أثارت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران الإسلامية  مخاوف تعتبر هي الأسوأ منذ عملية اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال “قاسم سليماني”, حيث تريد الإدارة الأمريكية الحفاظ على موقعها الاستراتيجي في هذه المنطقة الغنية بالنفط, وفي المقابل, تسعى طهران إلى الدفع بالجيش الأمريكي إلى خارج المنطقة, ولكن ما هي القوى المعنية في حال اندلاع الصراع؟

 

( صحيفة” ليكو-“lecho البلجيكية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

 

بقلم: فينسنت جيوريس*

 

وعدت إيران بالثأر لمقتل الجنرال قاسم سليماني، في حين أن الولايات المتحدة  الأمريكية بررت عملية الاغتيال هذه بالحد من الهجمات التي كان يخطط لها قائد فيلق القدس ضد المنشآت الأمريكية في المنطقة.

 

وفي غضون أسبوع واحد، ارتفعت لهجة حدة التوترات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة كما لم يحدث منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران.

 

السيناريو الأكثر احتمالا يتمثل في أن تواصل طهران تقويض مضجع القوات الأمريكية المتمركزة والمنتشرة في منطقة الشرق الأوسط من أجل الدفع بها إلى مغادرة المنطقة، وقبل كل شيء، فهي تسعى أيضاً إلى حشد شعبية الملالي الفاشلة, حيث يمكن أن يستخدم النظام الإيراني عمليات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى, مثل ما حدث الأسبوع الماضي أو استخدام الميليشيات الموالية لها والمتجذرة في كلا من سوريا والعراق ولبنان.

 

والسيناريو الأسوأ يتمثل في اندلاع حرب شاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي ستؤدي في نهاية المطاف إلى هزيمة إيران, حيث يمكن لها ضرب الأسطول الأمريكي الخامس بشكل استباقي أو حتى تدميره بمئات الصواريخ, وبالتالي, ستكون هذه بمثابة ذريعة للإدارة الأمريكية بدعم من حلفائها: إسرائيل ودول الخليج، للرد بضربة عسكرية ضخمة وواسعة النطاق.

 

استراتيجية تطويق إيران:

 

تضم القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط زهاء 70900 جندي للدفاع عن مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة الأكثر ثراءً على مستوى العالم في مجال الهيدروكربونات, كما أن واشنطن تنتهج استراتيجية تطويق إيران التي لا تتوقف عن توسيع رقعة نفوذها خارج حدودها.

 

تحتضن العراق العديد من القواعد الأمريكية في العراق مثل قاعدة الأسد وأربيل وبغداد التي تضم حوالي 6 آلاف  جندي, حيث تتلخص مهمة هذه القوات التي تعتبر جزء من قوات التحالف الدولي في مساعدة الجيش العراقي في مجال مكافحة الإرهاب والجماعات التابعة له مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية المعروف ايضاً باسم تنظيم داعش.

 

تقع أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط في دولة قطر، في العديد والتي تضم في طياتها 13 ألف جندي, حيث تشمل الخطط التوسعية الحديثة للموقع, الذي تتمركز فيه قاذفات من طراز ” B52″ التي أرسلها الرئيس الأمريكي ترامب إلى الشرق الأوسط في يونيو الماضي رداً على رغبة إيران في إعادة استئناف  برنامجها النووي.

 

ومن جانبها, تضم دولة الكويت ما يصل إلى 13 آلاف  جندي موزعين على عدة قواعد، بالإضافة إلى فيلق مكون من 3000 جندي تم ارسالهم من قبل البيت الأبيض هذا الأسبوع من أجل الانضمام إلى القواعد المتواجدة في العراق.

 

تعتبر مملكة البحرين موطن لما يقرب من 7 آلاف جندي أمريكي في العاصمة  المنامة التي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس، بما في ذلك حاملة الطائرات النووية “أبراهام لينكولن” التي تراقب السفن التي تبحر في منطقة مضيق هرمز بوابة الخليج الفارسي والذي  يتدفق من خلاله 30٪ من أجمالي النفط العالمي، حيث يمتاز هذا الجزء من العالم كونه المكان الذي يضم أكبر عدد من القوات العسكرية.

