من أفعال صواريخ اليمن باقتصاد "إسرائيل"!
السياســـية: تقرير || صادق سريع*
تكشف اعترافات المسؤولين الإسرائيليين من الوزن الثقيل عن حجم الخسائر الاقتصادية التي يتكبّدها اقتصاد "إسرائيل" بفعل الضربات المُوجعة التي تسببها الصواريخ والمسيّرات اليمنية المساندة لغزة.
يقرّ نائب رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي الأسبق، حاييم رامون، بالقول: "اليمنيون وجّهوا ضربة إستراتيجية هي الأخطر لـ'إسرائيل' بتعطيل البوابة الجنوبية ميناء أم الرشراش".
وأضاف: "منذ نوفمبر 2023، توقّف ميناء أم الرشراش عملياً عن العمل بسبب تهديدات هجمات اليمنيين على سفن 'إسرائيل' والمرتبطة بها والمتوجّهة إلى موانئها".
وأكد: "إن العمليات العسكرية اليمنية تُعد هجمات استراتيجية خطيرة تلحق أضراراً اقتصادية كبيرة تؤثر على اقتصاد 'إسرائيل'".
وأعلن اليمن، نهاية 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيو ـ أمريكي حتى رفع الحصار ووقف العدوان على القطا، مستهدفاً 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و'إسرائيلية' بالمياه الإقليمية والدولية، في ظل الحصار البحري والجوي على سفن ومطارات وموانئ الكيان، اللد ورامون وميناء حيفا.
فاتورة خسائر اقتصاد الكيان
وأقرّت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العِبرية بأن هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية على السفن 'الإسرائيلية' في المياه الإقليمية اليمنية والدولية، وعلى المطارات والموانئ والمنشآت الحيوية 'الإسرائيلية'، شكّلت أزمة اقتصادية بضرب اقتصاد الكيان.
وقالت، في تقرير حول فاعلية الحظر اليمني على اقتصاد "إسرائيل": "الصواريخ والمسيّرات فرضت ما يشبه الحظر الاقتصادي غير المعلن على الاقتصاد 'الإسرائيلي'، الذي طالت آثاره أغلب المصدّرين والمورّدين".
وأضافت: "لم تتوقف تلك التداعيات السلبية عند حدود المقاطعة الاقتصادية للتجارة الإسرائيلية في الأسواق التقليدية الدولية، بل امتدت إلى أسواق دول صديقة، أدخلت أغلب الشركات 'الإسرائيلية' في عزلة غير مسبوقة كأنها منبوذة".
ونشرت مسحاً اقتصادياً أجراه "اتحاد الصناعيين الإسرائيليين" على 132 صناعياً، أن نصف المصدّرين اضطروا لإلغاء صفقاتهم خلال الأشهر الأخيرة، فيما أكد إن 76 بالمائة من المصدّرين والمستوردين تكبّدوا خسائر مباشرة بسبب الهجمات اليمنية.
وأظهرت نتائج المسح إلغاء الاتحاد الأوروبي عقوداً تجارية لـ 84 بالمائة، والولايات المتحدة لـ31 بالمائة من الصناعيين الصهاينة، ورفُض 54 بالمائة من العملاء الجدد من الدخول في أي تعاملات تجارية مع "إسرائيل"، حيث أُلغيت طلبات 22 بالمائة من قائمة المستوردين، ويواجه 49 بالمائة من المصدّرين صعوبات لوجستية في إجراءات الشحن والجمارك والموانئ.
وماذا أيضاً؟ هناك كثير من الشركاء الاقتصاديين في دول أوروبية طلبوا من ممثلي الشركات 'الإسرائيلية' إلغاء اجتماعات تجارية، وعدم نشر أي صور توثّق أي لقاءات، ما عمّق الشعور بالعزلة والانكماش التجاري لدى القطاع الصناعي 'الإسرائيلي'.
من جهته، عبّر رئيس اتحاد الصناعيين في الكيان رون تومر عن حالة الصدمة من التحوّلات الجديدة في بروتوكولات التعاملات الاقتصادية، من الترحيب للشركات 'الإسرائيلية' إلى النبذ والتنفير.
وقال محذّراً: "إن 'العلامة التجارية الإسرائيلية' فقدت بريقها، بل أصبحت منبوذة وعاجزة عن اختراق أسواق جديدة، ومهددة أيضاً بخسارة حصصها في الأسواق العالمية".
وأضاف ملوّحاً إلى طلب دول صديقة للكيان بمحو صور اجتماعات الصفقات التجارية مع الشركات 'الإسرائيلية'، تفادياً للإحراج: "لقد أصبحنا في القطاع الصناعي محكوم علينا بالعزلة التامة في هذا العالم ونحن نشعر بالنبذ".
في الشأن ذاته، حذّرت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني من فقدان الحكومة 'الإسرائيلية' السيطرة على الميزانية وارتفاع مستويات العجز والديون، ما ينذر بآثار كارثية مباشرة على الموازنة العامة للحكومة، ومن المتوقع أن تنعكس أثارها القطاع التجاري بشكل مباشر.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت على "إسرائيل" بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" المساندة للمقاومة الفلسطينية ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيوني في غزة، أكثر من 1,280 صاروخاً ومسيّرة، وأغلقت ميناء أم الرشراش، وأغرقت أربع سفن تجارية انتهكت قرار حظر التعامل مع موانئ الكيان.

