السياسية – تقرير:

تجرى في بريطانيا الخميس المقبل انتخابات عامة، لاختيار 650 نائبا جديدا في البرلمان لتشكيل حكومة جديدة، وذلك في ظل الغموض الذي يكتنف مصير مباحثات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج من الاتحاد.

ويدلي الناخبون بأصواتهم الخميس من الساعة السابعة إلى الساعة 2200 بتوقيت جرينتش، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 45.8 مليون ناخب في إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية (1).

كما يحق للبريطانيين المقيمين في الخارج الإدلاء بأصواتهم إذا كانوا مسجلين للتصويت في بريطانيا خلال الخمس عشرة سنة السابقة.

وأظهر احدث استطلاع للرأي، أعدته مؤسسة (إي.سي.إم) لحساب رويترز قبيل الانتخابات المقررة الخميس إن تقدم حزب المحافظين بزعامة جونسون على حزب العمال تراجع قليلا إلى ست نقاط مئوية.

واستقرت شعبية المحافظين عند 42 بالمئة دون تغيير عن استطلاع سابق أجرته المؤسسة قبل أسبوع. وارتفع تأييد حزب العمال نقطة مئوية إلى 36 بالمئة.

وتراجعت شعبية حزب الديمقراطيون الأحرار المؤيد للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي نقطة مئوية واحدة إلى 12 بالمئة. واستقر تأييد حزب بريكست على ثلاثة بالمئة.

كما اظهر استطلاع آخر للرأي أجرته مؤسسة سيرفيشن لصالح تلفزيون آي.تي.في  الاثنين أن حزب المحافظين البريطاني بزعامة جونسون وسع الفارق مع حزب العمال إلى 14 نقطة مئوية مقارنة بتسع نقاط قبل أسبوع.

ومنح الاستطلاع حزب المحافظين 45 بالمئة بزيادة نقطتين في حين سجل حزب العمال 31 بالمئة متراجعا نقطتين أيضا وذلك قبل الانتخابات العامة المقررة الخميس.

وأثناء الحملة الانتخابية للمرشحين، أعلن رئيس حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربين، اعتزام حزبه وقف بيع الأسلحة البريطانية للسعودية في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

وفي كلمة ألقاها ضمن حملته الانتخابية في مدينة يورك (شمال بريطانيا)، قال كوربين، وهو يستعرض أولويات حزبه في مجال السياسة الخارجية: “حزب العمال سيوقف توريد أسلحة للسعودية التي تستخدمها في اليمن، وسيعمل على إنهاء الحرب هناك، بدلا عن دعمها بقوة مثلما فعلت حكومة المحافظين”.

وفي شرحه لما وصفه بعقيدة “الأممية الجديدة” التي تبناها حزبه، قال كوربين إن الحزب يخطط لإنشاء “صندوق سلام ومنع نزاعات، وتخصيص 400 مليون جنيه استرليني (513 مليون دولار) إضافة لزيادة قدراتنا الدبلوماسية وتعزيز الرقابة على تصدير أسلحة كي نتأكد من أننا لا نغذي نزاعات مثل تلك التي تدار في اليمن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية”، حسب ما نقلته رويترز.

وفي المقابل ،قدم رئيس الوزراء البريطاني، زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون، برنامجه الانتخابي، الذي تصدرته مسألة “بريكست” وإصلاحات اقتصادية واجتماعية.

وتعهد بوريس جونسون بطرح اتفاقه حول “بريكست” على التصويت في البرلمان قبل عيد الميلاد (25 ديسمبر)، لتنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع نهاية يناير المقبل وتدخل مرحلة تنفيذ الاتفاق حول “بريكست”.

كما تعهد جونسون بعدم تمديد مرحلة التنفيذ إلى ما بعد ديسمبر عام 2020.

وقال جونسون في برنامجه الانتخابي، الذي قدمه في مدينة تيلفورد البريطانية، اليوم الأحد: “مع تحقيق “بريكست” سنرى موجة من تدفق الاستثمارات على بلادنا”، مضيفا أنه “مع تحقيق “بريكست” سيكون بوسعنا التركيز على أولويات الشعب البريطاني”.

