السياسية- خاص:

الضنك الحمى المفترسة التي تخيف البشر، من عادات هذه الحمى انها تستوطن وتمكث كثيرا في المناطق التي تزورها، والحديدة المحافظة اليمنية تفترس  الحمى مواطنيها منذ سنوات، تقول أخر الاحصائيات أنه تم  رصد وفاة 60 شخصًا، وإصابة أكثر من 7 آلاف حالة بالملاريا وحمى الضنك في مديرية الجراحي بالحديدة غالبيتهم من الأطفال.

وأضافت تلك الاحصائيات أن من بين الوفيات 46 طفلاً دون سن 12 عاما، و9 حالات وفيات ذكور، و5 إناث خلال أقل من شهر.

ويؤكد مكتب الصحة في مديرية الجراحي، أن الوضع الصحي والإنساني فيها متدهور جدًا، حيث أعداد حالات الوفيات والإصابة بالملاريا وحمى الضنك في تزايد مستمر.

وتشير نتائج الفرق الطبية العاملة في المديرية إلى  أن نسبة المصابين بحمى الضنك والملاريا بلغت 52.38 % من الحالات التي تم فحصها وتشخيصها، ونسبة الحالات التي حدثت لها مضاعفات نزفية 4.76 % والمضاعفات الرئوية 4.76 % ، فيما وصلت حالات سوء التغذية مصحوب بحمى الضنك الى 4.76 % .

وبينت تقارير صحية، أن نسبة حالات المضاعفات التي تمت إحالتها إلى مدينة الحديدة ومدينة زبيد بلغت 14.29 % جميعهم أطفال ما دون الخامسة.

وأثبتت نتائج عمل فريق التقصي عن النواقل المسببة للمرض أن مؤشر المنازل المصابة بناقل الضنك كانت 100 %، والأواني الحافظة للمياه بنسبة 96 %.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط  قد وجه بتشكيل فرق طبية ميدانية للنزول إلى المناطق التي تشهد انتشاراً لحمى الضنك في محافظة الحديدة، ومباشرة أعمالها فوراً للحد من انتشار المرض، وسرعة معالجة الحالات المصابة.

من جهتها أعلنت “حكومة الإنقاذ الوطني”، حالة الطوارئ الداخلية لمكافحة حمى الضنك والملاريا على خلفية تفشيهما بمحافظة الحديدة.

وضع كارثي:

وكشف وزير الصحة والسكان طه المتوكل عن احصائية بعدد إصابات الملاريا وحمى الضنك، وقال في تصريح صحافي: “توجد 116 ألفاً و 522 حالة إصابة مؤكدة بالملاريا 500 ألف حالة اشتباه، ونحو 23 ألف حالة إصابة بحمى الضنك”.

وأفاد المتوكل بأن الوفيات المؤكدة بسبب حمى الضنك بلغت 11 حالة، وهناك 51 حالة بلاغ عن وفاة نتيجة الحمى نفسها.

وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن انتشار مخيف لحمى الضنك في اليمن، حيث تم الإبلاغ عن آلاف الحالات وعشرات الوفيات.

وقال روبرت مارديني، مراقب اللجنة الدولية للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، إن اليمن لا تشهد ارتفاعاً في معدلات الإصابة بحمى الضنك فقط، فهي “تعاني من عشرات الآلاف من حالات الإصابة بالكوليرا والملاريا”.

وارجع مارديني، وفق تصريحات صحيفة، إن حمى الضنك والملاريا منتشرة في اليمن، نتيجة ضعف النظام الصحي في البلاد ومشاكل إمدادات المياه والصرف الصحي، التي تسبب بها العدوان على اليمن.

جهود حكومية:

وكانت وزارة الصحة كانت قد “دقت ناقوس الخطر بشأن انتشار الأمراض والأوبئة في محافظة الحديدة وتدهور البنية التحتية نتيجة العدوان”.

ونفذت الحكومة اليمنية حملة واسعة بالرش الضبابي والأثر المتبقي، من أجل الحد من انتشار حمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض والأوبئة التي تجتاح المحافظة.

