السياسية - وكالات :


اكتشف فريق بحثي مصري نوعا جديدا من التماسيح القديمة، يعود إلى عصر الديناصورات أي قبل نحو 80 مليون عام، في صحراء مصر الغربية في إنجاز يعزز مكانة مصر كمهد للتراث العلمي العالمي.
وأُطلق على الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه فريق علمي من مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة اسم "واديسوكس كسابي"، ويعد أقدم أفراد عائلة "الديروصوريدات"، وهي الفصيلة البحرية التي نجت من الانقراض الديناصوري وازدهرت بعده، مما يعيد رسم خريطة تطور الزواحف على مستوى الكوكب.
وعثر الفريق البحثي الذي قاده الدكتور هشام سلام، أستاذ الحفريات الفقارية على البقايا في منطقتي الواحات الخارجة وباريس بمحافظة الوادي الجديد، وتشمل أجزاء من جماجم وخطوم لأربعة أفراد في مراحل عمرية مختلفة.
وأكد سلام أن هذا الاكتشاف هو "الأبرز في تاريخ الحفريات المصرية، ويسلط الضوء على كنوز الصحراء الغربية التي تحتفظ بأسرار الماضي السحيق، ومهمتنا حمايتها للأجيال القادمة"، مشيرا إلى أن الفريق استخدم تقنيات التصوير المقطعي الثلاثي الأبعاد لكشف تفاصيل تشريحية دقيقة، مما أتاح فهماً أعمق لتطور هذه الكائنات البحرية.
وتعد عائلة الديروصوريدات، التي ينتمي إليها "واديسوكس" من المفترسات البحرية، خطمها الطويل يشبه خطم الغوليات الحديثة، لكنها تكيفت مع المياه المالحة بعد انقراض الديناصورات قبل 66 مليون عام، وانتشرت عالميا قبل انقراضها في العصر الباليوجيني.
ووفقا لجامعة المنصورة فإن الاكتشاف الجديد يملأ فجوة في السجل الأحفوري للفترة الكامبانية (قبل 83-72 مليون عام)، حيث كان التنوع المعروف للعائلة يعود إلى ما بعد الانقراض، مما يُثبت أن أفريقيا كانت مهدها الأول.
ونُشرت الدراسة في مجلة "The Zoological Journal of the Linnean Society"، مما يعزز مكانة جامعة المنصورة كمركز بحثي عالمي، حيث يعد "واديسوكس" جزءا من سلسلة اكتشافات المركز، مثل "منصوراصوروس" (2018) و"توتسيتوس" (2023)، التي عززت تصنيف الجامعة دوليا.