ويقضي برنامج جونسون بتخفيض الضرائب وزيادة نفقات القطاع العام بما مجموعه 23.5 مليار جنيه استرليني (أكثر من 30 مليار دولار) خلال الفترة بين 2020 و2024، وخاصة زيادة النفقات على الرعاية الطبية، حيث من المقرر توظيف 50 ألفا من الممرضين والممرضات الإضافيين وإنفاق مليار جنيه استرليني إضافي على الرعاية الاجتماعية كل سنة.

كما يخطط المحافظون لإنفاق 22 مليار جنيه استرليني على الأبحاث العلمية والحماية من الفيضانات وبناء السكك الحديدية وتصليح الطرق.

وتعهد جونسون بعدم زيادة الضرائب أو فرض ضرائب إضافية، خلافا لمنافسه الرئيسي زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، الذي تعهد بزيادة الضرائب على الطبقات الغنية من المجتمع.

وينص برنامج جونسون أيضا على مواصلة زيادة النفقات الدفاعية لتكون أعلى من حد الـ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، الذي يطالب به حلف الناتو.

وفي المقابل، تعهد حزب العمال البريطاني المعارض بأنه سيجري استفتاء ثانيا حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حال فاز في الانتخابات البرلمانية.

وقال البرلماني كير ستارمر، الذي يعتبر وزير الدولة لشؤون “بريكست” في “حكومة الظل” التابعة للمعارضة، إن “الحكومة المستقبلية لحزب العمال ستصدر تشريعا بشأن الاستفتاء فورا بعد وصولها إلى الحكم، وستجري ذلك الاستفتاء خلال 6 أشهر”.

وجاء ذلك خلال مؤتمر سنوي لحزب العمال البريطاني، يعقد في مدينة برايتون جنوب البلاد.

وكانت استطلاعات الرأي البريطانية الأخيرة ترجح تقدم جونسون على منافسيه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وجرت قبل أيام قليلة من الانتخابات العامة المقررة الخميس مناظرة بين جونسون رئيس الوزراء، وكوربين، زعيم حزب العمال المعارض، حول عدة قضايا .

وقال كوربين، أثناء المناظرة التي نقلتها “بي بي سي” في بث حي، إنه سوف “ينتهي” من البريكست من خلال التفاوض على اتفاق جديد وطرحه للتصويت في استفتاء عام مع توفير خيار “البقاء” في الاتحاد الأوروبي.

وفي المقابل، قال جونسون إن لديه “اتفاقا رائعا”، سوف يستخدمه في إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير المقبل.

كما تناولت المناظرة عدة موضوعات هامة من بينها الرعاية الصحية، والأمن، ووضع أيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

كما ركز النقاش على الرعاية الصحية التي تحتل مكانا بارزا في الحملات الانتخابية ، والتي كانت حاضرة بقوة في المناظرة.

وقال رئيس الحكومة إنه حال فوزه في الانتخابات وتشكيله الحكومة سوف يشجع “العاملين في قطاع التمريض في الخارج على القدوم إلى بريطانيا من خلال تقليص الوقت المستغرق في التعامل مع إجراءات التأشيرة وإعادة العمل بنظام المنح الدراسية لتدريب العاملين بالتمريض.”

في المقابل، وصف كوربين الهيئة الوطنية للرعاية الصحية بأنها “نقطة ضعف”، مؤكدا أن حزب العمال، حال فوز الحزب بالأغلبية البرلمانية، سوف “يخصص 40 مليار إسترليني للإنفاق على الهيئة الوطنية للرعاية الصحية حتى تحصل على التمويل الكافي.”

وكرر كوربين هجومه على حزب المحافظين بخصوص إعلان الحزب الحاكم السماح بأن تكون هيئة الرعاية الصحية البريطانية جزءا من اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

لكن جونسون وصف تلك المزاعم بأنها “مثلث برمودا”.