وأعلن وزير الصحة الدكتور طه المتوكل حالة الطوارئ الوبائية الداخلية لحمى الضنك والملاريا في محافظات الحديدة وصعدة وإب وحجة والمحويت وتعز وأجزاء من ريمة.

الوزير المتوكل قال ان وزارة الصحة “تعمل على مسارين، الأول وقائي والثاني علاجي”، مضيفا أن “معظم الأمراض والأوبئة تنتقل من المناطق الواقعة تحت الاحتلال”.

بدوره الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية يوسف الحاضري، أكد استمرار توافد الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والتدخل السريع لمواجهة وباء حمى الضنك والملاريا بمديرية الجراحي يأتي استجابة لدعوة وزير الصحة منذ إعلان حالة الطوارئ الداخلية لمواجهة هذه الأوبئة.

واضاف الحاضري أن وزارة الصحة ومكاتبها تبذل جهوداً متواصلة في هذا الشأن، حيث تعمل حالياً بكامل طاقاتها للإنقاذ وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية والتمريضية والإسعافية، بالإضافة إلى العمل مع فرق فنية متخصصة في أعمال المكافحة والرش الضبابي لبؤر توالد البعوض الناقل لمرض حمى الضنك والملاريا.

وبين أن ذلك يترافق مع استمرار التثقيف الصحي ومنسقيه بالمديريات ومتطوعات التوعية والتثقيف المجتمعي في توعية المجتمع للتخلص من بؤر تجمع وتوالد البعوض الناقل للوباء.

كما أكد أن وزارة الصحة بكل إمكاناتها مستمرة في مواجهة الأوبئة بما فيها حمى الضنك والملاريا بمشاركة بقية القطاع الحكومية والمجالس المحلية والمجتمع.

من جهتها دعت وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبد اللطيف، المنظمات الدولية إلى القيام بواجبها الإنساني للحد من انتشار وباء حمى الضنك في محافظتي الحديدة وتعز وتفادي كارثة صحية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وأكدت وزيرة حقوق الانسان أن المنظمات الدولية مطالبة بالقيام بواجبها الإنساني للحد من انتشار وباء حمى الضنك في محافظتي الحديدة وتعز وتفادي كارثة صحية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ويمر القطاع الصحي في اليمن بحالة تدهور حاد بسبب العدوان والحصار على اليمن الذي تسبب في تفشي العديد من الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد من المرافق الصحية.

تعريف بالمرض:

حمى الضنك هو مرض مداري منقول بالبعوض يحدث بسبب فيروس الضنك.

تشمل الأعراض الحمى والصداع وآلام العضلات والمفاصل وطفح جلدي متميز شبيه بطفح الحصبة. يتطور المرض في نسبة قليلة من الحالات إلى حمى الضنك النزفية المهددة للحياة، مما ينتج عنه نزف وقلة الصفيحات وفقدان بلازما الدم أو متلازمة صدمة الضنك حيث يحدث انخفاض خطير في ضغط الدم.

تنتقل حمى الضنك بواسطة عدد من أنواع البعوضيات من جنس الزاعجة (Aedes) وخصوصا الزاعجة المصرية (Aedes aegypti). هذا الفيروس يضم خمسة أنواع.

العلاج:

وعلاج حمى الضنك الحاد هو علاج داعم مثل معالجة الجفاف عن طريق الفم أو الوريد في الحالات المعتدلة إلى المتوسطة أو علاج بالسوائل الوريدية أو نقل الدم في الحالات الأشد حدة.

وازدادت حالات الإصابة حمى الضنك منذ عقد ستينات القرن العشرين بشكل مثير، حيث يصاب من بين 50 و528 مليون شخص سنويا. أقدم وصف لأعراض المرض يعود لعام 1779، لكن لم يتم اكتشاف أسبابه الفيروسية وانتقاله حتى أوائل القرن العشرين.

وقد أصبحت الضنك مشكلة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية حيث إنه متوطن في أكثر من 110 بلدا. فضلا عن التخلص من البعوض، فإن العمل مستمر للحصول على لقاح لحمى الضنك بالإضافة لأدوية موجهة للفيروس.