السياســـية : تقرير || صادق سريع


"عمليات اليمن، التي كان يُنظر لها كصراع جغرافي بعيد المدى، تحوّلت إلى معركة استنزاف غير مسبوقة ضد 'إسرائيل'"، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

وقالت: "'إسرائيل' تكبّدت خسائر باهظة بأكثر من مليار شيكل (300 مليون دولار) في محاولات اعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية، بتكلفة عشرة ملايين شيكل (3 ملايين دولار) لكل صاروخ اعتراضي".

وأضافت: "أنفقت 'إسرائيل' على حملات العدوان على اليمن بالغارات والقصف الجوي بالمقاتلات الحربية والصواريخ وتكاليف الذخائر وطائرات تزويد الوقود أموالاً باهظة تفوق عشرات الملايين من الشواكل".

وتابعت: "تجاوز حجم إنفاق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على فاتورة عمليات الدفاع والهجوم أثناء العدوان على غزة أكثر من نصف مليار شيكل في اليوم الواحد، ما شكّل عبئاً ثقيلاً على اقتصاد 'إسرائيل'".

وأعلن اليمن، نهاية 2023، إسناد غزة عسكرياً، ونفّذ خلالها 1,835 عملية بالصواريخ الباليستية والمجنّحة والفرط صوتية والطائرات والزوارق المسيّرة، دعماً للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي.

صنعاء تظهر موقف القوة

بدوره، يؤكد موقع "ميدل إيست" أن اليمن أظهر موقف قوة باشتراطه وقف عملياته المساندة لغزة بالتزام "إسرائيل" باتفاق وقف العدوان على غزة، في خطوة تعكس ثقة صنعاء بقدرتها على التأثير في موازين القوى.

وقال: "اليمن قدّم أداءً عسكرياً قوياً في معركة إسناد غزة، بالهجمات على 'إسرائيل' وسفنها في البحر الأحمر، بشكل أثبت دوره الإقليمي الفاعل وفرض نفسه في معادلات المنطقة".

ونقل عن الباحث السياسي بكلية "كينغز كوليدج" بلندن، أندرياس كريغ، قوله: "إن اليمنيين أظهروا أداءً عسكرياً متماسكاً في العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية وإجبارها على تغيير مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، ما كبّدها خسائر كبيرة أثّرت على الاقتصاد العالمي".

وأضاف: "اليمنيون نجحوا في الصمود وتجاوز انتقام حملات العدوان الإسرائيلية، والحفاظ على وتيرة هجماتهم، والدعم الشعبي، وثبات الجبهة الداخلية والمنظومات الأمنية والاقتصادية".

وأكد أن اليمن تحوّل إلى قوة رئيسية في محور المقاومة العربية والمنطقة، ينفّذ هجمات شبه يومية على 'إسرائيل' أثّرت بشكل مباشر على القطاعات البحرية والجوية والسياحة، ما أكسب اليمنيين وزناً رمزياً.

"النصر السردي"

وتساءلت الباحثة إليونورا أرديماغني: "إن انتهاء عدوان غزة يفتح تساؤلات حول الإستراتيجية القادمة لليمنيين، وما إذا كانوا سيحاولون توسيع نفوذهم الإقليمي في مرحلة ما بعد التوترات!؟".

وأكد المحلل اللبناني علي رزق أن اليمن تمكّن من فرض معادلة ردع جديدة ضد الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وأجبر أمريكا على وقف عدوانها على صنعاء.

وقال: "ساحة جبهة اليمن تختلف عن لبنان، حيث بعد المسافة وصعوبة الجغرافيا منحت اليمنيين قدرات أكبر على استمرار الهجمات ضد 'إسرائيل'".

الخلاصة تؤكد أن صمود اليمنيين في وجه "إسرائيل"، واستمرار عملياتهم على السفن المرتبطة بها في المياه الإقليمية، منحهم "النصر السردي" داخل اليمن وخارجه.

وإن تفوّق اليمن مثّل إنجازاً إستراتيجياً أمام تراجع قدرات أمريكا في إدارة الصراع الإقليمي، ما جعل دور صنعاء فاعلاً ومحورياً في فرض معادلة الردع بالمنطقة.

واستهدف اليمن في المعركة البحرية المساندة لغزة ضد "إسرائيل" 246 سفينة تجارية وحربية لدول العدوان، وثلاث مقاتلات أمريكية من نوع F-18، وأطلق أكثر من 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأغرق أربع سفن انتهكت قرار الحظر.