 

يتواجد على الأراضي السعودية التي تعتبر العدو التاريخي واللدود لإيران 3000 جندي أمريكي, كما تشارك الرياض في الحرب ضد المتمردين الحوثيين المؤيدين لإيران في اليمن, والتي بدأت في سرد فصولها منذ أواخر مارس من العام 2015, ناهيك عن كون معدل الإنفاق العسكري للنظام الملكي يعتبر الأعلى مقارنة مع إيران.

 

سخرت سلطنة عمان للقوات الأمريكية البالغ عددها قرابة 600 جندي, استخدام موانئها ومطاراتها, حيث أن قربها من مضيق هرمز الاستراتيجي يجعل منها حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة.

 

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة التي تضم 5000 جندي والقريبة من مضيق هرمز أحد الحلفاء تقليديون للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية.

 

تعد تركيا العضو في حلف منظومة حلف  شمال الأطلسي مقر لقاعدة تحالف  الأطلسي قاعدة”انجرليك” والتي تضم 2500 جندي أمريكي و 50 رأسا نووياً.

 

هناك ما يصل إلى 14 آلاف  جندي في أفغانستان كجزء من بعثة الناتو لتحقيق الاستقرار, ويمكن إذا لزم الأمر، أن تدرج ضمن الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران.

 

الوجه المزدوج للجيش الإيراني:

 

تنقسم القوات الإيرانية إلى قسمين: الجيش النظامي والمعروف بـ “أرتش” وفيلق الحرس الثوري الإسلامي والذي يطلق عليه أيضاً الباسداران.

 

يعتبر الجيش التقليدي دفاعي بشكل أساسي, حيث يضم في قوامة 300 ألف رجل ومليوني جندي احتياطي, ولكن معداته تعتبر متداعية ومتهالكة, كما يضم هذا الجزء من القوات الإيرانية على حوالي 70 طائرة مقاتلة ودبابة عسكرية يرجع تاريخها في الغالب إلى جيل الخمسينيات وتكمن قوتها في عدد جنودها ونظام الدفاع الجوي الروسي القوي (S-300).

 

كان الحرس الثوري الإيراني مكون في الأصل من متطوعين مشاركين في الثورة الإسلامية, وهم يشكلون الآن هيئة تضم 200 ألف من الرجال المدربين تدريباً عالياً, واليوم يتواجدون في سوريا إلى جانب حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

 

مهمة الحرس الثوري الإيراني مكرس لحماية الإقليم الداخلية, أضف إلى ذلك ردع أي هجوم  أو مضايقة خارجية, كما أنهم المسؤولون عن ضمان نفوذ إيران في الخارج, حيث يضم أكثر من 300 صاروخ من شهاب 1 و 2, والتي يصل مداها إلى 500 كيلومتر, حيث تم استخدمها في الهجوم على قواعد الأسد واربيل الأسبوع الماضي في العراق, أضف إلى ذلك صواريخ قيام 1 والتي يصل مداها إلى  800 كم, وصواريخ شهاب 3 التي يصل مداها إلى 2000 كم.

 

كما يملك الباسدارون أيضا طائرات بدون طيار مجهزة بالصواريخ، يعتقد انها من تقف وراء الهجوم الذي استهدف منشات النفط  في المملكة العربية السعودية والطرادات البحرية التي تمتاز بسرعة عالية.

* فينسنت جيوريس: صحفي متخصص في القضايا الأوروبية والدولية, عمل أيضاً على تغطية أخبار المجتمع المؤسسات الأوروبية (المفوضية والمجلس والبرلمان), المعتمدة من قبل حلف شمال الاطلسي, بالإضافة إلى عمل تقارير ميدانية, درس القانون الاقتصادي والاجتماعي والقانون الدولي.

 

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.