السياسية : تقرير || صادق سريع*

"اليمن المقاوم هو النموذج العربي المثالي الوحيد في إسناد غزة، والجهاد وفق عقيدة المشروع القرآني والقيادة الرشيدة والشعب المؤمن والجيش المتسلح بالإيمان"، هكذا هو اليمن في فكر المفكر الجزائري الدكتور نور الدين أبو لحية.

وقال: "الشعب اليمني يمتلك كل مقومات القيادة: القائد السيّد عبد الملك الحوثي، المشروع القرآني، والشعب المتمسك بالثقافة القرآنية والملتف حول قيادته، فكل اليمنيين يقفون خلف قيادتهم القرآنية، إلا المنافقين والمرتزقة".

وأضاف: "الجيش اليمني يمتلك قدرات عسكرية متطورة وإيماناً عميقاً وقدرة على الصبر وتحمل الظروف، بالإضافة إلى تضاريس جغرافية منحها الله لليمن. فمنطلقه إيماني: حتى لو بقي رجل واحد وصاروخ واحد، سيستمر في القتال".

وتابع لمنصة "عرب جورنال" حول دور الثقافة القرآنية في تعزيز قوة جبهة الإسناد اليمنية لغزة، ودور الطوفان في إحياء قضية فلسطين: "إن انتصار أي مشروع مقاومة يتطلب منهجاً شاملاً غير طائفي يستوعب الجميع بوجود قائد رشيد، كقائد اليمن. وهنا أقول للعرب والمسلمين: تعمقوا بثقافة القرآن، تنتصروا لقضاياكم العادلة".

وأكد: "إن التفاف الأمة حول النموذج اليمني القرآني، سيجعلها تسير على نهج المقاوم -بإذن الله، مثل اليمن الذي بات نموذجاً مثالياً في الإسناد. ولا أستطيع أن أطلب من جيش الجزائر أو مصر الانتصار لغزة وهما لا يملكان مشروعاً قرآنياً ولا قائداً مقاوماً".

وأعلن اليمن، في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

ووفق رؤية المفكر الجزائري، لا يقتصر إسناد اليمن لغزة عسكرياً فقط، بل بالتأثير الاقتصادي والنفسي والإعلامي وكسر هيبة العدو، من جيش مؤمن ومتسلح بتعاليم القرآن والثوابت الإيمانية، لا وفق التوجّهات السياسية والضغوط الدولية.

وقال: "دائماً ما يتحدث سماحة السيّد القائد عبد الملك الحوثي عن التأثير العسكري والاقتصادي والنفسي وإجبار الصهاينة على الهجرة العكسية وسقوط مقولة 'إسرائيل لا تقهر' للجبهة اليمنية. فكل صاروخ ومسيّرة تُظهر القوة الإستراتيجية لليمن الذي حيّر العدو وكشف عجزه عن تحديد مصدر الهجمات، وتحويل عدوانه على الأبرياء وخزانات الوقود".

وأضاف: "تكمن أهمية الخطابات الأسبوعية للقائد الحوثي التي تهتم القنوات العالمية في الأخبار والتقارير والتحليلات السياسية بنقلها لتأثيرها على الرأي العام العربي والعالمي، ثقافياً وتوعوياً، وفق مفاهيم الثقافة القرآنية التي تحث الأمة على التمسك بمبادئها الإسلامية".

وتواصل القوات اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، و"إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

في فكر المؤلف الجزائري أبو لحية، فإن القراءة الخاطئة للقرآن وانتشار الثقافة السلفية، وتحوّل الدين إلى طقوس طائفية مقيتة، هما سبب السبات العربي الذي ستزول آثاره بالعودة إلى القرآن الكريم، وتفعيل آيات الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، ونصرة المستضعفين.

وفي عقيدته الفكرية والأيديولوجية، فإن خذلان الأمة لغزة وكل فلسطين نتيجة الانحراف الثقافي للحركات الدّينية والتيارات الوهابية المنحرفة، التي حوّلت الدّين الإسلامي السائد إلى عبارة عن أفيون للشعوب.

وتابع: "ثقافة التيارات المنحرفة حوّلت أنظمة 'السعودية والإمارات وقطر وتركيا، ما تُسمى بـ'الإسلام المتصهين'، بالإضافة إلى أنظمة عربية أخرى تخاف التفتيت، إلى أدوات لخدمة المشروع الصهيوني".

وتمنَّى تعميم المشروع القرآني على شعوب الأمة، التي تأثرت بثقافة الإرجاء والتخاذل، وأصبح نصرة المستضعفين ليس من أولوياتها، كما تفعل التيارات السلفية المسخرة لخدمة الكيان وأمريكا، في سوريا والعراق ولبنان.

وعن "طوفان الأقصى"، قال: "هي المعركة التي أحيت القضية الفلسطينية وكشفت حقيقة الكيان الصهيوني وزيف الديمقراطية الأمريكية والحضارة الغربية الداعمة لإجرامه، بتشكيلها وعياً جديداً للأمة والعالم".

وأكد نجاحها في القضاء على صورة الكيان التي كان يروّج لها بأنه يمثل الديمقراطية والحرية، حتى أسطورة "الهولوكوست" التي كان يتظلم بها باتت موضع شكٍ داخل الغرب، حيث نرى مظاهرات ترفضها ويُعتقل المتظاهرون بسببها.

المفكر الجزائري الدكتور نور الدين أبو لحية قدّم النصح للأمة، بقوله: "انظروا إلى من يمثل الإسلام الأصيل اليوم ومن يواجه العدوان؟ من يجسد القيم الإيمانية؟ حتى ترامب شهد لليمنيين بالشجاعة والتطور.. قارنوا ذلك بالحركات السلفية أو الإخوان المسلمين الذين يمدون أيديهم لأمريكا".

وأضاف: "انظروا إلى من يمثل القرآن حقاً، فالقرآن يأمر بالجهاد، في حين هناك تيارات دينية تعتبر الجهاد والأمر بالمعروف بدعة! في الوقت الذي نرى فيه جرائم الكيان الصهيوني تُبيد أهل غزة".

ويُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت – بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخاً ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".