"صياد" اليمن يعقّد الحصار على "إسرائيل"
السياســـية : تقرير || صادق سريع
ضمن اهتمامات الإعلام العِبري والعالمي بالقدرات العسكرية للقوات البحرية اليمنية ودورها التاريخي في إسناد غزة، وفرض معادلات الردع وتوازن القوى في معركة البحر الأحمر وضرب عمق "إسرائيل".
تساءل الموقع الروسي "دزين رو"، وهو موقع يهتم بنشر التحليلات العسكرية، عن سر نجاح القوات المسلحة اليمنية في تصنيع المنظومات الصاروخية الحديثة بتقنيات عالية؟
وقال في تقرير بعنوان: "كيف تمكن اليمنيون من صناعة صاروخ 'صياد' البحري!؟": "ما كشفه اليمنيون مؤخرًا عن تطوير صاروخ 'صياد' مضاد للسفن بمدى قصير ومتوسط، يتميز بقدرات تقنية متقدمة تجعله الأكثر تطوراً في ترسانة الأسلحة البحرية".
وأضاف: "يتميز صاروخ 'صياد' البحري بقدرات تقنية حديثة تمكنه من التخفي عن أجهزة الرادارات وإصابة الأهداف المتحركة بدقة، ولا تملكه إيران التي طالما تُتهم بتزويد صنعاء بالأسلحة".
وأعلنت البحرية اليمنية، مطلع الشهر الجاري، عن دخول صاروخ بحري مجنح جديد إلى الخدمة العسكرية من طراز أرض- بحر باسم "صياد" بعد إطلاق عمليات اختبار ناجحة.
وأكدت امتلاك صاروخ "صياد" بحري قدرات دقيقة على استهداف القطع البحرية المعادية في مياه بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي من أي موقع من أراضي الجمهورية اليمنية، مما يشكّل معادلة ردع بحرية جديدة ضد أي قوة بحرية عدوانية في المنطقة.
"صياد" يحيّر العالم
وفق موقع "دزين رو"، فإن صاروخ "صياد" أرض- بحر بمدى يبلغ 800 كم، وهو من فصيلة كروز ويشبه نسخة من الصاروخ الروسي نوع "كاليبر" المضاد للسفن، سيمنح بحرية صنعاء قدرات أقوى وأدق على استهداف القِطع البحرية المعادية في عرض البحر.
خلاصة الخبراء الروس العسكريين للموقع: "يمثل ظهور صاروخ 'صياد' البحري نقلة نوعية في قدرات الردع البحري اليمنية، ويطرح تساؤلات جادة حول قدرات التصنيع المحلي لصنعاء في إنتاج هذه المنظومة الصاروخية المعقدة التي حيّرت الخبراء والمراقبين، في ظل الحصار الاقتصادي والعسكري المفروض من تحالف العدوان السعودي - الأمريكي منذ عشر سنوات".
وأعلن اليمن في نوفمبر 2023 معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" لإسناد غزة ضد العدوان الصهيوني، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
هكذا يفعل حظر صنعاء بـ"إسرائيل"!
في سياق تأثير جبهة الإسناد اليمنية مع غزة ضد العدوان الصهيو - أمريكي على القطاع، أعتبر موقع "ذا لودستار" البحري البريطاني، قرار اليمن فرض المرحلة الرابعة من الحصار البحري على "إسرائيل"، يمثل تحولاً استراتيجياً في مسار الصراع البحري وتصعيداً بحريا غير مسبوق لبنك الأهداف.
وأقر موقع "شومريم" العِبري، في تقرير بعنوان "كيف تمكن اليمنيون من تعطيل سلاسل الإمداد إلى الكيان؟"، بالتحديات الإستراتيجية التي تواجهها "إسرائيل" في الصناعات الدفاعية بفعل الحظر البحري اليمني على حركة ملاحتها، في تعطيل أو تأخير وصول شحنات الأسلحة، الأمر الذي تسبب في تصعيد احتجاجات نقابات موانئ أوروبا.
وقال مسؤول عسكري "إسرائيلي" متقاعد -لم يذكر اسمه- للموقع، محذرًا: "إن تصاعد ردود الأفعال الغاضبة لنقابات الموانئ الأوروبية والدولية يُنذر بـ'تداعيات اقتصادية وتشغيلية حادة'، بسبب تصعيد اليمن التهديد البحري الذي أجبر الشركات والسفن العالمية على تغيير مساراتها وتجنب التعامل مع الموانئ 'الإسرائيلية".
وأضاف مؤكدًا: "إن الحظر البحري الذي تفرضه قوات صنعاء يترك تأثيره على البُعد الإستراتيجي وتهديد الصناعة والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وتجميد صفقات الأسلحة اللوجستية، ومراجعة آليات توريدها أو تصنيعها في 'إسرائيل'".
وأكد خبراء "شومريم" أن استمرار حصار اليمن البحري يسبب اضطرابات في سلاسل التوريد، ويثير قلقًا متصاعدًا داخل مكاتب وأروقة المؤسسات الأمنية والدفاعية الصهيونية، وسط كتلة معقدة من الإحباطات وغياب أي حلول لفك شفرة الأزمة، ما يشكّل إرباكًا لحسابات الكيان وحلفائه.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع استمرار الحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، وقد أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: روبيمار في 18 فبراير 2024، توتور في 12 يونيو 2024، ماجيك سيز في 8 يوليو 2025، وإيترنيتي سي في 9 يوليو 2025.
عمليات خنق الكيان مستمرة
في الحدث ذاته، أقرّت صحيفة "كالكاليست" العِبرية أن قطاع الطيران "الإسرائيلي" يواجه تحديات أمنية كبيرة بفعل هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
وأكدت في تقرير موسع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران من "إسرائيل" إلى المطارات العالمية، خصوصًا إلى مطارات روما وبرلين وأمستردام، بنسبة تزيد عن 120 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
كما أقرت صحيفة "ذا ماركر" العبرية بمعاناة قطاع الطيران والمسافرين من ضغوط الارتفاعات المتصاعدة في أسعار التذاكر في "إسرائيل" عمّا كان قبل عدوانها على غزة.
وتواصل كبريات شركات الطيران العالمية إلغاء وتأجيل رحلاتها الجوية إلى "إسرائيل" بسبب استمرار صنعاء فرض الحصار الجوي الشامل على مطاراتها، أبرزها مطار اللد الدولي إسنادًا لغزة.
لن نبحر في البحر الأحمر
في ظل تصعيد المرحلة الرابعة البحرية لصنعاء ضد الكيان، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك"، وهي من أكبر شركات الشحن البحري في العالم، استسلام شركته لقرار القوات اليمنية الذي يستهدف الملاحة "الإسرائيلية" في أي بحار تطالها أسلحتها، مؤكدًا إن شركته لن تبحر في البحر الأحمر هذا العام.
وأعلنت صنعاء في 27 يوليو الفائت تصعيد العمليات الإسنادية لغزة عبر المرحلة الرابعة من الحصار البحري على "إسرائيل"، ضد كافة الشركات والسفن -بأي جنسية وأي مكان تطالها صواريخها- لها علاقة بموانئ الكيان.
يُشار إلى أن القوات اليمنية استهدفت في معركة إسناد غزة - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية، أكثر من 245 قِطعة بحريّة تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".

