين. وسبق أن حذّر قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في خطابه الأخير، من أن دخول جبهة الإسناد اليمنية في جولة جديدة، سيكون مختلفاً من حيث العتاد والعدة والتكتيك العسكري والمفاجآت العسكرية أيضاً.
وتزامنت تحذيرات صنعاء مع أنباء عن عودة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» إلى شمال البحر الأحمر، خلال اليومين الماضيين، وهو ما يعكس نوايا أميركية لتصعيد محتمل ضد «أنصار الله» وفق مراقبين. وكانت البحرية الأميركية، أعلنت في بيان قبل نحو أسبوع، إكمال الحاملة «ترومان» سلسلة من الإصلاحات الطارئة، بعد اصطدامها بسفينة تجارية. وسبق ذلك رفع حالة الاستنفار في صفوف القوات الأميركية المتواجدة في نطاق مسؤولية «القيادة المركزية الأميركية» في المنطقة.
* المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من الاخبار اللبنانية