تحليل: الإمارات العربية المتحدة تكشف النقاب عن تكتل تصنيع دفاعي جديد
ترجمة: نجاة نور- سبأ:
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم ، وقد طورت نفسها على مدار العشرين عامًا الماضية لتصبح الرائدة أيضاً على مستوى العالم في سوق الطيران، ووجهة سياحية فريدة ، ومركز تجاري ومالي رئيسي. إن المجال الوحيد الذي تخلت فيه عن قوتها – بما يتناسب مع طموحاتها الاقتصادية وحالة التوتر في الخليج العربي / الفارسي كان قطاع الدفاع، حيث اعتمدت إلى حد كبير في هذا المجال على المعدات والخبرات من الحلفاء الأوروبيين والأمريكيين.
يمكن أن يكون قد طرأ التغيير في الخامس نوفمبر من الجاري، في حفل فخم في العاصمة الإماراتية أبوظبي جرى تدشينه وحضره شخصيات بارزة برئاسة الشيخ محمد آل نهيان ، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية – جاء فيه الكشف الرسمي عن “إيدج” ، وهي “مجموعة قطاعات تكنولوجيا الصناعات الحربية المتقدمة” وتجمع حوالي 25 من أصول الصناعات الحربية الموجودة في البلاد ، والتي تغطي كل شيء من بناء السفن وإصلاح أنظمة توجيه الصواريخ وتصنيع الذخيرة وصيانة الطائرات العسكرية. ويتوقع ان يكون لهذه العلامة التجارية الجديدة حضور كبير في معرض هذا الأسبوع.
قامت دولة الإمارات ببناء وتطوير قدراتها الدفاعية بهدوء على مدار العقدين الماضيين، حيث قامت بإنشاء عدد من المقرات التكنولوجية والمشاءات والتي تملكها الحكومة بالكامل أو بالشراكة مع جهات أجنبية. على سبيل المثال المركز العسكري المتطور لإصلاح وصيانة السيارات ” امروك” والتي يقع مقره في مقاطعة العين في إمارة أبو ظبي ، وهو مرفق لصيانة الطائرات العسكرية مملوك بشكل مشترك مع شركة لوكهيد مارتن ومركز الخدمة سي – 130، الوحيد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي وافقت عليه الشركة الأمريكية.
يوصف دمج الشركات – الذي تم تجميعها مسبقًا تحت كيانات مثل الإمارات للصناعات الدفاعية ومجموعة الإمارات للاستثمارات المتقدمة وتوازون – بأنها “المرحلة الأولى”. السيد فيصل البناي الذي تم تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي للمنظمة الجديدة، قال إن الطموح طويل الأجل هو خلق “وجود مدمر” في قطاع الدفاع ، من خلال زيادة الاستثمار وتنمية المواهب المحلية. ستكون هناك “أولوية على الأمن القومي” ، لكنه يريد أيضًا العمل مع شركاء دوليين والمشاركة مستقبلاً في تجارة التصدير.
وأضاف البناي الذي يتمتع بخبرة حول الشركات الناشئة الناجحة في مجال التكنولوجيا: “ستعمل إيدج على نطاق واسع عبر البحث والتطوير ، وتعمل عن كثب مع خبراء الجبهات القتالية لتصميم ونشر حلول عملية دفاعية تلبي تحديات العالم الحقيقي.”
لقد قام السيد البناي بتاسيس اكسيوم تليكوم وهي شركة للهواتف المحمولة في عام 1997 – ثم بعد ذلك في عام 2014 قام بتاسيس شركة “دارك ماتر” وهي شركة للأمن السيبراني مقرها أبو ظبي، على الرغم من أن هذا مجال عمل تلك الشركات ليس من سيتم دمجها في إيدج.
تم إنشاء هذا المجموعة لمعالجة ما تعتبره الإمارات احتياجات أمنية قومية متغيرة ، بهدف تطوير المنتجات الدفاعية بسرعة لمواجهة التهديدات الناشئة والمستقبلية. خلال حديثه في حفل الإطلاق ، قدم البناي مثالاً على هجمات سبتمبر على منشآت النفطية في دولة السعودية المجاورة للإمارات ، والتي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران مسؤوليتها عنها. وقال إن “طائرات بدون طيار بدائية” بتكلفة أقل من 10.000 دولار أدت إلى انخفاض إنتاج واحدة من أكبر منشآت النفط في العالم. “ليس هناك شك في أن هذه هي التهديدات المستقبلية سوف نواجهها.”
