السياســـية : تقرير || صادق سريع*

في قاموس الأحرار تمثل ثورة 21 سبتمبر الثورة الوطنية الوحيدة التي انطلقت بقرار يمني مستقل وإرادة شعبية خالية من إملاءات الخارج، ثورة حررت اليمن من زمن الوصاية الأجنبية إلى عهد السيادة والقرار المستقل بالإيمان بالله والصمود وقوة الردع.

يقول مستشار رئاسة الوزراء الكاتب السياسي حميد عنتر: "ثورة 21 سبتمبر أسقطت مراكز القوى التقليدية المتنفذة والفاسدة وأدوات وعملاء الأنظمة الخارجية وألغت الوصاية الخارجية وزمن الارتهان لحكم السفير الأمريكي والسعودي في اليمن".

يضيف لموقع "السياسية": "ما يميز ثورة 21 سبتمبر أنها يمنية خالصة أعلنت من المكوّنات السياسية والقبائل اليمنية، ثورة فشلت أمام صمودها كل المؤامرات العدوانية الأمريكية والبريطانية والسعودية والإسرائيلية".

ويؤكد: "اليمن كسر شوكة القوى العظمى وخرج منتصراً من تحت ركام الدّمار يصنع الأسلحة وبات قوة ردع ورقماً صعباً في صنع المعادلات الدولية، بجبهة عسكرية تضرب 'إسرائيل' بالصواريخ والمسيّرات وتفرض عليها حظراً على السفن والموانئ والمطارات إسناداً لغزة، وهذا يمثل إنجازاً نوعياً وتطوراً في عملية الردع الإستراتيجي".

الثورة المنقذة

في نظر الكاتب محمد الحريشي، تعتبر ثورة 21 سبتمبر المنقذ لليمن من المجهول الذي كان ينتظره، بسبب تردي الأوضاع السياسية والمعيشية في زمن الوصاية والهيمنة الخارجية، حين كان السفير الأمريكي من يدير البلاد وفق رغبات أنظمة أمريكا و"إسرائيل" والسعودية.

وقال: "ثورة 21 سبتمبر أوقفت مشروع تمزيق اليمن إلى أقاليم يذكي الصراع بين اليمنيين، على الطريقة الصهيو-أمريكية ضمن مشروع خارطة الشرق الأوسط الجديد.. إنها ثورة بإرادة شعبية يمنية، لا بتوجيه أو دعم أو تمويل خارجي".

وأضاف لـ"السياسية": "أعادت حكومة الثورة في صنعاء بناء الجيش اليمني بعقيدة قرآنية ووطنية وإيمانية فرض قوة الردع على أضخم جيوش العالم، وصنع الصواريخ والمسيّرات وأنظمة الدفاع الجوية والزوارق البحرية".

وأكد: "ثورة 21 سبتمبر أطلقت ثورة زراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وحافظت على استقرار الاقتصاد والعملة الوطنية ووفرت المواد الغذائية والسلع في الأسواق المحلية رغم ضغوط العدوان العسكري والحصار والحرب الاقتصادية".

وهكذا أنهى الكلام: "أصبح اليمن اليوم يحتل مكانة في المنطقة والعالم، يفرض سيطرته على المياه الإقليمية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وينتصر لغزة وللشعب والقضية الفلسطينية بجبهات إسناد عسكرية وسياسية وشعبية".

صرخة أمة في وجه الطغاة

برأي الكاتب عدنان الجنيد، ثورة 21 سبتمبر ليست مجرد حدث سياسي، بل صرخة أمة في وجه الهيمنة والاستعمار الداخلي والخارجي، ورسالة من الشعب اليمني إلى العالم مفادها أن اليمن قادر على حماية سيادته وقراره الوطني المستقل.

وقال: "إنها الثورة التي أنهت زمن الوصاية الخارجية ورمز العزّة والكرامة الوطنية والإرادة الشعبية، تجسد حقيقة أن اليمن لن يكون ملعباً لأي قوى خارجية ولا أداة في صراعاتها الإقليمية".

وأضاف: "ثورة 21 سبتمبر ثورة سبتمبرية أعادت لليمن الهيبة والقوة بقدراتها الدفاعية والردعية التطور النوعي في صناعة الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والانشطارية والمسيّرات، ما جعل اليمن قوة ردع مهيبة".

وفق رؤية الإعلامي الجنيد، جاءت ثورة 21 سبتمبر ضد الهيمنة والإملاءات الخارجية، تواجه اليوم المشروع الاستعماري العالمي في المنطقة، وقد أثبتت أن الشعوب الضعيفة إذا ما امتلكت قيادة حكيمة وإرادة وعزيمة تتحلى بالهوية الإيمانية ومنهج المشروع القرآني، يمكنها مواجهة أكبر القوى العالمية.

ميلاد اليمن الجديد

وتعني، بنظر الكاتبة أحلام الصوفي، ميلاد اليمن الجديد الذي أشرق بالحرية والعزة والكرامة والتحرر من التبعية والوصاية السياسية والارتهان للخارج ومن سفراء السفارات الأجنبية في البلاد.

وقالت لـ"السياسية": "ثورة 21 سبتمبر حققت قفزة نوعية في بناء جيش وطني متسلح بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية والوطنية، سطر أروع الملاحم والبطولات والانتصارات والتصنيع الحربي رغم الحصار والعدوان منذ 2015".

وأضافت: "بفضل ثورة 21 سبتمبر انتهج اليمن رؤية اقتصادية متكاملة وفق أسس يمنية خالصة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستغلال الأمثل للموارد بتشجيع زراعة القمح في محافظة الجوف في ظل الحفاظ على التوازن الاقتصادي وقيمة العملة الوطنية".

ما يلفت نظر الكاتبة أحلام، أنه رغم صغر عمر ثورة 21 سبتمبر، 11 عاماً، لكنها تمكنت من تحقيق منجزات كبيرة، أهمها فرض معادلة الردع العسكرية في معركة البحر وضرب عُمق "إسرائيل"، مما جعل العالم ينظر لليمن كقوة لا يستهان بها.

يشار إلى إن اليمن في ظل ثورة 21 سبتمبر أعلن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيو ـ أمريكي، وأغرق أربع سفن تجارية انتهكت الحظر، وأستهدف 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و'إسرائيلية' في المياه الإقليمية والدولية، في إطار الحظر المفروض على سفن ومطارات وموانئ الكيان، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأطلق أكثر من 1,280 صاروخاً ومسيّرة على "إسرائيل".