النظام السعودي بعدم تعاطيه مع مبادرة الرئيس المشاط يثبت عدم رغبته في السلام
السياسية:
أثبت النظام السعودي الذي يقود تحالف العدوان على اليمن، مجدداً عدم رغبته في إحلال السلام، من خلال عدم تعاطيه الجاد مع مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى لتحقيق السلام.
فعلى مدى أسبوع منذ إطلاق رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط مبادرة السلام وإعلان إيقاف استهداف الأراضي السعودية، واصل طيران العدوان شن غاراته وبشكل مكثف وارتكاب جرائم مروعة بحق المواطنين في عدد من محافظات الجمهورية.
وفي خطابه مساء الأربعاء بمناسبة العيد الـ 57 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، أشار الرئيس المشاط، مرة أخرى إلى أن طرح هذه المبادرة جاء تقديراً للجهود الأممية والمساعي الدولية المنادية بالسلام والحرص على التخفيف من معاناة الشعب اليمني وتجنيب اليمن وجيرانه والمنطقة ككل المزيد من ويلات الحروب والدمار.
ورغم ذلك إلا أن النظام السعودي لم يتعاطَ بشكل مسؤول أو مشجع مع هذه المبادرة التي جاءت أيضاً إكمالاً للحجة واحتراماً لدعوات السلام المتجددة ولما يبديه بعض العقلاء من تفهم وأمل.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى بأن تمسك الطرف الوطني بهذه المبادرة مرهون بالتزام الطرف الآخر بها، لافتاً إلى أن الصراع قد بلغ من التعقيد مستوى لايمكن حله من طرف واحد.
لقد تغيرت المعادلة وانقلبت الموازين بسيطرة الجيش واللجان الشعبية على مسرح العمليات والقدرة على الوصول إلى عمق العدو، وباتت دول العدوان في ورطة ومازالت تكابر في التقاط المبادرة وتجنيبها مزيداً من الضربات التي تستهدف منشآتها الحيوية .
وفي هذا السياق شدد الرئيس المشاط على أن الشعب اليمني جاهز للسلام بقدر جاهزيته لخوض مراحل الوجع الكبير، مؤكداً أن “أمامنا أيام محدودة جدا للصبر وللتقييم أيضاً”.
ووجه النصح للجميع بالمضي نحو السلام والتقاط هذه المؤشرات الإيجابية وإثرائها بما يخدم السلام ويمنع من الانزلاق في مسارات غير مطلوبة لن يكون من السهل وقفها أو الخروج منها لاحقاً.
وذكّر الرئيس المشاط في خطابه العالم بأنه تم تقديم المبادرات والمواقف الداعية والداعمة للسلام ما يكفي لإثبات حرص صنعاء على السلام والتمسك بحقن الدم والانفتاح على الحلول .
وتضمنت مبادرة الرئيس المشاط، وقف استهداف أراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف، مع التأكيد على الاحتفاط بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة.
كما تضمنت دعوة جميع الفرقاء من مختلف أطراف الحرب إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف حقناً للدم اليمني وحرصاً على ما تبقى من أواصر الإخاء وتغليباً للمصالح الوطنية العليا، وتجديد إعلان العفو العام بما يمكن المخدوعين من أفراد وقيادات إلى استغلال هذه الفرصة والعودة إلى حضن الوطن وجادة الصواب.
ودعا الرئيس المشاط في المبادرة دول العدوان وعلى نحو فوري إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي ووقف اعتراض السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة واحترام معاناة الشعب اليمني.
ثورة 26 سبتمبر :
وفي حديثه عن ثورة 26 سبتمبر الخالدة، أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أنه لاشيء أخطر على الثورات والتضحيات من رهن القرار وفتح الباب واسعا أمام التدخلات الخارجية.. معتبراً ذلك الطعنة القاتلة التي انغرست في صدر هذه الثورة منذ بواكير قيامها.
وقال الرئيس المشاط ” نتحدث اليوم عن 57 سنة مرت كان حقها أن تتجسد في يمن قوي وغني ومتطور ومزدهر لولا تلك التدخلات الخارجية ورهن القرار “.
وأوضح أنه ما كان لقرار اليمن أن يرهن ولا لليمن أن يتحول إلى حديقة خلفية لأحد، ولا أن يعاني ما يعانيه اليوم من حروب عدوانية، ومن شح في إمكانات ومتطلبات الحياة لولا حفنة من اللصوص واللئام فرضهم الخارج على الثورة، وعلى الشعب، فباعوا الثورة والجمهورية، وداسوا على المبادئ والتضحيات.
لقد أدرك اليمنيون مؤامرات هذه الحفنة التي باعت الوطن وجعلته مرتهنا للخارج لا يملك من أمره شيئاً، فانتفضوا لتصحيح المسار وفرض السيادة واستقلال القرار اليمني.. وكما قال الرئيس المشاط فإن هذه الخطوة تعيد الاعتبار لكل الثورات والتضحيات اليمنية باعتبار أن تحرير الأرض والقرار هو الشرط الأساسي والطبيعي والمطلوب في نهوض أي بلد.
ولفت إلى خطورة ما يتعرض له اليمن كعضو في الأمم المتحدة من عدوان وحصار وتجويع ممنهج في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وكل القوانين والمواثيق مؤكدا أن استمرار العدوان يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وتهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين.
كما أكد الرئيس المشاط، أن الاستمرار في التعامل مع مرتزقة رخيصين لا وجود لهم على الأرض والتعاطي معهم كممثلين للشعب اليمني يمثل استخفافا بإرادة وتطلعات وتضحيات الشعب اليمني.. مشددا على ضرورة احترام إرادة الشعب اليمني ووقف التعامل مع هادي وحكومته غير الشرعية.
سبأ