وقال: “إن قطاع الدفاع” لم يتبنى بعد نفس سرعة الشركات التجارية عندما يتعلق الأمر بالابتكار ” حيث ستكون “إيدج” نوعًا جديدًا من شركات التصنيع الدفاعية والتي ستقدم تقنيات متطورة للسوق بسرعة وكفاءة عالية”. واضاف: “إن الحل لمعالجة الحرب الهجينة يكمن في تقارب الابتكارات في العالم التجاري والصناعة العسكرية. تم تأسيس شركة إيدج بتفويض أساسي للحد من الصناعة العسكرية العتيقة ، وايضاً لتقدم المنتجات إلى السوق بشكل أسرع وبأسعار مناسبة.”
سيتم تجميع 25 شركة عريقة تابعة لـ إيدج ، والتي مجموعه موظفيها يقارب الـ 12000 شخص ، في خمس “مجموعات”: المنصات والأنظمة ؛ الصواريخ والأسلحة. الدفاع السيبراني الحرب الإلكترونية والمخابرات، ودعم المهام . من غير المرجح أن تكون العديد من الشركات – مثل شركة تصنيع السيارات ” نمر” وشركة “لهبه” لتصنيع الذخيرة ، وصًانع الأسلحة الصغيرة شركة “كاريكال” – مألوفة لدى جمهور العامة. ومع ذلك، لدى العديد منها قدرات كبيرة في سوق صناعة الطائرات.
على سبيل المثال ، سيشمل قسم المنصات والمنظم شركتي المركز العسكري المتطور لإصلاح وصيانة السيارات ” امروك” و” أ دي أ سي ال” ، التي منحتها القوات المسلحة الإماراتية في العام الماضي عقد من قِبل وحدات أكويلا ، ومقرها في مطار البطين في أبو ظبي – ومرفق معتمد لصيانة طائرات البومباردييه – وعقد من قِبل القوات المسلحة الإماراتية لتكييف سيارة تشالنجر 650. للقيام بدور الدوريات البحرية. كما سيتم تسليم طائرات رجال الأعمال المحولة ، والتي ستزود بأجهزة استشعار ومحطات المشغل ونوافذ المراقبة وأبواب التشغيل الجوية للمهام بما في ذلك المراقبة البحرية والبحث والإنقاذ والإخلاء الطبي ونقل الأوامر في العام القادم.
أيضا جزء من مجموعة دعم المهمة هو مشغل التدريب على طائرات الهليكوبتر “اي دي اي سي هورايزن”. في الأصل كانت جزءا من أكاديمية هورايزن للطيران ، وقد خضع الجزء الثابت من اعمالها لسيطرة الاتحاد للطيران في عام 2014 حيث كانت شركة حامل العلم تتطلع إلى التركيز على تعليمات الطيارين التابعين لها. تشتمل عملية الهليكوبتر ، التي توفر التدريب للعملاء العسكريين والتجاريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، على أسطول شامل يضم 429 و 407 و 206 نوع من طائرات رنجر فضلاً عن أجهزة محاكاة الطيران.
كان “التوطين” هو الدافع لتطوير المسارات الوظيفية للشباب في البلاد وتقليل الاعتماد على مهارات الاجانب المقيمين، حيث كانت يمثل استراتيجية رئيسية لجميع الشركات المملوكة للإمارات العربية المتحدة خلال العقد الماضي أو نحو ذلك ،لذلك فما قاله البناي كان واقعياً . “لا يوجد ما يكفي من المواهب الوطنية في هذا المجال المتخصص” ، كما قال. “نحن بحاجة إلى جذب أفضل العقول من جميع أنحاء العالم. حيث تقف الإمارات بين الدول الرائدة في قدرتها على جذب أفضل المواهب.”
صناعة الدفاع تتغير. كما من غير المرجح أن تنافس الإمارات للانضمام إلى الفئة الأولى من منتجي الدفاع العالميين، مع خبرتهم الممتدة على مدار عقود في تصنيع الطائرات والسفن والمركبات البرية ، فضلاً عن الأجهزة والبرامج الأخرى إلى حكوماتهم المحلية والأجنبية. ومع ذلك ، فإن قدرة البلاد على استقطاب الخبرات الكبيرة والأهمية المتزايدة لمجالات مثل الذكاء الاصطناعي والسيطرة الذاتية ، تعني أن إنشاء قطاع تكنولوجيا دفاع ذكي محلي الصنع وقادر على التنافس على المستوى العالمي ليس بالأمر المستحيل.
تمكنت دول صغيرة مثل إسرائيل وسنغافورة من إدارة هذا المجال وتطويره من خلال دعم ميزانيات الدفاعية القوية وضرورة التوصل إلى حلول سريعة للتهديدات المستمرة للأمن القومي ، وكذلك الاستثمار في تعليم أجيال اساليب البحث والتطوير. من هنا فالإمارات مصممة على الوصول الى هذا المستوى بوقت قياسي.
( موقع “فلايت قلوبل- flightglobal” الأنجليزي)
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.