السياســـية: تقرير || صادق سريع


"هجوم المسيّرة اليمنية الأخير على أم الرشراش المحتلة يُعد الهجوم المسيّر الأخطر على 'إسرائيل'"، كما أكد باحثون في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات FDD" الأمريكية.

وقال الزميل الأول في المؤسسة، الباحث إدموند فيتون براون، لمجلة "الحرب الطويلة": "أظهر هجوم اليمن توالي الفشل في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بينما يتعمد الكيان بعدوانه في إلحاق الإضرار بالبنية التحتية المدنية في اليمن".

وأقرّت محللة الأبحاث، جيت تومي، في المؤسسة، بأن تزايد وتيرة إطلاق المسيّرات اليمنية التي نجحت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية وضرب أهدافها يمثل تطورًا خطيرًا ضد حكومة الكيان، في حين فشل العدوان الإسرائيلي على اليمن في وقف الهجمات اليمنية.

وقال الباحث أول والمحرر في مجلة "الحرب الطويلة" التابعة لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، جو تروزمان، وهي مؤسسة بحثية مقرها في واشنطن وتهتم بأبحاث الأمن القومي والسياسة الخارجية: "إن الغارات الجوية الإسرائيلية العدوانية على اليمن ألحقت أضراراً جسيمة في البنية التحتية إلا أنها لم تجبر اليمنيين على وقف هجماتهم على 'إسرائيل'".

وأضاف: "بالنسبة لليمنيين، فالضربات على 'إسرائيل' ليست مجرد دعم مقاومة حماس في غزة، بل واجب ديني راسخ بعقيدتهم، ما دام العدوان الإسرائيلي مستمر على غزة، ومن غير المرجّح أن يتخلوا عن حملتهم ضد 'إسرائيل'".

وأستهدفت قوات صنعاء، يوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025، موقعًا سياحيًا إسرائيلياً في مدينة أم الرشراش المحتلة بطائرة مسيّرة اخترقت منظومات الدفاع وأصابت هدفها بدقة وجرحت 50 صهيونياً.

وكان اليمن أعلن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكريًا بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، دعمًا للمقاومة الفلسطينية ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي على غزة.

أم الرشراش تمنع الفعاليات

في السياق، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العِبرية أن شرطة مدينة أم الرشراش المحتلة منعت إقامة الفعاليات في المناطق المكشوفة، خوفًا من هجمات المسيّرات اليمنية التي أصابت المركز السياحي في المدينة للمرة الثانية.

وقالت: "بعد هجوم المسيّرة اليمنية على المركز السياحي بأم الرشراش المحتلة الأربعاء الفائت، اضطرت فنادق المدينة، التي كان من المفترض أن تستضيف مؤتمرات وحفلات في الهواء الطلق، إلى إلغاء الفعاليات بأمر من السلطات الأمنية".

وأضافت، نقلًا عن الشرطة الإسرائيلية: "تعرضت مدينة أم الرشراش وضواحيها المحتلات مؤخرًا لتهديدات أمنية متكررة من اليمن، وفي الأسبوع الفائت وحده، وقعت حادثتان تسبب في إصابات خطيرة وبأعجوبة لم تسجل أي خسائر بشرية".

وتابع مسؤول الشرطة: "كان الضحايا متواجدين في مناطق مفتوحة ولم يتمكنوا من الوصول إلى الملاجئ على الرغم من تفعيل صافرات الإنذار".

لهذا السبب، المؤكد في تقرير 'إسرائيل هيوم': "إن الأجهزة الأمنية والإنقاذية الإسرائيلية في مستوطنة أم الرشراش، قررت منع إقامة أي فعاليات في الهواء الطلق حرصاً على سلامة المستوطنين".

يُشار إلى أن اليمن استهدف في معركة إسناد غزة 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و"إسرائيلية" في المياه الإقليمية والدولية، ضمن الحظر المفروض على السفن والمطارات والموانئ الإسرائيلية، وأطلق أكثر من 1,280 صاروخًا ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأغرق أربع سفن تجارية انتهكت قرار الحظر.