السياســـية: تقرير|| صادق سريع*


"الهجمات اليمنية تحوّلت إلى ضربات إستراتيجية مستمرة هدفها إبقاء 'إسرائيل' تحت الضغط"، هكذا قالت محللة معهد "مسغاف" الصهيوني للأمن القومي، نوا لازمي.

وأضافت:" المفاجأة الأكبر، التي هزت 'إسرائيل' ومثلت نقطة تحوّل إستراتيجية للقدرات العسكرية اليمنية، هي عملية استهداف المسيّرة اليمنية لمطار 'رامون' الدولة، وفقاً لما كشفته تحقيقات الجيش الإسرائيلي".

واستهدفت القوات المسلحة اليمنية، الأحد 7 سبتمبر الجاري، مطار رامون الإسرائيلي بمسيّرة
أصابته بشكل مباشر الذي يعد ثاني أكبر مطارات "إسرائيل" بعد مطار اللد، وشلت حركته المطار، وأوقفت أنشطته الملاحية كلياً.

وتابعت للقناة 7 العبرية: "رغم الحصار المفروض الظروف والمعيشية الصعبة والحملات العدوانية على اليمن، تمكّنت قواته المسلحة من تطوير قدرات تصنيعية محلية وانتاج أسلحة متقدّمة، ممّا يقلل بشكل كبير من اعتماده على الخارج".

برأي لازمي، فإن امتلاك اليمن القدرة على الابتكار والتصنيع يشكّل تحدياً إستراتيجياً لكيان العدو ودول العدوان التي تسعى لحرمانه من استخدام التكنولوجيا العسكرية الحديثة.

تواصل الكلام: "إطلاق القوات اليمنية في صنعاء عددا كبيرا من الطائرات المسيّرة على "إسرائيل"،
سببت حالة من العجز والارتباك لحكومة بنيامين نتنياهو وشكّلت تحدياً لمنظومات الدفاعات الإسرائيلية المتطورة التي تفشل في اعتراضها".

وأكدت: "إن حصار دول العدوان على اليمن دفعه إلى تطوير قدراته العسكرية وتصنيع الصواريخ والمسيّرات المحلية الصنع، والتي غيّرت قواعد الاشتباك بشكل جذري بقدراتها على الوصول إلى عمق 'إسرائيل'، وفرض التهديد المستمر على 'يافا' من مصدر غير متوقع".

وأعلن اليمن، نهاية نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيو-أمريكي بإعلان معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرض حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة.

اليمن خصم لا يستهان

وفق قراءة الباحثة الأمنية الصهيونية، فإن تنامي قدرات اليمن العسكرية يضاعف القلق المتزايد في أوساط المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، في إن التهديد لم يعد مقتصراً على الصواريخ العابرة للحدود، بل يمتد ليشمل الأهداف الطائرة التي يصعب رصدها أو اعتراضها لقدرتها على التخفي.

وماذا أيضاً؟ "وضعت القدرات الهجومية المتقدمة لليمنيين منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية الحديثة أمام تحديات إستراتيجية جديدة أجبرت 'إسرائيل' على مراجعة شاملة لقدراتها الدفاعية والأمنية والاستخباراتية والعسكرية".

خلاصة تحليل باحثة "مسغاف" للأمن القومي الصهيوني نوا لازمي: "اليمنيون تمكنوا من معرفة نقاط ضعف أنظمتنا الدفاعية واخترقوها، بتطويرهم أجيال من الصواريخ والمسيّرات التي وسعت نطاق تهديدهم بشكل فرض على 'إسرائيل' الاعتراف بأنهم خصماً لا يستهان به".

تحديات استثنائية غير مسبوقة

بدورها، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية وفقاً لمصادر عسكرية صهيونية، عن اصطدام الطائرات الإسرائيلية بـ"جدار ناري من الدفاعات الجوية اليمنية"، مما عرّضها للخطر وأجبر الطائرات على الفرار في عدوانها الجوي الأخير على العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف.

ووصفت تحديات الدفاعات اليمنية على الطائرات العدوانية بـ"الاستثنائية وغير المسبوقة"، التي ضاعفت صعوبات المسافة الهائلة التي تزيد عن ألفا كم.

وأقرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بفشل العدوان الإسرائيلي على العاصمة اليمنية صنعاء في تحقق أهدافه العسكرية الذي تحوّلت نتائجه لصالح اليمنيين.

وأكدت أن الحملات العدوانية الإسرائيلية ضد المدنيين قد منحت اليمنيين زخماً شعبياً وسياسياً، وعززت شرعيتهم كمدافعين عن الامة في خط الدفاع الأول ضد العدوان الصهيوني الذي فشل في استهداف قيادات عسكرية من الصف الأول، ما يجعله عديم الأثر الإستراتيجي.

ويستمر اليمن -بفضل الله وتأييده- فرض الحظر البحري والجوي على مطارات وموانئ "إسرائيل"، اللد ورامون وميناء حيفا، وعلى سفنها والمرتبطة بها في المياة الإقليمية والدولية. وقد أطلق أكثر من 1,280 صاروخاً ومسيّرة إلى عمقها، وأغلق ميناء أم الرشراش وأغرق أربع سفن أنتكهت قرار الحظر: "روبيمار" بـ18 فبراير 2024، "توتور" بـ12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" بـ8 يوليو 2025، وكانت أخرها "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.